عقار: إتفاق السلام حدثٌ تاريخي ويجب أن نستخدمه لبناء سودان جديد

جوبا (موفد سونا)        خاطب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال مالك عقار إير احتفال توقيع السلام بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية وفيما يلي تورد وكالة السودان للأنباء نص الخطاب

 السيد الرئيس والرفيق سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان
السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان وزملائه
السيد الدكتور عبدالله حمدوك والسادة الوزراء
الرفاق قادة جمهورية جنوب السودان
المستشار توت قلواك وفريق الوساطة
الأعزاء من جمهورية مصر العربية وجمهورية تشاد ودولة الامارت العربية المتحدة والأصدقاء الذين إستضافوا اللاجئين، أثيوبيا، كينيا ويوغندا.
أشقائي من بلدان الإيقاد
ممثل اليوناميد والأمم المتحدة
السادة أعضاء السلك الدبلوماسي
زملائي من قادة قوى الكفاح الثوري
شعب جنوب السودان العظيم
السادة الاعلاميين
الحضور الكريم

   إسمحو لي في البدء أن أتوجه بالشكر لشعب السودان العظيم وثورة ديسمبر المجيدة وشهداء الثورة السودانية خلال ثلاثين عاماً الذين هم؛ صانعي هذا اليوم التاريخي وبدون تضحياتهم لم نكن لنصل الى هذا اليوم.

 إن إتفاق السلام الحالي حدثٌ تاريخي ويجب أن نستخدمه لبناء سودان جديد ويجب أن لايضاف الى كتاب مولانا أبيل ألير “نقض العهود والمواثيق” فقد آن الآوان أن نعمل جميعاً لكي لا تُهدر هذه الفرصة التاريخية التي كُتبت بمداد دماء الشهداء وهم يرددون “حرية سلام وعدالة” فقد أهدى لنا شعبنا الحرية وها نحن نهدي له السلام.

 هذا الاتفاق؛ يجب أن يُمهّد لتوحيد أكبر قوة إجتماعية سودانية من أجل إنجاز الإنتقال مما يستدعي بناء كُتلة إنتقالية قادرة على توحيد المدنيين والعسكريين وقادرة على إيجاد سياسة إقتصادية لمصلحة المهمشين في الريف والمدن دون التخندق الايدلوجي .

  يجب أن يساعد هذا السلام على الاتفاق على أركان السياسة الخارجية التي تدعم شعبنا وتُنهي عزلة السودان الإقليمية والدولية والإنفتاح على العالم الخارجي وعلى أشقاءنا وأصدقائنا في الخارج في إطار خدمة المصالح الوطنية العليا لبلادنا.

ينبغي أن نستخدم الترتيبات الأمنية لحماية المدنيين في كل أنحاء السودان لاسيما في المنطقتين ودارفور وبتعاون وعمل مشترك بين حركات الكفاح المسلح والقوات المسلحة السودانية والدعم السريع والعمل لاصلاح وتطوير وتحديث القوات المسلحة السودانية بعقيدة عسكرية جديدة ومهنية وتحتفي بالتنوع والمواطنة والديمقراطية.

 إن هذا السلام يجب أن يخاطب قضايا المعيشة والإقتصاد ولقمة العيش الكريم لبنات وأبناء بلادنا كما إن السلام يجب أن تكون في سُلم أولوياته عودة النازحين واللاجئين وأن يفتح فرصاً جديدة للنساء والشباب.

من الذي يحمي هذا السلام ! الضامن لهذا الإتفاق هو شعبنا، هو ملايين السودانيين الذين خرجوا في ثورة ديسمبر المجيدة مطالبين بالسلام والضامن لهذا الإتفاق هو أطرافه والمستفيدين منه، أصدقائنا في المجتمع الإقليمي والدولي وأن هذا الإتفاق من الفرص النادرة في عالم يمر بانزلاقات كثيرة لاسيما في دولتنا السودان.

إننا ندعو المجتمع الإفريقي والدولي لدعم هذا الاتفاق والمانحين للإيفاء بتعهداتهم للحكومة السودانية والمواطنين المتضررين من الحرب.

 أدعو لجان المقاومة وأسر الشهداء لدعم اتفاق السلام فهو ركن من أركان مطالبهم. ولسكان المنطقتين (المنطقتين أويي) أقول لهم إن الحكم الذاتي هو إستحقاق من ثمرات نضالاتكم ويجب أن يدعم وحدة السودان ويعزز الصلات بين كافة القبائل في المنطقتين سواء في غرب كردفان أو جنوب كردفان/ جبال النوبة أو النيل الأزرق وهذه المناطق مِلك لكل السودانيين على أساس المواطنة بلا تمييز، كما أن الخرطوم ومدني وبورتسودان ونيالا وحلفا ملك لسكان المنطقتين والذي يجمعنا هو السودانية.

 الرئيس سلفاكير ميارديت أيها الرفيق إنني بإسم الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان أعلن نهاية الحرب وأدعوا زملائي عبدالعزيز أدم الحلو وعبدالواحد محمد نور لعدم تفويت هذه الفرصة التاريخية التي صنعها شعب السودان وأمد يدي للفريق أول عبدالفتاح البرهان وللدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء لنعمل كفريق واحد من أجل مصلحة السودانيين لبناء وطن جديد وأعلن استعدادي وزملائي للذهاب الى الخرطوم في أي وقت من الآن.

 المجد لجميع الشهداء وعاجل الشفاء للجرحى ونرفع أيدينا تضرعاً بعودة المفقودين. والمجد لشعب جنوب السودان ودولته الفتية لقد قمتم بما لم تستطع بلدان كثيرة من تحقيقه وقدمتم أجمل هدية لشعب السودان، إننا سنعمل لقيام إتحاد سوداني بين دولتين مستقلتين وأن المنطقتين ودارفور هما مسمار النص الذي يربط بين البلدين.