نص خطاب البشير في مفاوضات إفريقيا الوسطى

-تم بالخرطوم امس، التوقيع بالاحرف الاولى على اتفاق السلام والمصالحة بين حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى والمجموعات المسلحة، وفيما يلي تورد (سونا) نص كلمة فخامة رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير في اختتام أعمال المفاوضات:-

فخامة الاخ الرئيس فاوستين اركانج تواديرا رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى

السيد موسي فكي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي
السادة الوزراء وممثلو دول جوار إفريقيا الوسطى
السيد إسماعيل شرقي مفوض السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي
السادة ممثلو الشركاء والمراقبون
السادة ممثلو حكومة إفريقيا الوسطى والحركات المسلحة ومنظمات المجتمع المدني
السيدات والسادة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة في الخرطوم
الاخوة والاخوات الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني اليوم أن أخاطبكم من الخرطوم عاصمة السلام ، ونحن نجتمع اليوم في محفل للسلام لأبارك وأهنئ شعبنا الشقيق في إفريقيا الوسطى بجميع مكوناته بانتهاء الحرب وميلاد السلام تحت مظلة اتحادنا الإفريقي العظيم تتويجا للجهود التي ظللنا نبذلها، دولا وزعامات وجماعات وافرادا وشركاء وحادبين، لنصل الى ما وصلنا اليه من سلام مستدام، بين الاخوة الفرقاء في الجارة الشقيقة جمهورية افريقيا الوسطى.. ويشكل جمعنا اليوم تأكيداً  للعزم والارادة الجادة بين كافة الاطراف، نحو التراضي والوفاق بين أبناء الوطن الواحد تتويجاً لما ظل يدعو اليه قادة قارتنا، من التزام بما توافقنا عليه من التأكيد على ضرورة  الحلول الافريقية للمشاكل الافريقية.
السادة والسيدات:
إن تجربتنا المشتركة تحت مظلة الاتحاد الإفريقي تقف شاهدا على نجاح النهج الإفريقي في معالجة الازمات، ولعل منهجنا الذي ارتضيناه والذي مثلته خارطة الطريق للسلام والمصالحة في إفريقيا الوسطى، عبر مخاطبة جذور المشكلة، واللقاء المباشر بين كافة الفرقاء، قد مكن من الاستماع لاهتمامات وانشغالات كافة الاطراف، فأفضى الى مخاطبة هذه الانشغالات ومعالجتها بالحكمة الافريقية المعهودة، فكان النتاج هذه المحصلة الإيجابية التي نحتفل بها اليوم.
السيدات والسادة:
إن الاهتمام الإقليمي والدولي الذي نشهده اليوم، يقف شاهدا على أن السلام يصبح واقعا وخيارا اوحدَ بإرادة الشعوب، وأن الحروب والاقتتال لن تفضي الا الى اعاقة مسيرة التنمية وتقويض دعائم الاستقرار والثقة بين أبناء الوطن الواحد. وسيظل السودان شريكا اصيلا ومساندا لكافة الجهود المخلصة الرامية إلى بناء الاستقرار والسلام في الشقيقة إفريقيا الوسطى وكافة دول الإقليم، حيث أن نجاح السودان في تحقيق السلام في ربوعه سيظل هاديا وملهما لشعوب القارة في تجاوز أزماتها.. وأننا إذ نجدد التحية للإخوة والاخوات في جمهورية افريقيا الوسطى حكومة ومعارضة ومجتمعا مدنيا، فإننا نقدر عاليا ما أبدوه من إرادة إيجابية وحس وطني عال مكن من تجاوز الخلافات والمرارات.
الاخوة والاخوات:
الحضور الكريم
إن استدامة السلام والحفاظ عليه والالتزام به سيظل تحديا ماثلا يستوجب تكاتف الجهود المحلية والإقليمية والدولية، كما أن تطبيق نصوص السلام، رهين بإرادة أبناء أفريقيا الوسطى واستعدادهم للمضي قدما لمقابلة استحقاقاته، وستشكل المرحلة المقبلة تحديا كبيرا واختبارا حقيقياً لارادة شعب أفريقيا الوسطى.
وأننا إذ نعرب عن كامل الرضا بما خرجت به مباحثات السلام بين الفرقاء في جمهورية إفريقيا الوسطى فإنه لشرف عظيم للسودان أن يكون مستقرا ومقاما لهذا الإنجاز التاريخي المهم، كما أن السودان سيظل وفيا لعهوده ملتزما بمبادئ السلام والتعايش السلمي ودرء وفض النزاعات عبر الحوار.
الاخوة والاخوات:
لا يفوتني أن اثمن عاليا الجهود التي ظلت متواصلة من قبل كافة تجمعاتنا الافريقية للوصول الى هذا الاتفاق الذي تتشرف به الخرطوم اليوم. كما نخص بالتحية قادة ورؤساء المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا لجهودهم المقدرة التي يسرت الوصول الى السلام ، وقيادات القارة التي تواصلت معنا دعما لجهود السلام والتقدير كذلك للأمم المتحدة والشركاء وأصدقاء ومحبي السلام والمراقبين، والتحية الخاصة لمفوضية الاتحاد الإفريقي وللاخ الكريم إسماعيل شرقي مفوض السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي.، علي ما اتسم به من صبر وحنكة، وللفريق الذي عاونه وكبار مستشاريه ومعاونيه، ولشركاء المبادرة الافريقية وفريق الميسرين، ولابد أن ازجي الشكر والتقدير للإخوة ممثلي الدول الذين حضروا بيننا اليوم لشهود هذه المناسبة. وانتهز هذه السانحة لأناشد المجتمع الدولي رعاية هذا السلام ، وتوفير الدعم لمرحلة البناء واعادة الإعمار التي ستعقبه، فضلا عن الوفاء بالتزاماته تجاه دعم السلام في السودان وجنوب السودان وبقية دول القارة.
الإخوة والأخوات:
ختاماً.. سيشكل هذا الحدث سطرا مجيدا في تاريخ القارة وذكرى واستهلالاً لمرحلة البناء والإعمار والتوافق والتآخي في الجارة إفريقيا الوسطى. ولعلها مناسبة لأن نجدد المناشدة لقيادات ودول قارتنا الافريقية بذل المزيد من الجهود لاحتواء كافة بؤر النزاعات والعمل على تلافيها مبكرا، لما يفضي لخير وازدهار القارة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..