قطر:2018 عام مضيءومشرق بالإنجازات والنجاحات

تحتفل دولة قطر اليوم بذكرى اليوم الوطني الموافق للثامن عشر من ديسمبر من كل عام ، تحت شعار “فيا طالما قد زيّنتها أفعالنا “، و”قطر ستبقى حرّة “، وهي تفخر بأمجاد الماضي وتعتز بإنجازات الحاضر ويغمرها الأمل بغد مشرق ومستقبل ملؤه النجاح والإنجاز والسلام .

   وفي هذا اليوم الأغر من تاريخ بلادنا نستذكر السيرة العطرة للمؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله الذي أرسى قبل قرابة مائة وأربعين عاماً عند تسلمه مقاليد الحكم في البلاد (يوم 18 ديسمبر 1878) دعائم دولتنا الحديثة ، ووضع أسس بنائها ونهضتها وحافظ على سيادتها، وصان كرامة شعبها ، وجعل من قطر الغالية دولة موحدة ومتماسكة ومستقلة ، يهابها الخصوم ، وتحتضن الأشقاء والأصدقاء ، تغيث الملهوف وتحترم العهود وتراعي حق الجوار وتتمسك بالقيم والأخلاق والمبادئ.

 ويكتسب الاحتفال باليوم الوطني هذا العام أهمية خاصة ، كونه يأتي بينما يواجه الوطن تحديات كبرى من الحاقدين والطامعين والمتربصين ، كما يأتي الاحتفال في وقت تؤكد فيه مختلف المؤشرات أن دولة قطر تخطت كل التحديات، وواصلت مسيرتها المباركة برؤية واضحة وخُطط وبرامج غير مسبوقة، واستراتيجيات متقدمة تدعمها إرادات صلبة ومشاريع طموحة لتحصين دولتنا ضدّ كل المخاطر والأزمات واستكمال مسيرتها ونهضتها بقيادة حضرة صاحب السموّ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وحكومته الرشيدة.

   ويعتبر اليوم الوطني لبلادنا ، مناسبة كريمة نسترجع فيها وبكل الفخر والشموخ أمجاد الماضي، وعطاءات وتضحيات الآباء والأجداد ، ونفتح فيها صفحة جديدة لتجديد العهد والولاء لقائد مسيرتنا المباركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ، فما تشهده بلادنا من تلاحم بين الشعب والقيادة، ومشاريع استراتيجية كبرى ، أدى إلى رقي وتطور الدولة في زمن قياسي مقارنة بالدول والشعوب الأخرى، فأصبحت قطر نموذجا ومثالا يحتذى به في الرفاه والتطور الاقتصادي والاجتماعي القائم على ركائز ومقومات موروثة جيلا بعد جيل.

   وبفضل من الله وبحكمة وتوجيهات وسياسات قيادتنا الرشيدة، تمضي دولة قطر على طريق التنمية والبناء وتسير بخطى راسخة وواثقة نحو المستقبل، من أجل رفعة الوطن ، وإعداد الإنسان القطري ليكون قادرا على العطاء والإنجاز والتفوق والتميز وبناء الوطن الغالي وحمايته والحفاظ على كيانه ومصالحه وحقوقه ومقدراته من خلال التزود والتسلح بالعلم والتفاني والإخلاص في العمل والاعتماد على الذات في شتى مناحي الحياة، وفي كل موقع من مواقع العطاء والإنتاج في وطننا الغالي .

 لقد كان العام الجاري 2018 عاماً مضيئاً ومشرقاً بالإنجازات والنجاحات والتفوق لقطر في مختلف القطاعات داخلياً وخارجياً ، وبفضل من الله تشهد الدولة إحدى أسرع الطفرات الاقتصادية في العالم ، وقد تربعت على عرش انتاج الغاز المسال في العالم وغدت  قوة كبرى في مجال الاستثمارات الخارجية، فضلاً عن إنجازات على مختلف المستويات والمجالات السياسية، والاقتصادية والعلمية، والثقافية، والاجتماعية، والتشريعية.

