ماكرون يعتبر الاستعمار خطأ جسيما

قال رئيس ساحل العاج الحسن واتارا بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن ثماني دول في غرب إفريقيا وفرنسا قررت القيام بإصلاح واسع للفرنك الإفريقي الذي سيصبح اسمه الإيكو.
وفي مؤتمر صحافي قال واتارا فى اليوم الثاني من زيارة ماكرون إلى ساحل العاج “قررنا إصلاحا للفرنك الفرنسي يتمثل بثلاثة تغييرات كبرى (…) بينها تغيير الاسم” و”الكف عن إيداع خمسين بالمئة من الاحتياطي النقدي لدى الخزانة الفرنسية”. أما النقطة الثالثة فتتمثل بانسحاب فرنسا من “الهيئات الحاكمة التي تتمثل فيها

واعتبر ماكرون هذه التعديلات بأنها “إصلاح تاريخ مهم”، موضحا أن “الإيكو سيولد في كانون الثاني/يناير 2020 وأرحب بذلك”. وتابع أن الفرنك الفرنسي كان “ينظر إليه على أنه من بقايا” العلاقات الاستعمارية بين فرنسا وإفريقيا

وذكر مصدر فرنسي أنه جرت مفاوضات حول هذا التغيير استمرت ثمانية أشهر بين فرنسا والدول الثماني الأعضاء في الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا (بنين وبوركينا فاسو وساحل العاج وغينيا بيساو ومالي والنيجر والسنغال وتوغو)

وهو لا يشمل حاليا الدول الست في وسط إفريقيا التي تستخدم الفرنك الإفريقي لكنها تشكل منطقة نقدية منفصلة. وكان “فرنك المستعمرات الفرنسية في إفريقيا” (سي أف آ) طرح في 1945 وأصبح بعد ذلك “فرنك المجموعة المالية الإفريقية” (أف سي أف آ) بعد استقلال هذه المستعمرات.
ويقضي الإصلاح بأن المصارف المركزية لدول غرب إفريقيا لم تعد ملزمة إيداع نصف احتياطيها من النقد لدى المصرف المركزي الفرنسي، في ما كانت معارضة الفرنك الإفريقي تبعية مهينة لفرنسا.

في المقابل تم الإبقاء على السعر الثابت لليورو مقابل الفرنك الفرنسي (اليورو الواحد يعادل 655,95 فرنك إفريقي)، لكنه يمكن أن يتغير عندما يتم طرح الإيكو للتداول.

الاستعمار خطأ جسيموفي نفس السياق  اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أبيدجان أنّ الاستعمار كان “خطأ جسيماً ارتكبته الجمهورية”، داعياً إلى فتح “صفحة جديدة” بين فرنسا ومستعمراتها السابقة في القارة السمراء

وقال ماكرون إنّه “غالباً ما يُنظر إلى فرنسا اليوم” على أنّ لديها “نظرة هيمنة ومظاهر خادعة لاستعمار كان خطأً جسيماً، خطأ ارتكبته الجمهورية

وإذ دعا الرئيس الفرنسي إلى “بناء صفحة جديدة ” في العلاقة بين بلاده ومستعمراتها الإفريقية السابقة، قال “أنتمي إلى جيل هو ليس بجيل الاستعمار. القارّة الإفريقية هي قارّة شابة. ثلاثة أرباع أبناء بلدكم لم يعرفوا الاستعمار قطّ

وتابع “في بعض الأحيان يلوم الشباب فرنسا على المشاكل والصعوبات التي قد يواجهونها والتي لا يمكن لفرنسا أن تفعل شيئاً بشأنها. لذلك، أنا أعلم أن (فرنسا) تكون في بعض الأحيان الهدف الواضح. هذا أسهل (…). عندما يكون الأمر صعباً، يقولون +الحق على فرنسا+”.
وأعرب الرئيس الفرنسي عن أمله في أن “توافق هذه الأفريقيا الفتيّة على ـن تبني مع فرنسا جديدة شراكة صداقة (…) مثمرة أكثر بكثير