إبراهيم الأمين: قضية المياه لم تجد إهتماماً من النخب

الخرطوم (سونا)           قال د. إبراهيم الأمين الخبير في مجال المياه وقضايا القرن الإفريقي، إن قضية المياه تعد واحدة من القضايا المهمة التي لم تجد إهتماماً من النخب السياسية السودانية للمحافظة على حقوق السودان المشروعة في المياه.

ودعا الأمين في حديثه أمام المنتدى الإقتصادي لقناة سودانية ٢٤ بفندق السلام روتانا حول قضايا المياه تداعيات ما بعد سد النهضة مساء امس والذي نظمته القناة تحت شعار” نحو مشروع قومي للمياه عابر للصراعات السياسية”، دعا كل دول حوض النيل للإستفادة القصوى من هذا المورد الإستراتيجي وإيجاد حلول ناجعة لقضايا المياه في الحوض.

وأكد ضرورة إيجاد حلول يتم تأسيسها على التعاون والتكامل الإقليمي بين دول حوض النيل وأضاف أن التفاوض هو الطريق الأمثل لمعالجة الخلافات بشأن المياه.

وأبان الخبير في مجال المياه أن كل الحضارات في العالم قامت على الأنهار، مشيراً الى الحضارات التي قامت على النيل مثل الحضارة النوبية والفرعونية وحضارة أكسوم.

وأوضح الأمين أن الهدف من الورشة هو تنوير السودانيين والمهتمين بقضايا المياه بأهمية هذه القضية وتعبئة المواطنين بشأن حقوقهم المشروعة في مياه النيل للمحافظة عليها، مؤكدا على ضرورة إلتفاف السودانيين حول مشروع وطني يخدم مصالح السودان الإستراتيجية في مجال المياه.

 وقال إن الإهتمام بقضايا المياه في السودان ضعيف خاصة عند النخب مقارنة بمصر واثيوبيا.

إلى ذلك قدم د.ابراهيم الأمين ورقة المنتدى الرئيسية والتي جاءت تحت عنوان “الهيدروبوليتيكس وثلاثية الماء والغذاء والطاقة”، حيث أشارت الورقة الي تغير مفهوم الأمن وتعدد أبعاده المتمثلة في الأمن المائي والأمن الغذائي والأمن البيئي. وأكدت الورقة أن الحديث عن أن السودان دولة مصب حديث غير صحيح باعتبار أن السودان منبع ومجري والدليل على ذلك أن نهر النيل يستمد مياهه من ثلاثة مصادر رئيسية الهضبة الإثيوبية والهضبة الإستوائية وحوض بحر الغزال.

 كما تطرقت الورقة الي الموارد المائية في السودان وذكرت إنه بالرغم من تنوع الموارد المائية في السودان الا أن 30% من مساحة أراضيه متصحرة وحوالي 25٪ أخرى مهددة بالتصحر مما تسبب في إحداث فجوات غذائية عانى منها السودان كثيرا.

ودعت الورقة دول حوض النيل للتوافق حول إستراتيجية مائية تحافظ على مصالح كل دولة وتحمي الأمن والاستقرار في المنطقة وتحافظ على مواردها وفق رؤى مستقبلية يتم بموجبها النظر بعين الإعتبار لما يسمى بالفكر المائي الجديد والتفكير الجاد فيما يحقق الأمن الغذائي الإقليمي والإستعداد لما يترتب عليه من آثار سالبة على المنطقة نتيجة التغيرات المناخية.

وطالبت الورقة بتعديل الميزان المائي بين الموارد والإحتياجات عن طريق زيادة الموارد والسيطرة على الإحتياجات عبر تحسين وترشيد إستخدام المياه بجانب التوافق على إستراتيجية لمجابهة الأمراض الناتجة من المياه والأوبئة وتوفير الخبرة القانونية اللازمة لحل المنازعات المائية ومنع الصراعات بين دول حوض النيل في إطار آلية فض النزاعات.

كما دعت الورقة الي ضرورة إقامة آلية قومية لمساندة الوفد الرسمي المفاوض بشأن سد النهضة على أن تكون آلية بعيدة عن الصراعات الحزبية والجهوية تعمل على تعميق الوعى والفكر المستنير بقضايا المياه وسط السودانيين وتعبئتهم بصورة موحدة بعيدا عن أي مؤثرات حزبية او إملاءات خارجية.

وحضر المندى السيد حسن شيخ إدريس قاضي عضو المجلس السيادي والأستاذ فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام وبروفسيور ياسر عباس وزير الري والموارد المائية وعدد من المختصين والمهتمين بقضايا المياه