   ولعل أبرز ما يتقدم إنجازات قطر هذا العام هو ما حققته علاقاتها الخارجية من نجاحات سياسية واقتصادية وعسكرية ودفاعية وتحالفات استراتيجية عبر انفتاحها على مختلف الدول والشعوب بدبلوماسية نشطة وهادئة قائمة على سياسة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ، والتي رسم آفاقها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، ورفدها بتوجيهاته السديدة لبناء صرح الاستقلال الاقتصادي لدولة قطر وحماية أمنها الوطني وتعزيز وتوطيد علاقاتها الثنائية مع كافة دول العالم.

   وقد تميز العام الجاري 2018 بقيام سمو الأمير المفدى بجولات خارجية شملت زيارة ست عشرة دولة هي تركيا وألمانيا وبلجيكا وبلغاريا و روسيا والولايات المتحدة والكويت وفرنسا وبريطانيا والإكوادور وبيرو والباراغواي والأرجنتين وكرواتيا وإيطاليا وماليزيا، وكانت المصالح القطرية العليا على رأس جداول أعمال المباحثات التي جرت خلال هذه الزيارات.

وبالإضافة إلى هذه الزيارات شارك سمو الأمير المفدى في فبراير الماضي في مؤتمر ميونخ للأمن الذي عقد في جمهورية ألمانيا الاتحادية، خاصة وأن دولة قطر ستستضيف مؤتمر ميونيخ للأمن في العام المقبل 2019. وفي مايو الماضي شارك سمو الأمير في القمة الإسلامية الاستثنائية  بإسطنبول، والتي خصصت لبحث التطورات في فلسطين ، وفي سبتمبر الماضي شارك سمو أمير البلاد المفدى، في المناقشة العامة للدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في  نيويورك، حيث ألقى خطابا شاملا تناول فيه موقف قطر من الحصار الجائر المفروض عليها وكذلك موقفها ورؤيتها تجاه أبرز القضايا الراهنة في المنطقة والعالم، كما أعلن سموه عن تعهد دولة قطر بتوفير تعليم جيد لمليون فتاة بحلول عام  2021. وحضر سمو الأمير المفدى في نوفمبر الماضي افتتاح أعمال منتدى باريس للسلام وذلك تلبية لدعوة من فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية الصديقة.

وتأكيدا على الأهمية والاحترام والتقدير الذي يكنه قادة الدول الشقيقة والصديقة زار دولة قطر خلال العام الجاري عدد كبير من رؤساء الدول ومنهم رؤساء سيراليون وجمهورية أنغوشيا الروسية وأوكرانيا وتوغو وزيمبابوي والصومال وفلسطين وكوت دي فوار ونيبال وغانا ورواندا والإكوادور ، واستقبل سمو الأمير المفدى العديد من ضيوف البلاد من كبار المسؤولين العرب والأجانب ومن بينهم رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة والأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز ومدير عام صندوق النقد الدولي.

   ولتعزيز العلاقات القطرية مع الدول الكبرى الفاعلة على الصعيد الدولي ، عُقدت خلال العام الجاري جولة الحراك الاقتصادي لدولة قطر في الولايات المتحدة الأمريكية، وشملت أربعة منتديات اقتصادية بين دولة قطر والولايات المتحدة بمدينة ميامي وواشنطن دي سي وتشارلستون بكارولاينا الجنوبية ورالي بكارولاينا الشمالية، بهدف تسليط الضوء على الإمكانات الاقتصادية القوية التي تمتلكها الدولة، والتعريف بالمشاريع التنموية الكبرى التي يتم تنفيذها لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 والمشاريع المرتبطة ببطولة كأس العالم.

