منتدى وزارة الإعلام يؤكد أهمية بناء الإعلام على فلسفة السلام

الخرطوم (سونا)         نظمت الإدارة العامة لشئون مكتب الناطق الرسمي بوزارة الثقافة والإعلام امس المنتدى الشهري بعنوان (الإعلام وخطاب السلام في ظل اتفاقية سلام جوبا) .

واستعرض بروفسيور جمعة كندة كالو مستشار رئيس الوزراء للسلام قراءة عامة حول الاتفاقية والتعريف بأهم ملامحها، حيث أكد أن الاتفاقية قاعدتها حكومة الفترة الانتقالية بكافة جوانبها السيادي والتفيذي، مشيرا إلى العديد من الملامح التي تضمنتها الاتفاقية، موضحا أن القضايا القومية والمسارات والجغرافيا أهم ملامحها أن الذين لم ينضموا للسلام أصبح لديهم مسار، كما شملت مناطق ليس ضمن قضاياها الحرب والسلام وهذا مرده للتحالفات بين حركات نضال مسلحة مع حركات سياسية مطلبية، مبينا أن المفاوضين من الطرفين استفادوا من التجارب السابقة بالمواءمة بين الاتفاقية والوثيقة الدستورية بدمجهما معا  ، مؤكدا أن الاتفاقية سودانية 100٪  وكانت أقرب للجودية روحا ونفسا.

وقال كندة إن الاتفاقية نموذج حلول إفريقية أو سودانية لمشاكل إفريقيا، مضيفا أن الشكل النهائي للاتفاقية مفتوح وسمي باتفاقية الاتفاقيات، مطالبا بفحص هذه الاتفاقية من مراكز الأبحاث والجامعات والإعلاميين ودراستها وفهمها والعمل بإيجابياتها ومعالجة السلبيات.

واستعرض الأستاذ قريب الله عبد الله صباح الخير مدير منظمة فوتشر الطوعية التحليل العلمي ومكاسب الاتفاق حيث قال إنه لا بد من قراءة الاتفاق من زاوية التحديات والعقبات المتوقعة، مشيرا إلى التركيز على الجانب  باعتبار أن تحويل الاتفاقية من نصوص إلى برامج عملية في أرض الواقع تعترضه العديد من العقبات والتي تتعلق بإطار الاتفاقية من ناحية هيكلية وجزء يتعلق بمكونات الاتفاقية، مشيرا إلى أن تحويل الاتفاقية عمليا عمل شاق ويحتاج لآلية تتكون من مختصين في مجال منظمات المجتمع المدني باعتبارها الأقدر على الحركة والأكثر قبولا في المجتمعات.

كما استعرض دكتور عباس التجاني الخطاب الإعلامي لمرحلة السلام حيث أكد أن الخطاب لا بد أن يستوعب التغييرات في البنية ويستصحب التغيرات في الهيئات الولايئة، مشيرا إلى أن إعادة النظر في التفكير بالمؤسسات والسياسات الإعلامية وإنشاء خطاب مختلف عن السابق، موجها راسمي السياسات ومخططي الإعلام بإعلام تعددي وتوجه ديمقراطي يسهم في تغيير الواقع بشكل أفضل وأكبر وإزالة الإعلام المتحكم فيه، مطالبا بوضع موجهات إعلامية واضحة مع القدرة للحصول على المعلومات واستنطاق المسئولين ومحاسبتهم، آملا أن يكون الإعلام مرنا وقابل للتطويع وليس التكسير وصوت من لاصوت له،  وأن الخطاب الإعلامي يجب أن يكون مبني على فلسفة السلام نفسها والسلام الإيجابي، لان المرحلة مرحلة بناء وامتصاص الاحتقان وتغيير الصورة النمطية مع الالتزام بالقضايا الوطنية للمحافظة على اللحمة الوطنية والتمازج والنسيج المجتمعي