امكانات تضع السودان في مقدمة الدول انتاجاً لعسل النحل

الخـرطوم (سـونا)- تعتبر تربية النحل من الأنشطة المهمة في ولاية سنار التي تذخر بثروات طبيعية وبشرية  قدمت  تجارب رائدة في تربية النحل وانتاج  العسل، التقت (سونا) المهندس فتح الرحمن عيسى آدم مدير عام مشروع مناحل الشفاء لانتاج العسل الطبيعي الزراعي، والباحث في علوم النحل وإدارة الموارد للحديث عن هذا المورد الحيوي قائلاً:  تمتاز ولاية سنار بغطاء نباتي متنوع يساعد في توفير الرحيق وحبوب اللقاح طوال العام، مما يمكن الولاية وحدها  في أن  تضع السودان في مقدمة الدول المنتجة لعسل النحل، مشيراً إلى موقع ولاية سنار المتميز في منطقة السافنا الغنية  ذات التربة الطينية جيدة وأراضي قرير والتربة الرسوبية على  ضفاف النيل الأزرق ونهري الدندر والرهد، هذه الميزة كفلت لها الريادة في  مجال تربية النحل وإنتاج العسل في السودان، وذلك لوجود الغطاء النباتي المتنوع في توفير (أشجار الطلح والهشاب والسنط والسدر وغيرها من الأشجار الغابية) المنتشرة في مساحات واسعة في كل أجزاء الولاية  والتي  تفوق 600 ألف فدان،  إلى جانب المحاصيل الزراعية والبستانية الأخرى على ضفتي النيل الأزرق والدندر والرهد في مساحة تزيد عن 75 ألف فدان،  أما القطاع المروي في الولاية والذي  يشتمل على عدد من المشاريع تحتل مساحات مهولة تفوق 485 ألف فدان تزرع بمحاصيل نقدية عديدة، بينما يقع القطاع المطري في مساحة أكثر من 5مليون و600 ألف فدان تزرع محاصيل نقدية أيضاً (ذرة، زهرة شمس، سمسم ومحاصيل أخرى)، مبيناً أن هذه الموارد الضخمة تمثل الإستدامة طول العام لتربية النحل وانتاج العسل، يقول المهندس فتح الرحمن بالرغم من توفر كل هذه الموارد الطبيعية والزراعية باعتبارها تمثل مورداً مهماً ومناخاً خصباً لجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية، الإ أن المستغل منها لا يتجاوز واحد بالمئة من الإمكانات المتاحة،  موكداً استعداد الولاية في فتح المجال لكل الباحثين والهواة والمهتمين بتربية النحل داخل وخارج السودان إلى الدخول في تربية النحل بولاية سنار،  بتقديم الدعم والمساعدة عبر مشروع مناحل الشفاء الذي يعمل في عدد من الأنشطة أهمها نشاط تربية النحل التي تعتبر من الأنشطة المهمة للدولة وللفرد في دعم الاقتصاد ورفع مستوى الدخل، موضحاً أن هناك عدد من الجمعيات تم تدريبها داخل المشروع تحت إدارته  إضافة إلى عدد من أفراد الحياة البرية بمحلية الدندر ومنسوبي الخدمة الوطنية كما تم تكوين أكثر من ثلاث جمعيات انخرطوا جميعاً في ميدان العمل لانتاج العسل باعتبار أنه يعتبر من أهم الموارد المتوفرة في ولاية سنار، مشيراً للتجارب الناجحة التي قدمها المشروع في انتاج الاثينول (الوقود الحيوي) الذي وجد الإشادة باستخدامه في مشروع سكر كنانة ومصنع الخميرة بالحصاحيصا وشركة التقطير الوطنية بالخرطوم بحري، كما قدم المشروع تجارب ناجحة بادخال التقانيات الحديثة في تربية النحل في الأشجار والمحاصيل الحقليه وقد اثبتت التجارب أن النحل يساعد في تلقيح أكثر من 80 بالمئة من المزروعات التي تسهم بدورها في زيادة الإنتاجية بنسبة تتراوح مابين 70-400 بالمئة كماً وكيفاً ونوعاً، موكداً حرص الولاية على جذب المستثمرين المحليين والأجانب للمساهمة في استغلال هذا المورد الحيوي الذي سيسهم كثيراً في دعم الاقتصاد الوطني ولايقل أهمية عن الثروات الطبيعية السودانية التي تذخر بها البلاد .