   وفي بداية العام الجاري عُقد في العاصمة الأمريكية واشنطن، الحوار الاستراتيجي الأول بين دولة قطر والولايات المتحدة بهدف تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، وترسيخ العلاقات التاريخية بين الدوحة وواشنطن على جميع الأصعدة. كما عقدت دولة قطر جولتين من الحوار الاستراتيجي مع كل من بريطانيا  والصين.

   وكان للخطوات الدفاعية نصيب متميز من التحركات والفعاليات القطرية خلال العام الجاري وذلك بهدف تحصين قطر وحماية مكتسباتها وسيادتها ومقدراتها ، وفي هذا الإطار تم الإعلان عن إنشاء “قاعدة تميم الجوية، وقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى القائد العام للقوات المسلحة القطرية، بإطلاق سرب العمليات المشترك بين القوات الجوية الأميرية القطرية والقوات الجوية الملكية البريطانية ، وسيكون للسرب المشترك الدور البارز والفعّال في حماية الأجواء القطرية خلال بطولة كأس العالم  2022 .

   ودشّن سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية ، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، خطي إنتاج طائرة التايفون وطائرة الهوك T2 لصالح دولة قطر بمدينة “وارتون” بالمملكة المتحدة ،كما دشن سعادته في مصنع شركة “بوينغ” بولاية ميزوري الأمريكية مشروع خط الانتاج لطائرات /‏‏إف-15/‏‏ لصالح القوات الجوية الأميرية القطرية، وفي روما جرت مراسم توقيع اتفاقية إنشاء السرب القطري للطائرات العامودية NH90 ،كما تم تدشين مشروع بناء 7 سفن حربية قطرية من الجيل الجديد.

   وتم في يناير الماضي الاتفاق على تأسيس أسطول عمليات مشترك بين دولة قطر والمملكة المتحدة يعمل على ضمان الجاهزية القتالية المتبادلة وزيادة الإجراءات المشتركة في مكافحة الإرهاب وتطوير الجهود الاستراتيجية نحو تحقيق الاستقرار في الإقليم وخارجه ، كما وقعت دولة قطر ممثلة بوزارة الدفاع اتفاقية أمنية مع حلف شمال الأطلسي “الناتو” بمقر الحلف في بروكسل ، وجاءت هذه الاتفاقية لتدشن استراتيجية عسكرية ثنائية لترسيخ الأمن والسلم في المنطقة، وتعزز جهود قطر والحلف في مواجهة التحديات الأمنية في العالم. وفي إطار التدريبات الدفاعية البرية والجوية والبحرية نفذت القوات القطرية ،سلسلة من التمارين بمشاركة قوات عدد من الدول الصديقة ، ولتعزيز العمل العسكري تم تأسيس شركة /برزان القابضة/، وهي شركة متخصصة في تعزيز القدرات العسكرية والاستثمار في الصناعات الدفاعية، بالإضافة إلى البحث والتطوير في مجال التكنولوجيا العسكرية.

    وفي إطار اهتمام الدولة بالمسيرة التعليمية ، تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة حفل يوم التميز العلمي في دورته الحادية عشرة تحت شعار ” بالتميز نبني الأجيال ” ، والتقى سموه بالمتميزين علميا وعددهم 64 فائزا ، وأعرب سموه عن سعادته بلقائهم احتفاء بهم وتشجيعا بإنجازهم نظرا لما تمثله هذه الكوكبة من إضافة نوعية في مسيرة الوطن وتقدمه العلمي وتفضل حضرة صاحب السمو الأمير المفدى فشمل برعايته الكريمة حفل افتتاح مكتبة قطر الوطنية، ، كما شمل سموه برعايته الكريمة حفل تدشين مشروع الخزانات الاستراتيجية الكبرى لتأمين المياه في قطر ، ويعد هذا المشروع من المشروعات الأكبر من نوعها على مستوى العالم. وأطلق حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، البوابة الإلكترونية لمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية، وهو الأول من نوعه في تاريخ العرب والعربية ، ويعكس حرص قطر على حماية اللغة العربية وتعزيز هوية الأمة العربية عبر النهوض بلغتها.

