مؤتمر نظام الحكم في السودان

تأسيس ثقافة سياسية وطنية نقيضة لثقافة سياسة سلطة المحتل التي رزح فيها السودان ما يزيد عن الخمسة و ستون عاما ( منذ الاستقلال في ١٩٥٦ ) التي اضاعت على السودان و انسانه معالم و مقدرات الدولة , منظور ان تتمثل في كل مؤسسات و مواثيق التغيير الذي نادت به ثورة ديسمبر ٢٠١٨ في شعاراتها المستوحاة من القيم التي تبنتها ( العدل و الحرية و المؤسسية ) .قد تطل الثقافة السياسية لسلطة المحتل في شكل تصاميم مفرغة من الروح ريثما يمر عنفوان الثورة و تستعيد سلطانها . ان دولة المواطنة التي دعت لها الثورة لا تحتفي بالهويات اثنية كانت او فكرية او جغرافية إلا في اطار تعضيد قيم الثورة خطاب و فعل , و في ذلك يرجى ان تاتي مخرجات ورش و مؤتمرات نظام الحكم و الادارة :

١- الحكم الفدرالي , ولائي كان او اقليمي , يجب ان يبنى على الجغرافيا و ليس على الاثنيات , و يجب ان يكون كامل الدسم , فالغرض منه تمكين المواطن من ادارة شئون حياته و صناعة الجودة لها ,و مد جسور الاستئناس الانساني الذي يوفر قدرا من الاحتفاء بالتنوع و الثراء الثقافي و المادي
٢- تقليص الظل الاداري باعتماد الفدرالية كاملة الدسم يضع المواطن امام مسؤلية تمويل هذا النظام , و لذلك يكون اكثر حرصا على ايرادات و مصارف هذا التمويل , ما يحفز وعيه بتغذية الخزينة العامة و حصر و ترشيد الصرف الاداري و النشاط الى التنمية و الانتاج
٣- سيفتح باب مؤسسات اتحادية مثل الرئاسة و الخارجية و الدفاع و هو امر لا يقلل او يضعف او يتعارض مع مفهوم الفدرالية
٤- تعالت خلال المخاض الحالي بعض المخاوف الجهوية المتفهَمة , ربما سكنت مخاوفها بتخليق القوة التي يطمئن لها فرد المجتمع و يحترمها المراقب , على الثقافة الوطنية القائمة على قيم الثورة ( العدل و الحرية و المؤسسية ) لتشكل حاضنة لمشاريع هذا التغيير
٥- لا يفوت ان نذّكر ان الكوزنة سلوك و ليست صنف , و قد اندلعت ثورة ديسمبر ٢٠١٨ ضد المجرمين و المفسدين و المستبدين , و هي كذلك امام كل حرامي و انتهازي و وصولي , فالثورة روح و وعي اكثر منها رموز