المرتزقة في ليبيا.. الخطر المنظور وغير المنظور

بقلم/ محفوظ عابدين

الخرطوم ( سونا)          يشتد الوضع المأزوم في ليبيا بسبب التدخلات الدولية والأقليمية كل حسب مصالحه في دعم اطراف الصراع الليبي ،فائز السراج الذي يمثل حكومة الوفاق والتي تستند على شرعية دولية ،وقوات خليفة حفتر التي تستند على دعم أقليمي ودولي حتمته المصالح والمطامع .

والناظر للوضع في ليبيا يجده مختلفا تماما عما يجري في سوريا فنجد ان التحالفات فيها والتكتلات بين الدول التي تجمعها مصالح مشتركة ان كانت هذه الدول أقليمية ودولية ،لهذا حافظ الوضع في سوريا على وضع تلك التكتلات ان كانت مؤيدة لنظام الاسد او ضده ،والوضع في ليبيا يختلف تماما عن  الوضع في اليمن حيث انحصر الوضع في القتال بين مليشيا الحوثي وقوات دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية والأمارات، ‘لكن ظل الوضع في ليبيا مختلفا ومتطورا مع الاحداث.

فان كان حلف الأطلسي قد أسقط القذافي وضرب مواطن القوة عنده من عرض البحر الابيض المتوسط الا ان دول الحلف كانت لها أطماع كبيرة في النفط الليبي ،حيث كان موجها في عهد القذافي في إتجاهات معينة ،ولم تجد منه دول تحالف الأطلسي نصيبا مقدرا بسبب العداوات بين ليبيا وبعض تلك الدول مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا والتي كانت تعتقد جازمة ان القذافي كان يوجه أموال النفط في تمويل الارهاب مثل حادثتي لوكربي في استكلندا والملهى الليلي، والى تمويل الحركات المناوئة للحكومات في بعض بلدان القارة الافريقية  التي لا تدين له بالولاء حيث كان يعتزم القذافي ان يتوج ملك ملوك أفريقيا.

انتهى تحالف الأطلسي من المرحلة الاولى وهي أسقاط نظام القذافي، وفقد السيطرة من انفاذ المرحلة الثانية وهي السيطرة على النفط وتقسيم العمل في ليبيا بين شركات دول التحالف في ما بينها ،ودخلت دول تحالف الناتو بقوة في الأمر بحكم علاقته القوية مع نظام القذافي ومعرفته بطبيعة البلد وأمكانياتها الاقتصادية وحقول النفط فيها مع أرقام الانتاجية فيها ، وبالتالي اخذ الصراع شكلا جديدا الى ان تطور بدخول المرتزقة فيه ،حيث يشتكي طرفا النزاع في ليبيا من المرتزقة، اذ تتهم قوات حفتر تركيا في استجلاب مرتزقة من سوريا يقاتلون نيابة عنها في مواجهة قوات حفترا‘دعما لحكومة الوفاق بقيادة السراج ، بينما تتهم حكومة السراج روسيا بجلب مرتزقة عبر شركة فاغنر للدفاع عن بعض المواقع الاستراتيجية مثل حقل (شرارة النفطي) في خليج سرت.

ومن الواقع ان طرفي الصراع في ليبيا مستفدبان من وجود المرتزقة في تعزيز مواقفهم القتالية والدفاعية .

ولكن يبقى أمر هؤلاء المرتزقة خطرا على ليبيا ودول الجوار في حالة وصول الاطراف الليبية الى إتفاق ،فان هؤلاء المرتزقة سيدافعون عن مصالحهم بعيدا من الذين جلبوهم من خارج ليبيا ويمكن ان يشكلوا خطرا جديدا على الاستقرار في ليبيا في حالة الإتفاق او على دول الجوار الليبي خاصة الجوارالجنوبي والغربي ،وربما إستغلتهم بعض من القوى الاقليمية او الدولية في تحقيق مصالح آنية او إستراتيجية وربما تتحمل دول الجوار تلك عبء هؤلاء المرتزقة ومن قبلهم فرنسا باعتبار ان دول الجوار الغربي والجنوبي هي مناطق نفوذ فرنسي في المقام الاول ،‘من ثم يتجدد الصراع الدولي والاقليمي في مناطق جديدة في القارة الافريقية ،بسبب هؤلاء المرتزقة