   وفي ديسمبر الجاري ، وفي إطار التفاعل القطري مع الاهتمامات الدولية ، كرم سمو الأمير ورئيس وزراء ماليزيا وممثل الأمين العام للأمم المتحدة  في كوالالمبور الفائزين بجائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد.

ولمتابعة الخطط والموضوعات الهامة في الدولة ترأس حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في الديوان الأميري خلال عام 2018، خمسة اجتماعات للمجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار، تناولت المستجدات في مجالات الاقتصاد والطاقة والاستثمار، كما ترأس سموه أربعة اجتماعات لمجلس إدارة اللجنة العليا للمشاريع والإرث جرى خلالها استعراض آخر مستجدات مشاريع بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022.

وتم خلال العام الجاري، إطلاق القمر الصناعي القطري “سهيل سات ٢ ” من قبل الشركة القطرية للأقمار الصناعية من قاعدة كيب كانافيرال في ولاية فلوريدا الأمريكية، وذلك لزيادة وتعزيز القدرات الفضائية للدولة، كما تمت الموافقة على إنشاء المجلس الوطني للسياحة والذي يهدف لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسياحة والبرامج المتفرعة عنها، وتنظيمها وترويجها داخلياً وخارجياً ، كما تمت الموافقة على إنشاء المنطقة الإعلامية الحرة بهدف استقطاب الإعلام العالمي والشركات التكنولوجية والمؤسسات البحثية والتدريبية في المجال الإعلامي والإعلام الرقمي.

  وفي إطار الانفتاح الاقتصادي عملت الدولة من أجل توسيع علاقاتها الدولية على الصعيدين التجاري والاستثماري وإبرام اتفاقيات ثنائية مع العديد من الشركاء في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي ساهم بدوره في ارتفاع حجم التبادل التجاري لدولة قطر مع العديد من دول العالم، وفي هذا السياق، نظمت وزارة التجارة والصناعة خلال العام 2018 عددا من المنتديات الاقتصادية مع كل من الصين وباكستان وبلجيكا وبلغاريا، ونظمت غرفة التجارة خلال العام 2018 أكثر من 170 فعالية ما بين مؤتمرات وندوات ولقاءات، واستقبلت 52 وفداً تجارياً عالميا، ونظمت 7 زيارات خارجية لأصحاب الأعمال القطريين إلى عدد من دول العالم للتباحث حول تعزيز علاقات التعاون بين رجال الأعمال القطريين ونظرائهم في مختلف دول العالم.

  وواصل ميناء حمد دوره كبوابة بحرية كبرى لتجارة دولة قطر مع العالم، وتم تصنيف الشركة القطرية لإدارة الموانئ (مواني قطر) بين أفضل 8 شركات عالمية في مجال الابتكار عن مشروع ميناء حمد، المصنف كأكبر مشروع ذكي وصديق للبيئة في المنطقة، كما صنفت الشركة بين أفضل 5 شركات عالمية في مجال تشغيل الموانئ، وفاز مطار حمد الدولي للسنة الثانية على التوالي بجائزة “أفضل مطار في الشرق الأوسط”.

