ذكرى فض الإعتصام الثانية..دماء الشهداء معلقة على الرقاب

الخرطوم  (ســونا)- الثالث من يونيو تاريخ لم ولن تتخطاه اوتخطئه الذاكرة لمدى بعيد. انه يوم من أيام الله تنادى فيه شباب، وشابات، صبية، وأطفال، نساء، ورجال، باهازيج الثورة التي غزلوا نسجها موكباً أثر موكب، حتى حط بهم رحال المواكب إلى جنبات القيادة العامة فاقاموا فيها آمنين مطمئنين.

كانت أقصى أمانيهم مجتمعة (حرية.. سلام.. وعدالة)، في سُوح القيادة تلاقى الصحاب وتعارف الناس من شتى ربوع البلاد شرقها وغربها شمالها ووسطها فرسم المتواجدون  خريطة السودان الجديد الذي شكل الحلم الذي ناموا عليه تلك الليلة ليصحوا على صوت الرصاص فتنأثرت أحلامهم موتاً، حرقا وغرقا وهي ماتزال في طور التكوين.

مات على جنبات أرض الأحلام عشرات الشباب الغض وجرحت مئات الأجساد وفقدت الأمهات فلذات أكبادهن الذين كانوا قبل سويعات يتبادلون معهم النشيد.. فسكت النشيد وحل مكانه صوت النحيب.. ذكرى حزينة.. حزينة لكل من فقد عزيز هناك ذكرى مؤلمة لكل من حلم هناك ورُوعت أحلامه بالموت الكئيب.

ستخرج الشوارع  كعادتها في كل ذكرى ولن تخون ولن تمل أن تطالب بعدالة الأرض في القصاص العادل للشهداء..

في الذكرى الثانية لشهداء ثورة ديسمبر المجيدة نجدد العهد ونذكر حكومة الفترة الإنتقالية بأن دماء الشباب السودانيين التي سفكت قبيل العيد حقُ معلق  في رقابكم إلى أن يقتص ممن أباحها بلا رحمه: ألة حرب مقابل شباب عزل ناموا ليصحوا على أذان صلاة العيد.. فإذا بها تصبح صلاة عليهم ..

نجدد القول أن  ثورة ديسمبر لم تكن طفرةً اندلعت فجأة لتسقط الدكتاتورية الأسوأ في تاريخ السودان، بقدر ما كانت ثمرة لتراكم طبيعي وإرث ثوري طويل بدأت طلائع فجره الأولى منذ لحظة الإنقلاب المشؤوم في الثلاثين من يونيو 1989لن نعيد التغزل أكثر بأنها ثورة عظيمة وشعب أعظم.. بل نكرر ما مات لأجله فلذات الأكباد (حرية.. سلام.. وعدالة). والرحمه لشهدائنا في عليائهم والعودة السالمة للمفقودين.. والصبر و السلوان للأمهات المكلومات محروقات الحشى..

و.. كل الفريق سوقر وراك ياجُرحنا الكيف يندمِل