مؤتمر الأول لهمسة مساء الثقافية الدولية بالدنمارك

كوبنهاجن – تعقد منظمة همسة سماء الثقافة الدولية بالدنمارك أعمال مؤتمرها الدولي الأول، يوم 12 نوفمبر الجاري ، تحت شعار (المرأة العربية والغربية وحوار الحضارات) وذلك بمقر البرلمان الدنماركي في مدينة كوبنهاجن، بحضور 300 مشارك يمثلون 16 دولة من مختلف أنحاء العالم .

ويستعرض المشاركون 12 ورقة عمل ، للخروج برؤية مستقبلية لتحقيق التواصل الايجابي المنشود بين الجانبين العربي والغربي في المجالات كافة .

ويهدف المؤتمر إلى تقريب وجهات النظر ما بين المرأة الغربية والعربية  في المجتمع الغربي بعد أن اتسعت الفجوة الحضارية والثقافية بين دول العالم وتشجيع أشكال التبادل الثقافي والفكري كافة، من خلال القواسم المشتركة  في شتى المجالات وعلى رأسها مجال الحقوق والقانون والأحوال الشخصية والتعريف بالمرأة العربية ودورها في المجتمع أمام رصيفتها الغربية  في الجوانب (الإقتصادية ، التربوية ، الثقافية ) وغيرها .

وقالت الدكتورة فاطمة أبو واصل إغبارية، رئيسة منظمة همسة سماء الثقافة الدولية بالدنمارك، في تصريحات صحافية إن المؤتمر يهدف للخروج بتوصيات تعمل على كيفية قبول الآخر وإزالة الحواجز الوهمية بين المرأة الغربية والعربية في المجتمع الغربي وخارجه وتعزيز التحاور بإعتباره  جزءا لا يتجزأ من التواصل الثقافي مع العالم الخارجي وقبول التعامل مع الآخر على ركائز فكرية ، تتسم بالشفافية والمنطق والإقناع والمعرفة والعقلانية والقدرة على عرض الأدلة والأسانيد والسوابق.

وأشارت الدكتورة فاطمة أبو واصل إلى إن المؤتمر جاء عقب المؤتمر التمهيدي الذي أقامته المنظمة  بمبنى الإتحاد الأوروبي في العاصمة  البريطانية لندن  خلال نوفمبر 2018م .

وأضافت أن واقع المرأة ودورها في المجتمع  بلغة الأرقام  والإحصائيات يشير إلى أنّ نسبة مشاركة المرأة في صنع القرار في الدّول الإسلامية والعربية لا تتجاوز 5,6%، بينما تُقارب 39,7% في الدّول الإسكندنافية، أمّا في الدّول الأوروبية فقد وصلت إلى 31% وفي الولايات المُتحدّة الأميركية وصلت إلى 17,6%، مما يُنبئُ بتردّي وتدهور وضع المرأة العربية ومشاركتها الفاعلة في مراكز اتّخاذ القرار وصناعته.

 وشرحت الدكتورة  أبو واصل إغبارية  إن  الدراسات والبحوث  العلمية  تؤكد في الآونة الأخيرة  أن الدول العربية بدأت تولي المرأة مكانة مهمة في مجتمعها باعتبارها كيان متفاعل مع السياسات والبرامج التنموية وأن دورها في المجتمع  أصبح مماثلا لدور الرجل والنساء العربيات حققن  مؤخرا إنجازات مهمة وقفزات نوعية في مختلف المجالات التعليمية والمهنية والمشاركة الفعلية في بناء ونهضة أوطانهن، وبالتالي عليها أن تندمج فيه وتأخذ دورها الفّعال .

وأستطردت هنا يطرح السؤال : هل المجتمع الغربي على علم بهذه التطورات الكبيرة والجدية التي حظيت بها المرأة العربية والتي تبوأت بها مناصب مهمة في دولها والتي لا تقل أهمية عن دور الرجل .

 وذكرت أن المرأة العربية  في الوقت الراهن أصبحت وزيرة ونائبة ومحامية وطبيبة وسفيرة ،ليس في دولها فقط، بل في بلاد المهجر وهناك نماذج مشرفة ومن هنا يأتي دورنا تجاه المرأة وكقائمين على المؤتمر أن نضع آلية  لكيفية تصحيح  هذه الصورة النمطية لدى الفكر الغربي،  الذي ارتبط بأن المرأة العربية ما هي إلا امرأة للإنجاب وتربية الأولاد وخدمة أسرتها وعلى الرغم من الأشواط  الطويلة التي قطعتها المرأة على طريق أخذ الحقوق،  إلا أنها مازالت بعيدة عن المستوى الذي يضعها بمصاف العدل والإنصاف، حيث الكثير من الحقوق كانت مسلوبة من المرأة حتى في الدول المتقدمة.

وبينت د. فاطمة أبو واصل إغبارية إن قرار مجلس الأمن 1325 يعتبر( المرأة عنصر فاعل في السلام والأمن، حيث اعترفت الأمم المتحدة عام 2000 عبر مجلس الأمن ليس فقط بالتأثير الخاص للنزاعات على النساء  ولكن أيضا بالحاجة إلى تضمين النساء باعتبارهن صاحبات مصلحة نشطة في مجال درء الصراعات وحلها) وأصدر مجلس الأمن قراره رقم 1325 بشأن المرأة  والسلام والأمن ، مشددا على الحاجة إلى مراعاة خصوصية المرأة وإشراكها في عمليات الحفاظ على الأمن وبناء السلام وخصوصا في المناطق المتضررة من النزاعات. ونوهت  الى أهمية الإعلام في صناعة الرأي وبناء ثقافة المجتمعات، من خلال  توفير حيز إعلامي دائم لتقديم صور أكثر عمقا عن المرأة العربية والإنسان العربي بصفة عامة، هذا الإنسان المحاصر اليوم بين نظرة الآخر النمطية وبين واقعه الصعب ولكنه يظل يحاول في كل مرة تقديم الإضافة في شتى المجالات، والكثير من العرب نجحوا في تبوؤ مراتب علمية أو قيادية عالية في شتى أنحاء العالم. وأختتمت رئيسة منظمة همسة سماء الثقافة تصريحها  وقالت : السؤال هنا يطرح نفسه :هل المجتمع الغربي على علم بهذه التطورات الكبيرة والجدية التي حظيت بها المرأة العربية  على مر العصور  خاصة وأنها تبوأت مناصب مهمة في دولها وهذه التساؤلات سيجيب عليها المشاركين  من خلال أوراق العمل التي ستقدم  خلال المؤتمر من متخصصين من مختلف الدول المشاركة.

  تجدر الإشارة إلى أن (منظمة همسة سماء الثقافة الدولية – الدنمارك) منظمة ثقافية اجتماعية تربوية مستقلة، غير ربحية، تعنى بتطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها على أسس تربوية وعلمية و تطوير المهارات اللغوية لدى النشء، كما تعنى بالآداب والفنون  والتراث والموروث الأدبي الثقافي  وبالإبداعات الشبابية ورعاية مهارات  الأجيال الناشئة التي يقوم عليها المجتمع  وتنمية وتوطيد أركان هذه الشخصية ، والإرتقاء بها لتؤهله أن يكون عضوا فاعلا في المجتمع  وتختص المنظمة بحقوق المرأة الاجتماعية والثقافية والأدبية وتمكينها ونشر ثقافة الحوار البناء والتقارب بين المرأة الشرقية والغربية وذلك من خلال المؤتمرات والملتقيات لتقريب وجهات النظر.