ولقد كان وسيظل الأمن الغذائي وتنمية الموارد الطبيعية لزيادة الإنتاج والارتفاع بمستوى الاكتفاء الذاتي، من أبرز اهتمامات الوطن وقد اعتمدت وزارة البلدية والبيئة خططاً وبرامج تهدف لزيادة إنتاج السلع الزراعية في الدولة مثل الخضراوات واللحوم الحمراء والدواجن والبيض والأسماك، وازداد عدد المصانع المنتجة للأغذية بمعدل تجاوز خمسة وعشرين بالمائة واستطاع القطاع الزراعي من خلالها تحقيق قفزة كبيرة في سبيل تغطية متطلبات السوق المحلية ورفع نسبة الاكتفاء الذاتي في القطاعات النباتية والحيوانية والسمكية، وبلغ عدد الشركات الزراعيّة التي تم تأسيسها في الدولة منذ بداية الحصار إلى الآن بلغ نحو 164 شركة، فيما دشنت شركة”حصاد” الغذائية شركة “محاصيل” للتسويق الزراعي، التي تهدف إلى تقديم الدعم للمزارعين المحليين من خلال تسويق إنتاجهم وتقديم خدمات زراعية أخرى متنوعة وزيادة حجم وجودة الإنتاج المحلي، كما بلغ عدد الشركات الجديدة التي تم تأسيسها في قطر منذ بدء الحصار وحتى نهاية أغسطس الماضي، نحو 21 ألف شركة جديدة مسجلة لدى غرفة قطر الأمر الذي يؤكد جاذبية المناخ الاستثماري في قطر، وعدم تأثره بالحصار الجائر المفروض على البلاد.

  وفي إطار مشاريع البناء والبنية التحتية، أعلنت شركة الكهرباء والماء القطرية اكتمال مراحل إنتاج المياه بمحطة أم الحول للطاقة، التي ستصبح عند اكتمالها من أكبر محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه في منطقة الخليج، كما أعلنت المؤسسة القطرية العامة للكهرباء والماء “كهرماء”، عن انتهاء المؤسسة من تأهيل 16 شركة من كبرى الشركات العالمية الرائدة في إنشاء وتطوير محطات الطاقة الشمسية، تمهيدا لإنشاء أول محطة طاقة شمسية كبرى لإنتاج الكهرباء باستخدام تقنية الخلايا الكهروضوئية في دولة قطر، كما أعلنت هيئة الأشغال العامة “أشغال” عن الإطلاق الرسمي للاستراتيجية المؤسسية الجديدة للفترة من عام 2018 إلى 2022، وتنتقل أشغال بموجبها من كونها هيئة تركز على تنفيذ المشاريع بالتعاون مع شركاء خارجيين إلى هيئة لديها القدرة الداخلية على الاستمرار في النجاح بتنفيذ تلك المشاريع مع التمتع بالإمكانيات المطلوبة لإدارة وتشغيل وصيانة الأصول على نحو كفء وفعال، كما دشنت /كهرماء/ “مشروع محطات شحن السيارات الكهربائية المرحلة الأولى” كجزء من “مبادرة السيارة الخضراء” في قطر.

وفي مجال الطاقة، تمكنت قطر للبترول من تحقيق خطوات متسارعة محليا وعالميا فيما يتعلق بقطاعي النفط والغاز خلال العام الحالي، فقد أنجزت دراسة فنية دولية لتقييم مختلف الأحواض الرسوبية على مستوى العالم بالتعاون مع شركة فرنسية، وسوف تستخدم هذه الدراسة في توجيه خطط قطر للبترول المستقبلية في مجال الاستكشاف والإنتاج الدولي.

   أما على صعيد الاستحواذ والاتفاقيات الاستكشافية الدولية فقد فازت تحالفات تضم قطر للبترول بعقود استكشاف وإنتاج لمناطق بحرية في سلطنة عمان والبرازيل والمكسيك والأرجنتين وجنوب أفريقيا، ووقعت قطر للبترول وشركة شل للغاز والطاقة اتفاقا لتطوير البنية التحتية في مواقع استراتيجية في مختلف أرجاء العالم لاستخدام الغاز الطبيعي المسال كوقود للشحن البحري، كما تم دمج قطر غاز وراس غاز في كيان واحد اسمه “قطر غاز”، مما سيوفر ملياري ريال قطري من الكلفة التشغيلية سنويا، كما أعلنت قطر للبترول أن عمليات الحفر في مشروع زيادة إنتاج الغاز الطبيعي من حقل الشمال ستبدأ في العام 2019.

