بروفسير بونية: حضارة السودان هي الأصل

الأقتصاد
622
0

الخرطوم (سونا)      قطع عالم الآثار السويسري بروفيسور شارلس بونيه بأن حضارة كرمة في شمال السودان هي الأقدم في إفريقيا .
وقال بونيه في ندوة (الاكتشافات الأثرية الحديثة) التي نظمتها هيئة مهرجان البركل بقاعة الصداقة أمس، إن الاكتشافات الأثرية أكدت أن الحضارة السودانية هي الأولى .

وقال بونية حتى عام 1500قبل الميلاد كانت السائدة دولة كرمة، وهي أول دولة سودانية

وتطرق بونيه للمعابد القديمة في كرمة، والتي تمثل الدفوفة فيها شاهدا عملاقا اليوم على المقدرات العلمية والمعرفية والمعمارية لأهل تلك الحضارة.
وأشار إلى أن الدفوفة وهي أماكن عبادة، تم بناؤها بطريقة دائرية الشكل، مبنية باللبن، وتشبه (الراكوبة) العملاقة، وقطع بأنها ليست صناعة أي ملك مصري، وأنها وفق هذا الطراز، نوبية وسودانية خالصة

وأشار بونيه الذي يعمل منذ 55 عاما في التنقيب الأثري في قيادة البعثة السويسرية، أن سكان مملكة كرمة يحترفون الرعي، وكانت هناك انهار وبحيرات، ومن هناك كانت بواكير الثقافة.

و قال كان هناك وحدة سكانية شرق وحضارة كرمة لم تكن نيلية فقط كانت وسط بين الغرب والشرق والجنوب والشمال وكانت وكأنها بوابة عظيمة لوسط وداخل القارة الإفريقية .

وألمح بروفيسور بونيه إلى أن البشرية تحتاج لمعرفة حقائق قديمة جدا في هذه المنطقة، وأنها لو أرسلت فرق الآثار لمدة 200 عاما ربما تعرف شيئا عن هذا الماضي البعيد

وأضاف: (وجدنا مدينة كبيرة من حضارة نوبية غير معروفة المعمار، بداية عمقها متران تحت الأرض.. وهناك القبب التي لامثيل لها.

 

وأضاف (كان هناك تحالفات جيوش من نواحي سودانية وافريقية مختلفة بقيادة ملك كرمة. وكانت مصر تخافهم، كان لهم تنظيم عسكري متقدم جدا

وحدث استعمار مصري، الأمر الذي فرض تحالفا نوبيا دمر الحصن المصري.

وعن المقارنة بالآثار الإفريقية، قال بونيه اليوم ماتزال المباني هذه أكثر تعقيدا مما يوجد في افريقيا السوداء)
ونوه إلى أهمية تهيئة هذه المواقع للسياحة وتمكين السياح من مشاهدة هذه الدفوفة وقصر الملكة حتشبسوت

وتطرق بروفيسور بونيه لفترة حكم ملوك النوبة شمال السودان مصر، في الفترة من (500 600 ق.م)وسميت فترة حكمهم بالأسرة 25
ويعتبر تهارقا هو الملك القوي، أرسى ملكه واقام في دلتا مصر،

 

وتطرق بونيه إلى ثراء الحضارة السودانية، وصلة أجزائها بعضها بعضا، وتطرق إلى أقاليم كسلا وكردفان ودارفور، وخارج السودان في الصومال وغيرها

وخاطب عالم الآثار الحضور بقوله: افخروا ببلدكم، مصر ليست افريقيا، بل السودان هو سر افريقيا، وكرمة كانت فاتحة للقارة).
وعن الجبل المقدس في البركل قال بونيه: هذا مركز مهم ومركزي جدا
.
وأشار بونيه إلى أنهم، وضمن الاكتشافات الأثرية الحديثة، عثروا في (كرمة النزل) على آثار ذات فائدة عظيمة، وقال: (وجدنا حجارة في مياه النهر أمام “كرمة النزل” وعظام تعود لمليون سنة قبل الميلاد)

وأكد على مواصلة جهود البعثة، وقال : “سنبني تاريخ جديد للسودان، فهو بداية تاريخ إفريقيا”.

وفي الندوة تطرق أستاذ التاريخ بروفيسور أحمد الياس إلى أهمية هذه الاكتشافات التي تقوم بها بعثات التنقيب الأثري، مشيرا إلى أن أصل حضارة البشرية انطلقت من هذه المنطقة،
وتناول بروفيسور إبراهيم موسى محمد، مايميز بروفيسور شارليس بونيه عن غيره من الآثاريين الذين جاءوا في بعثات التنقيب المختلفة، مشيرا إلى سعي بونيه الدقيق في المقارنة بين أنماط العمران والأعمال المختلفة بين الحضارات القديمة، وتطرق لمكانته العلمية الكبيرة في الجامعات الأوروبية، حيث أشرف على رسالته في الماجستير بجنيف قبل أكثر من عقدين.
من جانبه تطرق دكتور صلاح محمد أحمد، المدير العام الأسبق للهيئة العامة للآثار والمتاحف، المدير الحالي للمشروع القطري لترميم الآثار في السودان، تطرق لسيرة أستاذه شارليس بونيه الذي أشرف عليه أيضا في 1983م، مشيرا إلى أنه نشر مئات الكتب والمقالات والأبحاث تتحدث عن حضارة أهل السودان، خاصة موقع التنقيب في كرمة
وممثلا للسفراء عبر السفير عبدالرحمن ضرار، عن سعادته بالندوة و تكريم العالم بونيه، مشيرا إلى فترة وجوده كمندوب دائم للسودان في جنيف، وإلمامه الدقيق بمجهودات بونيه في التعريف بحضارة السودان في الفضائيات ومراكز البحث العلمي،

وفي ختام الندوة، كرمت هيئة مهرجان جبل البركل البروفيسور شارليس بونيه، بمصنوعات سودانية، الثوب السوداني (جلابية) والحذاء السوداني (مركوب) وعصا من شجر الأبنوس، ووشحته الهيئة علم السودان، في تكريم غير تقليدي، يتناسب مع ولاء وانتماء بونيه لحضارة السودان