فرنساوي غياب دبي المفاجئ سيلقي بظلال سالبة داخليا واقليميا

ألفاشر   (سونا)- قال الباحث المختص في العلاقات السودانية التشادية كمال الدين ابراهيم علي “فرنساوي” إن الرحيل المفاجئ للرئيس التشادي ادريس ديبي سيكون له آثار سلبية على الساحة الداخليه و المجتمع التشادي  الذي يرى فرنساوي انه يتسم بالهشاشة القبلية التي كان دبي يحتويها دائما بحكمته و لالمامه الواسع بفسيفساء المكون المجتمعي التشادي  وكيفية معالجة أدوائها .

 

وأضاف فرنساوي أن الآثر السلبي الثاني الذي سيلحق بدولة تشاد نتيجة لمقتل دبي هو توقف مشروعات  التنمية التى تجرى حاليا بالبلاد والمخطط لها أن تكتمل خلال المرحلة القادمة، ورهن فرنساوي استمرار العمل في تلك المشاريع وعدم تعثرها بتحقيق الاستقرار السياسي الكامل بالبلاد و الذي قال إنه لا يتأتى الا بوحدة الصف الوطني التشادي بخاصة العسكريين والسياسيين الذين خالفوا  ديبي الرأي خلال الفترة الماضية، ووصف فرنساوي تلك الخلافات بأن معظمها كانت خلافات شخصية لا ترقي لمستوى المشروعات الاصلاحية الوطنيه.. واستدرك فرنساوي بالقول هذا هو حال تشاد منذ عقود مضت ، حيث تنشأ مشاكلها بسبب خلافات طموحات شخصية من اناس قد تعود أصولهم إلى الأسرة أو القبيلة الواحدة،. من هنا وللحديت لفرنساوي  تبدأ المخاوف  من حدوث انفلاتات أمنية واسعة بعد مقتل دبي الذي كان  يسعى بنفسه للتصدي لاية اختلالات امنيه ويقود العمل الميداني بالتخطيط والإشراف والتنفيذ  حتى يتم حسم المعركه لصالح الامن الوطنى  التشادي. اما إثر غياب دبي على الصعيد الإقليمي فإن الباحث فرنساوي يؤكد أن اختيار  فرنسا وأمريكا  لتشاد والاعتماد عليها في  محاربة الارهاب فى المنطقه  جاء  لأن تشاد قد استطاعت في عهد دبي من بناء اقوى جيش فى المنطقة كما تم تدريب بعض وحداتها  تدريبا متقدما على يد الأمريكيين فى كيفيه محاربة الارهاب وبذلك فقد تكونت  قوة اقليمية فاعله لمحاربة الارهاب في المنطقة الممتدة من أفريقيا الوسطى جنوبا حتى مالي شمالا ومن حدوده مع السودان شرقا وحتى الكمرون ونيجيريا غربا ، وقد ابلي الجيش التشادي  بقيادة دبي  بلاءا حسنا فى محاربة البوكو حرام ووالسلكا والفصاىل الإرهابية الأخرى، وبهذا يقول الباحث فرنساوي أن دبي قد تمكن من إرساء واحدة من أقوى قواعد الارتكاز  الأمني  فى اقليم وسط وغرب افريقيا يخشى عليها من الانهيار لغياب مؤسسه.

وتطرق فرنساوي في حديثه ل(سونا) حول مألات الأوضاع بالمنطقة بعد رحيل دبي  إلى الأدوار التي كان يقوم بها الرئيس الراحل دبي  فى قيادة  الواسطات من اجل معالجة المشكلات الإقليميةواصفا إياه بال(حكيم)، مشيرا في ذلك ألي” الادوار الفاعلة” التي قادها  فى الوساطة بين حركات دارفور والحكومة المركزية  منذ انعقاد اول اجتماع بينهما  فى ابشه العام ٢٠٠٣م وانجمينا ٢٠٠٤ و كل اجتماعات ومفاوضات  ابوجا ٢٠٠٥ م وصولا إلى توقيعه كشاهد على  اتفاقيات سلام جوبا الذي وقع في أكتوبر الماضي..

وبذلك قطع فرنساوي في حديثه  ل(سونا) بتاثر دارفور باحداث تشاد ََوتداعيات مقتل دبي  كما تاثرت تشاد  في السابق بكل الاحداث التي جرت بدارفور، واستعرض فرنساوي الأسباب المحفزة لحدوث الآثار المتبادلة بين البلدين  أثناء الاضطرابات السياسية وما يخلفها من تداعيات أمنية،   والتي قال إن اهمها  الحدود الطويلة المشتركة  بين دارفور تشاد و التي تمتد مسافة  ١١٢٦ كلم، بجانب التداخل  الاثني بين معظم القباىل الحدودية المشتركة، حيث يوجد على سبيل المثال أن  للرجل الواحد زوجة فى مدينة تشاديه واخرى فى المدينة او القرية السودانية المقابلة. وقال فرنساوي إن ذاك هو السبب الذي  يدفع السكان عندما تحدث الكوارث الطبيعيه او الحروبات  إلى التجوال  من هذا الجانب الى الاخر. وأضاف كذلك : بحكم وجود تلك الروابط الأسرية و التي تفرض فى كل الحالات تكاتف ابناء العمومة من هذه  الدولة مع ابناء عمومتهم فى الدولة الاخرى ، وهذا بالضبط ما يدعوا إلى القلق  إذ أن غياب الامن او زحزحته بتشاد  سيؤثر سلبا على مناطق دارفور المتأخمة، وهنا لابد من استحضار كيف تمكنت حكومة المؤتمر الوطني البائدة من استغلال هذا الجانب، والتي  قامت عبرها باستدعاء الكثير من هذه القبائل لاستخدامها فى محاربة حركات دارفور مما تسبب ذلك فى الكوارث الانسانية التى ادت الى اتهام قيادات الانقاذ بارتكاب جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية. ولم تنجو تشاد كذلك  من الوقوع في  تلك المصيدة، حيث قامت باستخدام  الكثير من عناصر القباىل المشتركة فى حروباتها الداخليه لكن بالكثير من الانضباط العسكري، مما مكن حسين حبرى من الاستيلاء على السلطة فى عام 1982 و كذلك فعل ادريس ديبي في ١٩٩٠ واستولى على السلطة… عموما تظل العلاقات التشادية السودانية هي الأعمق وهي الابقي والارسخ.. فحدود تشاد مع الكمرون يفصلها نهر( لاقون) الذي لايتجاوز عرضه ال مئتي متر لكن معظم التشاديين يتجهون شرقا نحو السودان الحدود البعيده نسبه للعلاقات الاجتماعيه والثقافه المشتركة بين القباىل المشتركة