كلمة رئيس البرلمان في فاتحة الدورة الثامنة

الخرطوم (سونا)           فيما يلي تورد (سونا) نص كلمة بروفيسور ابراهيم احمد عمررئيس الهيئة التشريعية القومية فى إفتتاح أعمال الدورة الثامنة للهيئة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه، وأصلي وأسلم على خير خلقه سيدنا ونبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فخامة الأخ رئيس الجمهورية  المشير عمر حسن أحمد البشير الإخوة والأخوات أعضاء الهيئة التشريعية القومية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييكم فخامة الأخ رئيس الجمهورية في مستهل أعمال الدورة الثامنة للهيئة التشريعية القومية، وأشكر لكم تشريفكم لنا كما عهدناكم في إفتتاح دورات إنعقاد الهيئة ، وأرحب بضيوفنا أصحاب المعالي نائب رئيس الجمهورية و رئيس القضاء ورئيس المحكمة الدستورية ومساعدي رئيس الجمهورية، وشاغلي المناصب الدستورية، والرؤساء السابقين للمجالس البرلمانية السودانية، والإخوة الوزراء والسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والإخوة قادة وممثلي
الأحزاب السياسية وممثلي المؤسسات الإعلامية والضيوف الأكارم، ثم التحية لكم إخوتي وأخواتي أعضاء الهيئة التشريعية القومية، وتحية خاصة للأخ الكريم وزير مجلس النواب بجمهورية مصر العربية ومرافقيه الذين يشاركوننا هذا الإفتتاح.
الأخ الرئيس:
ونحن نستهل أعمال الهيئة التشريعية القومية اليوم في دورتها الثامنة، نقول أنه خلال الدورات السبع الماضية أنجز مجلسا الهيئة العديد من التشريعات التي تصب في إطار تنفيذ برنامج إصلاح الدولة، ويأتي إنعقاد الدورة الثامنة للهيئة التشريعية القومية متزامناً مع تشكيل الحكومة الجديدة، وهي خطوة هامة ومبادرة تبعث الأمل في تنفيذ برنامج الإصلاح الشامل.
الأخ الرئيس:
ان هذه الهيئة تتابع ما تقومون به في الوطن والإقليم ودولياَ، وتنظر بعين الرضا لإنجازاتكم في هذه الساحات: سلام الجنوب، أمن أفريقيا الوسطى، الدفاع عن أرض الحرمين، وضع علاقات وادي النيل على منصة الانطلاق، قوات مشتركة مع تشاد ثم أثيوبيا لتأمين المواطنين في الجانبين، فتح أبواب الإغاثة لمنظمات الأمم المتحدة، قفل الأبواب أمام الإرهاب والتهريب وتجارة البشر، طي كتاب ما يعرف بالخبير المستقل لحقوق الإنسان، وغيره
كثير، وفوق كل هذا: حكومة الأمل المتحفزة للعمل
كل هذه الفتوحات يحجب شيئاً من ألقها إرتفاع في الأسعار، وإمساك للمال، وعجز في بعض الخدمات، وتدني في البيئة، وإعوجاج بدل استقامة ، وقطط
سِمان .
فبالنظر  لكل هذه الإنجازات الإفريقية والعربية والإسلامية والعالمية، وعندما يقارن أهلنا بينها وبين الضائقة الإقتصادية يقولون “ضل الدليب البضلل بعيد”. أما أولو الألباب وأهل العدل والإنصاف فيذكرون الآف الكيلومترات من الطرق المعبدة المسفلتة، وعشرات الكباري والخزانات، ومئات المدارس والجامعات، لا يمنع ذكرها هجرة عدد مقدر من المعلمين والأساتذة، ومئات المصحات والمستشفيات، لا يمنع ذكرها هجرة أطباء أو قلة دواء،
والعمائر الشاهقة التي انتشرت في الولايات، والعربات والمركبات التي ازدحمت بها الطرقات، وملايين الأفدنة التي زرعت وأنتجت، لا يمنع ذكرها ملايين أخرى مازالت يباب، وألاف المصانع لا يمنع ذكرها أن عشرات منها
متوقفة. وغير ذلك كثير. يجب ألا يحجب نور الكثير المنتج ظلام القليل المتوقف عن الإنتاج.
نعم إن الراشدين الموضوعيين يقولون إن أصبعاًّ واحداً سالباً لا يمكن أن يغطي وجه الحقيقة الناصعة، وإن حكومة الأمل المتحفزة للعمل ستزيح هذا الأصبع من أمام الوجه الجميل، وإن السودان سيمضي  ليحقق مزيداً من
الفتوحات في جميع هذه الساحات.
فخامة الأخ الرئيس:
سوف تحرص الهيئة على دراسة خطابكم بدقة وعناية، في ظل المعطيات السياسية والإقتصادية والتحديات التي تواجه الوطن، وسوف تحرص كذلك على أن تقدم ردها لكم في أجل قريب، ليتمكن الأخ رئيس مجلس الوزراء القومي من وضع بيانه للسياسات التنفيذية، على ضوء خطابكم أمام الهيئة اليوم.
وسيكون إخوتكم في الهيئة التشريعية القومية داعمين لجهودكم ومؤآزرين، بالفكرة والرأي السديد إن شاء الله. وسيؤدون دورهم في سن التشريعات ومراقبة السياسات التي تنفذون بها مخرجات الحوار الوطني. وقد كانت مبادرة
الحوار الوطني عملاً خيراً جمع أبناء الأمة السودانية، وتجاوز بهم الخلافات والفرقة والشتات، فستكون الهيئة عوناً لكم للوفاءً بالعهد الذي قطعتموه أمام أبناء شعبكم. أما مشروع قانون الإنتخابات فقد قطعنا شوطاً مقدراً في تحقيق التوافق حوله، من خلال ما أدرنا من شورى حتى الآن، وسنواصل الشورى حوله سعياً لتحقيق إجماع القوى السياسية عليه، فهو قانون هام يؤسس لتعزيز البناء الديمقراطي في بلادنا، وسوف تستمر مساعي الهيئة
التشريعية القومية بمجلسيها في هذا المسار الذي يحقق الغايات الوطنية الكبرى بإذن الله.