الإحصاء: معالجة التضخم تحتاج لخطوات جادة

دعا الجهاز المركزي للإحصاء لاتخاذ خطوات جادة وتضافر الجهود لمعالجة التضخم ورفع شعار خفضه إلى رقم أحادي، مشيراً الى ان موازنة العام الحالي تم تقدير التضخم فيها على أساس مختلف مما يستدعي إعادة النظر للنصف الثاني من العام.

وأوضح د.كرم الله علي عبد الرحمن المدير العام للجهاز المركزي للإحصاء، في تصريحات صحفية بمباني الجهاز، أن التضخم هذا العام أقل بكثير من العام الماضي الذي وصل فيها إلى قرابة 80% ولكنه لا يزال الأعلى في المنطقة العربية والإفريقية، وقال: “إننا في حاجة ماسة لخطوات جادة لمعالجة قضية التضخم حتى يصبح رقماً أحادياً”.  مبينا أن التضخم قد بلغ في شهر مايو 44.9%. وأضاف: “إذا استمر على ما هو عليه دون تدخل إيجابا أو سلبا ربما بنهاية العام يصل إلى 47.5% وهو ما لا نرجوه”.

وقال د. كرم الله إن التضخم في السودان أساسه الأغذية والمشروبات، مبيناً أنه لمعالجة ذلك لابد من السيطرة على الأسواق وزيادة الإنتاج وتقليل الواردات في مجالات الأغذية والمشروبات، مؤكدا أن هذا يستدعي اهتماما أكبر بالتصنيع الزراعي الذي يعد أحد أهم مكونات إعادة هيكلة الاقتصاد، مبيناً أن الناتج المحلي الإجمالي للسودان يعتمد الآن بشكل أساسي على خدمات غير مدرة للعملات الصعبة كالضرائب والجمارك والاتصالات والنقل، وغيرها.

وكشف مدير الجهاز المركزي للإحصاء أن الخدمات تمثل حوالي 37% من الناتج الإجمالي وتليها ولاية الخرطوم وحدها بنسبة 20% وأن بقية الولايات الـ (17) لا تساهم بنسبة تزيد على 43% بالتالي أصبحت تشكل عبْئا على المركز مما يستدعي ضرورة التنمية الريفية المتوازنة، وقال “على مر العصور ظللنا نكرر شعارات زيادة الإنتاج وضبط المصروفات وزيادة الصادرات وتخفيض الواردات دون تطبيقه على أرض الواقع العملي وهذا ما نحتاجه في المرحلة القادمة”.

 وأشار د. كرم الله إلى أن التهريب لكافة المنتوجات متعاظماً في السودان سواء للذهب أو المنتجات الزراعية  والحيوانية وحتى الدقيق والمواد البترولية وليس ذلك بمعزل عن مشكلة التضخم الذي أدى لانخفاض قيمة العملة الوطنية. وأضاف: “فليكن شعارنا الجاد للمرحلة هو خفض التضخم لرقم الأحادي”.