الحكومة السودانية تنفي ظهور وباء الكوليرا في بلادها

نفت الحكومة السودانية تماماً ظهور وباء الكوليرا في البلاد، رغم اعترافها بإصابة نحو 416 شخصاً بحالات إسهالات وصفتها بالعادية بثلاث ولايات سودانية “كسلا، ونهر النيل والنيل الأزرق”. واعتُبر الأمر طبيعيا بالنظر إلى موسم الخريف المنتهي أخيراً.

وتحدثت تسريبات تناقلتها الأوساط السودانية عن ظهور حالات “كوليرا”، بولاية النيل الأزرق، التي تشهد قتالاً في بعض مناطقها بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال لما يزيد عن الخمسة أعوام.

وذكر تعميم صادر عن غرفة الطوارئ بوزارة الصحة السودانية، أن حالات الإسهال ظهرت بمناطق طرفية بثلاث ولايات سودانية بلغت جملتها 416 حالة بمعدل إصابة 1.2 لكل مائة ألف شخص، الأمر الذي عدته طبيعياً، وفق المعايير العالمية وأكدت أن التدخل السريع من قبل وزارة الصحة الاتحادية والولائية، أسهم في السيطرة تماماً على المرض. إذ انعدمت الحالات تماماً بولاية نهر النيل. وأشارت في التعميم إلى الدعم اللوجستي الذي دفعت به وزارة الصحة الاتحادية لتلك الولايات. فضلاً عن إرسال فرق طبية متخصصة. وأكد التعميم أن نتائج الفحص أثبتت أن الميكروب من فصيلة “إي. كي. ال. أو” وليس من فصيلة الكوليرا.

ووفقا لمسؤول داخل إدارة الوبائيات بوزارة الصحة، تحدث لـ”العربي الجديد”، فإن ذلك الميكروب يكون في الماء ووجود نسبة ضئيلة منه يعني أن الماء غير صالح للشرب إطلاقاً.

وقال والي النيل الأزرق، حسين ياسين، إن عدد الحالات بالولاية لم يتجاوز الـ188 حالة اصابة بالإسهال، فضلا عن 17 حالة وفاة منها حالات بسبب الملاريا وتسمم غذائي. نافياً تماماً أن يكون الأمر ناتجا عن وباء الكوليرا.

إلى ذلك، أكدت وزيرة الدولة بوزارة الصحة، سمية أكد، استقرار الوضع الصحي في البلاد ككل بعد موجة الخريف العالية، وقالت إن غرفة الطوارئ منذ بداية الخريف ظلت في رصد وتقييم ومتابعة للوضع الصحي بالبلاد، وأكدت أن ولاية النيل الأزرق أبلغت عن حالات إسهالات عادية لا تتجاوز الـ188 حالة، وتم التعامل معها وإرسال فرق اتحادية فضلاً عن تعزيزات إضافية وتوفير العلاج مجاناً. وقطعت بعدم وجود ما يدعو للقلق، وأشارت لبدء عمليات التطهير ومكافحة الذباب وكلورت مياه الشرب، نافياً تماماً وجود وباء الكوليرا في البلاد. ودعت المواطنين لعدم القلق وطالبت كل من يشعر بأعراض المرض الوصول للمؤسسات الصحية.

وفي ذات المنحى دفعت لجنة أطباء السودان المركزية، “كيان معارض”، ببيان شككت فيه بالأرقام المعلنة بشأن حجم الوفيات بولاية النيل الأزرق وأكدت أنها تصل لنحو 99 حالة وفاة معظمهم أطفال، وطالبت الحكومة بالاعتراف بأن الولاية موبوءة وإعلان حالة الطوارئ والعمل على مكافحة المرض.