سودانيون يتطلعون إلى سدّ النهضة الأثيوبي لوقف فيضانات النيل “المتمرد”

الأنباء الكويتية -أمام مياه تجري ببطء في قرية قرب الخرطوم، يقف الحاج عثمان، على جرفٍ قائلاً “النيل الأزرق متمرّد جدّاً” قبل أن يشير بمِعْوَله إلى منسوب النهر قائلا: “الليلة يكون هناك وغداً تلقاه هنا..إنّه سريع بشكل لا تتخيّله!”.

ويقول الفلّاح الستّيني إنّ النهر عندما يفيض “يجرف كل ما في طريقه من مزروعات ومساكن”. بالنسبة له وللملايين من مواطنيه، توقّف الفيضانات التي تضرب السودان سنوياً وكان آخرها في أغسطس الفائت حين قتل 60 شخصاً وأصيب عشرات بجروح، حلمٌ لم يكن يتخيّل يوماً أنّ بالإمكان تحقيقه.

لكنّ سدّ النهضة الضخم الذي تبنيه أثيوبيا على النيل الأزرق قرب الحدود مع السودان قد يحقّق هذا الحلم.

وليس بعيداً من حيث يقف عثمان بقامته القصيرة وجلبابه الأبيض بلون قلنسوته، يلتقي النيل الأزرق الآتي من بحيرة تانا الأثيوبية بالنيل الأبيض الآتي من بحيرة فكتوريا في وسط القارة السمراء ليشكّلا معا نهر النيل الذي ينتهي في مصر، “هبة النيل” التي ترى في سدّ النهضة خطراً على أمنها القومي.