وقال المهندس فتح الرحمن إلى جانب ذلك تذخر ولاية سنار بثروات أخرى تتمثل في ثروة حيوانية كبيرة وسلالات جيدة مثال أبقار الكنانة المشهود لها بادرار اللبن العالي والضان الوتيش والبلدي والإبل إضافة للثروة السمكية، كل هذه الثروات يمكن الإستفادة منها في انشاء مصانع  للإستفادة من القيمة المضافة التي  تدعم الصادر وترفد خزينة الدولة وتسهم في تشعيل الشباب، داعياً  الدولة والمستثمرين إلى  تضافر الجهود  الشعبية والرسمية لتفعيل عمل ترعتي كنانة والرهد خاصة بعد تعلية خزان الروصيرص والتي تغطي أكثر من 2 مليون فدان تمر عبر خمس ولايات وهي النيل الأزرق، النيل الأبيض، الجزيرة، القضارف وولاية سنار ، هذه المشاريع لو تم تفعيلها بطريقة مثلى كفيلة بأن تحقق شعار (السودان سلة غذاء العالم) هذا الشعار الذي تاخر كثيراً ولم يحظى باهتمام المسؤولين منذ الاستقلال علماً بأن الكل يعلم بأن السودان يمتلك من الموارد والامكانات مايضعه في مقدمة الدول في مجال الزراعة بشقيها النباتي والحيواني مشيراً للإمكانات الطبيعية والبشرية لولاية سنار والدور المهم الذي تلعبه المرأة في الانتاج، بداية من العملية الزراعية إلى مرحلة الحصاد إضافة إلى انخراطها  بجانب الشباب في العمل بتربية الضأن والأبقار ومزارع الأسماك وطق الصمغ إلى جانب المشاريع البستانية لانتاج الموالح والموز، مناشداً الدولة الاهتمام بهذا الانتاج وذلك بتشغيل المصانع التي لم ترى النور كمصنع سكر النيل الأزرق بالسوكي ومصنع سكر النورانية والمرافعات والمطار المعد لتصدير الوقود الحيوي وإعادة تشغيل مصنعي  القوار ومصنع كناف أبونعامة لانتاج الخيش، إضافة الي انشاء مصانع حديثة لتعليب الخضر والفواكه حتى لا يضيع هذا الانتاج الغزير بالتلف وتكاليف الترحيل الباهظة داعياً  إلى التقليل من الرسوم الحكومية عبر الولايات والتي تقل كاهل المنتج وأن تتبنى الدولة أمر التسويق وذلك بشراء الانتاج عبر البنوك والعمل على تسويقه وتصديره  ممايساعد على تشجيع المنتج بأسعار مجزية تحفزه على زيادة الانتاج، إلى جانب الاهتمام بأمر الزراعة في كل الولايات خاصة المشاريع المروية وتشجيع المنتجين وتركيز الأسعار داعياً إلى توفير الأسمدة ونظراً لحاجة الزراعة الملحة لها والطلب المتزايد خاصة سماد اليوريا لابد من ضرورة  انشاء مصانع لانتاجه بجوار المشاريع الكبرى للعمل على تأمين السماد بالكمية المطلوبة وفي الوقت المناسب تقليلاً للتكلفة وتشجيعاً للمنتج إضافة لإقامة مصانع لانتاج المدخلات الزراعية الأخرى (مواعين التعبئة).

في ختام حديثه لـ(سونا) اشاد المهندس فتح الرحمن بالجهود المبذولة لأجل احلال السلام موكداً على أن الآمن والسلام دور كبير في الاستقرار والتنمية ولن تكتمل العملية الانتاجية وإدارة الموارد الا به، موضحاً أن عدم الآمن يعتبر مهدداً حقيقياً للانتاج والمنتج والمستثمر في الخوف من المخاطرة بأموالهم مناشداً الشباب بالإتجاه للانتاج والنهوض بسواعد فتية  قادرة على العمل لإدارة موارد هذا البلد والاعتماد على ما حبانا الله به من أنهار وأمطار وأراضي خصبة بكر لن نجوع ولن نحتاج للعير