تحديات تواجه القضاء على الجوع حول العالم

أوردت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في آخر تقرير لها أن الـ 7.5 مليار من البشر الذين يعيشون على كوكب الأرض اليوم يضعون ضغوطاً، أكثر من أي وقت مضى، على كوكب الأرض لأنهم يستهلكون الكثير من موارد العالم في حياتهم اليومية. ولقد أصبحنا منفصلين عن الموارد الطبيعية، والعمليات اللازمة لإنتاج الغذاء الذي نأكله. فمن يقف إلى جانب عالمنا – والأجيال القادمة التي سترثه؟

من أجل نقل المعرفة التي اكتسبناها لأطفالنا، أصدرت منظمة الفاو أربعة أدلة جديدة تشرح التحديات التي تواجهنا ونحن نسعى من أجل تحقيق عالم القضاء على الجوع. لقد تم تطويرها وكتابتها خصيصاً لكبار المستقبل بحيث يمكنهم ليس مجرد دراسة المشكلات، ولكن تحويل أفكارهم أيضاً إلى أعمال من أجل مستقبل أفضل.

هل تعلم أن عدد الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن في العالم هو أكثر من ضعف عدد الأشخاص الذين ينامون وهم جوعى كل ليلة؟ إن العمل من أجل القضاء على الجوع هو كتاب أنشطة للأطفال حافل بالمعلومات حول كيفية تحسين حياة 821 مليون شخص يعانون من نقص الغذاء – وحتى كيفية التعامل مع أزمة البدانة.

بالإضافة إلى اكتشاف العديد من الحقائق والأرقام المختلفة المتعلقة بالعادات الغذائية على كوكبنا، سيتعلم الأطفال أن كل واحد منا يجب أن يتخذ إجراءات من أجل تحقيق القضاء على الجوع، سواء أكان مسؤولاً حكومياً، أو مزارعاً، أو رجل أعمال، أو حتى تلميذ مدرسة مثلهم.

إلى اليسار: الغذاء الصحي والمغذي هو أحد العناصر الأساسية لنوعية حياة جيدة.

قبل ثلاث سنوات فقط، كان واحد من بين كل سبعة أشخاص في العالم مهاجراً. وكان بعضهم يفر من الحرب، أو المجاعة، أو الأنظمة القمعية، بينما كان آخرون ببساطة يبحثون عن مستقبل أكثر جدوى اقتصادياً لأنفسهم ولأسرهم. وتشكل الهجرة تحدياً اليوم جزئياً لأن الناس يصلون إلى البلدان أو البلدات في مجموعات كبيرة، باحثين في الغالب عن الحماية.

يستكشف كتاب الأنشطة الخاص بنا فلنغير مستقبل الهجرة سبب اختيار الناس للقيام برحلة يمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر، أحياناً بمفردهم، وأحياناً أخرى مصطحبين أسرهم معهم. وتعمل منظمة الفاو على التأكد من أن الناس لديهم خيار البقاء في ديارهم، عندما يكون ذلك مأموناً، وذلك بانتشالهم من الجوع والفقر.

ماذا سيحدث إذا قطعنا جميع أشجار الغابات، ولم نفعل شيئاً لحماية محيطاتنا، أو الأشخاص المتضررين من تغير المناخ؟ إن تصرفاتنا اليومية، وقراراتنا، وسلوكياتنا تترك أثراً على المناخ. فكوكبنا، تماماً مثل سكانه، يحتاج للتنفس أيضاً.

المناخ يتغير– وعلينا أن نتغير أيضاً. هذه هي رسالة كتاب الأنشطة الثالث لمنظمة الفاو، الذي يستخدم شخصيات خيالية معروفة لمحاولة شرح الحاجة إلى زراعة أغذيتنا دون الإضرار بكوكب الأرض. ويتناول هذا الكتاب سبعة مجالات مختلفة متعلقة بالأغذية والزراعة، حيث يجب أن يحدث التغيير إذا أردنا التعامل مع تغير المناخ. وهذه إحدى الطرق التي يمكننا من خلالها القضاء على الجوع في العالم.

وتعتمد المنظمة على الأشخاص الذين يتصدرون مجالهم في كل قطاع: المهندسون الزراعيون، والمتخصصون في الغابات، ومصايد الأسماك والموارد الحيوانية، واختصاصيو التغذية، على سبيل المثال لا الحصر، ونحن بحاجة إليهم جميعاً للقيام بعمل جيد في البلدان التي تحتاج لمساعدة عاجلة.

من لبنان إلى موزمبيق، عبر تايلند وكولومبيا، هناك 130 بلداً لمنظمة الفاو حضور فيها. وفي نهاية الأمر، عالم من دون غذاء ليس عالماً على الإطلاق.

انضم إلينا في رحلة حول عالم القضاء على الجوع لاكتشاف ما يمكن أن يقوم به كل منا – بما في ذلك الحكومات، والمزارعون، والشركات – لتحقيق هذا الهدف. أفعالنا هي مستقبلنا، وسوف تحدد مستقبل غذائنا وكوكب الأرض.