    وفي مجال الإنجازات التي تحققت على الصعيد الرياضي، تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، قبل أيام فشمل برعايته الكريمة، حفل الإعلان عن تصميم استاد لوسيل، الذي سيستضيف المباراتين الافتتاحية والنهائية من بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، بينما تمضي كافة مشاريع البطولة بصورة طبيعية وفق الجدول الزمني المحدد لها، وتسلم سمو الأمير في موسكو في يوليو الماضي، استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 رسميا، وفي أكتوبر الماضي أعيد انتخاب سموه عضوا باللجنة الأولمبية الدولية.

    وعلى صعيد الفرق الرياضية القطرية، نجح فريق قطر “الأدعم” في تحقيق العديد من الألقاب التي ساهمت في رفع علم قطر في المحافل الدولية، وسجل لاعبو الأدعم حضورا لافتا في ميادين المنافسات الإقليمية والدولية، وكانت النتيجة عدداً كبيراً من الميداليات الآسيوية والدولية، واستضافت قطر النسخة الـ48 من بطولة العالم للجمباز الفني وذلك لأول مرة في منطقة الشرق الاوسط، وشهدت البطولة مشاركة أكثر من 700 لاعب ولاعبة يمثلون 80 دولة حول العالم.

  وقامت اللجنة الأمنية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث باعتماد “إطار أمن إلكتروني متكامل” استعدادا لكأس العالم لكرة القدم «قطر 2022»، وذلك بهدف تحديد الكفاءات واحتياجات الأمن الإلكتروني الأساسية لحماية الخدمات الوطنية الحيوية التي تقدمها الجهات المشاركة لدعم استضافة هذا الحدث الاستثنائي الذي تستضيفه البلاد .

   وتم خلال العام الجاري الافتتاح الرسمي لمركز سدرة للطب كمركز عالمي متخصص في تقديم الرعاية الصحية للنساء والأطفال، مما يساهم في تعزيز رؤية الدولة واهتمامها الواسع والتزامها بتطوير منظومة الرعاية الصحية لخدمة المرضى من قطر والمنطقة والعالم.

  وفي إطار التنمية البشرية وحماية حقوق الإنسان التي تأتي في صدارة أولويات دولة قطر، اتخذت حكومتنا الرشيدة العديد من المبادرات وأصدرت العديد من القوانين والتشريعات والقرارات، لتطوير بيئة الأعمال والاستثمار في الدولة من أجل تعزيز النمو الاقتصادي وتوسيع دور القطاع الخاص في مختلف الأنشطة، ولتحقيق أهداف رؤيتها الوطنية 2030 سنت دولة قطر قانونا ينظم موضوع اللجوء السياسي إليها قانونيا أسوة بالدول المتقدمة، وقانوناً آخر يمنح بموجبه حق الإقامة الدائمة في الدولة بموجب شروط يحددها القانون وعدلت قانون خروج ودخول الوافدين وإقامتهم، وأصدرت قانون استثمار رأس المال غير القطري وقانون المناطق الاقتصادية وغيرها من القوانين الهامة التي تصب في صالح تسهيل بيئة الأعمال والاستثمار في الدولة، كما تمت الموافقة على إنشاء صندوق دعم وتأمين العمال، بهدف توفير الموارد المالية المستدامة واللازمة لدعم وتأمين العمال وصرف مستحقاتهم المقضي بها من لجان فض المنازعات العمالية، ثم اقتضاء ما تم صرفه من صاحب العمل.

وفي إطار الأرقام والمراكز المتقدمة احتل النظام الصحي في قطر المرتبة 13 بقائمة أفضل النظم الصحية في العالم والمرتبة الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وتصدرت قطر قائمة أفضل الدول من حيث جودة نظام التعليم عربياً، كما حققت المركز الخامس عالمياً وذلك حسب تقرير التنافسية لـ 2017 -2018.

وجاءت دولة قطر ضمن أفضل 10 اقتصادات عالمية في 14 مؤشراً تنافسياً في نفس التقرير، كما احتلت المرتبة الأولى عربيا والثانية عالميا في التقرير السنوي العالمي لمؤشر الجريمة، الذي أكد أن دولة قطر من أقل دول العالم من حيث معدلات ارتكاب الجرائم بشكل عام. ونالت قطر جائزة الأمير مايكل الدولية لإدارة السلامة المرورية للعام  2018. وحافظت على ترتيبها في مؤشر السلام العالمي لتحتل المركز الأول عربيا والثلاثين عالميا لعام 2017 من بين 163 دولة، وحققت قطر كذلك المرتبة الأولى عربيا و 40 عالميا في مجال مكافحة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وفي مؤشر على الجودة والتميز، حازت الخطوط الجوية القطرية جائزة أفضل درجة رجال أعمال في العالم، كما نالت جائزة أفضل مقعد على درجة رجال الأعمال في العالم، وجائزة أفضل شركة طيران في الشرق الأوسط، وجائزة أفضل صالة انتظار لمسافري الدرجة الأولى في العالم.

 وفي إطار الدعم القطري للمشروعات التعليمية والتنموية الخارجية، أعلنت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع، خلال احتفالية بمكتبة نيويورك العامة، أن برنامج “علم طفلاً” التابع للمؤسسة، نجح في بلوغ هدفه وإعادة إلحاق 10 ملايين طفل بالمدارس في العالم.

وظل موقف دولة قطر الداعم للقضية الفلسطينية ثابتا وراسخا وملتزما، ولم يتوقف عند الشجب والإدانة داخل أروقة المؤتمرات، بل تعدى ذلك إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي للأشقاء الفلسطينيين في الأراضي المحتلة والقدس الشريف في كافة المجالات، وفي هذا الاطار وبتوجيهات سامية من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أعلن صندوق قطر للتنمية تقديم دعم بقيمة 150 مليون دولار كمساعدات إنسانية عاجلة ،للتخفيف من تفاقم المأساة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر منذ سنوات.

وانطلاقا من ثوابتها في الوقوف الى جانب الأشقاء والأصدقاء وبحسب توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى فقد تعهدت دولة قطر بتوفير10 آلاف فرصة عمل في دولة قطر لشباب وشابات المملكة الأردنية الهاشمية، بالإضافة إلى استثمار 500 مليون دولار في مشاريع البنية التحتية والسياحة في الأردن، الأمر الذي من شأنه إنعاش الاقتصاد الأردني والمساهمة في تنميته بشكل مستدام، وأعلنت دولة قطر عن تقديم مبلغ 500 مليون دولار في شكل قرض ميسر واستثمارات دعما للبنان، وذلك خلال المؤتمر الاقتصادي من أجل التنمية في لبنان /سيدر/ الذي عقد في العاصمة الفرنسية، وضاعفت دولة قطر مساهمتها في الصندوق العالمي لإشراك المجتمعات ومساعدتها على الصمود في مواجهة التطرف العنيف إلى عشرة ملايين دولار. وفي أغسطس الماضي وجه حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى بتقديم دولة قطر حزمة من المشاريع الاقتصادية والاستثمارات والودائع بما يقارب خمسة وخمسين مليار ريال قطري ( 15 مليار دولار أمريكي) دعما للاقتصاد التركي.

 وتعددت مشاريع ومبادرات الدعم المالية والمادية بما فيها الأغذية والأدوية والوقود وإمدادات الإغاثة والتمويل القطرية من الجهات الرسمية والشعبية، ووصلت إلى أعداد ضخمة من الناس في مختلف مناطق الأزمات والكوارث والمحن في سوريا وفلسطين واليمن والعراق والسودان وليبيا والصومال وأفغانستان وكوسوفا وولاية “كيرلا” بجمهورية الهند، وإلى ضحايا الزلزال الذي تلاه تسونامي في جزيرة سولاويسي الإندونيسية، كما شملت المساعدات القطرية إغاثة اللاجئين الروهينغيا القادمين من ميانمار إلى المناطق الحدودية من بنغلاديش