الوساطة:لاعقبات تعترض منبرجوبا ويحظي باهتمام إقليمي ودولي

أوضح عضو الوساطة من دولة جنوب السودان ضيو مطوك، في لقاء محدود لعدد من الصحفيين بجوبا أن الوساطة استجابت لرؤية الحركات لتقسيم التفاوض الي خمسة  مسارات ،وقال  كنا نرى أن تجتمع جميع حركات الكفاح المسلح تحت راية الجبهة الثورية ، فيما كان رأي الحركات الإنقسام الي مسارات مختلفة ، فاستجابت الوساطة لرؤية الحركات في وقت لا يمكنها فيه فرض رأيها على الحركات قبل إنطلاق المفاوضات.

وأبان أن كل من حضر الي جوبا من قبل الوفود المفاوضة أو الوفود الإستشارية يحمل في طياته عدد من القضايا المهمة لذلك لابد من أهمية تواجده في جلسات التفاوض ، موضحا ان كل من هو موجود في جوبا الآن لديه سبب كافي يبرر تواجده.

وحول وفد شرق السودان قال نحن وقفنا وشاهدنا قضاياهم ، حيث أن الجبهة الثورية لسوء تفاهم وتصادمات داخلية سحبت على إثرها قيادات الشرق بعد مصادمات ، ونحن رأينا في الوساطة إذا أردنا تحقيق السلام الحقيقي لابد من تحقيق صلح في شرق السودان .

 وأضاف ليس هنالك ما يمنع وصول وفد من الشرق إلتحاقاً بإخوانهم للدخول في مفاوضات مع الحكومة لتحقيق السلام.

وعن ما اذا كان متفائلا بسير المفاوضات، بدأ  متفائلاً بالإجابة على هذا السؤال وأفاد بأن المفاوضات الآن تسير وفق ماهو مخطط لها، قائلاً (ماشا كويس)، مبينا انه في هذه المرحلة بدأت الأطراف في تقديم أوراقها حول القضايا على طاولة التفاوض ، كما تم تشكيل لجان متعدده في كل محاور المفاوضات للرد على القضايا المطروحة من قبل الحركات والحكومة ، وقال في هذا الخصوص “الآن المفاوضات تسير بصورة طيبه في إسبوعها الثاني” ، وزاد بقوله “ولو سارت على ذات النهج أتوقع أن تحرز تقدماً كبيراً نحو تحقيق السلام خلال الأيام القادمة.”

واكد الوسيط أن منبر جوبا وجد تأييد ودعم على مستوى القارة الإفريقية من الإتحاد الإفريقي ومجموعة دول الإيقاد خاصة ً وأن الدولتين السودان وجنوب السودان ينضويان تحت راية دول الإيقاد ، مشيراً الي أن آخر إجتماعات دول الإيقاد كلفت جنوب السودان رسمياً ليكون وسيطاً بين اطراف السودان من أجل التوصل لسلام شامل في مجمل القضايا السودانية ، كما ان الإتحاد الإفريقي فوض جنوب السودان لذات المهمهة بجانب أن اليوناميد بدارفور تتواجد وتتابع المفاوضات عن كثب وهم شركاء حقيقيين للدفع بعملية تحقيق السلام وأشار إلى وجود عدد من المبعوثيين الدوليين من بينهم مبعوثين أمريكيين من مكتب دونالد بوث ، إضافة الي الزيارات المتكررة للسفراء الأوروبيين والأفارقة المستمرة لمقر المفاوضات والجلوس بقاعة التفاوض وقال الوساطة لا تمانع أبداً من حضورهم لجسات التفاوض كمراقبين لسير التفاوض بين الأطراف السودانية ،بجانب إلتزامنا بتقديم تنويراً مستمراً لهؤلاء السفراء بصورة مستمرة حول مسار المفاوضات بالتنسيق مع وزارة الخارجية بجنوب السودان.

وأوضح ان القضايا الآن بالفعل مطروحة على طاولة التفاوض والأطراف يتحاورون حولها ، والوساطة تسعى لوصول الأطراف لنقطة إتفاق ، وقال نحن في دولة جنوب السودان لدينا تجربة بأن كل ما فرضت أي قضية من الأطراف يصعب تنفيذها وعليه لا نلجأ فيها لفرض المواقف ، ولكن نسعى بكل الجهود لتوافق الأطراف على نقطة مشتركة يتوافقوا عليها برضى حتى يسهل تنفيذ الإتفاقية فور رجوع هذه الأطراف للخرطوم.

وقال نحن حتى الآن لم نتحدث عن فرض مواقف والمساحة لا زالت مفتوحة أمام طرفي التفاوض للحوار ، ونحن في الوساطة نتمنى ان لا نلجأ لفرض أي موقف على أي طرف.

وأوضح ان العلاقات الواسعة التي يتمتع بها رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير مع الحركات المسلحة والحكومة السودانية هي التي كانت وراء ان يكون منبر جوبا مقراً للمفاوضات بين الأطراف السودانية ، لا سيما وأنه كان أحد القيادات في الدولة السودانية الواحدة قبل الإنفصال ، ويتمتع بعلاقات واسعة بحكم ذلك المنصب بجانب أنه كان رئيساً للحركة الشعبية الموحدة ايضاً قبل الإنفصال والنائب الأول للرئيس السوداني ، فكل هذه الأشياء تجعل من سلفاكير شخصية محورية في هذه القضية ، يستطيع أن يلعب خلالها دور يقود للإستقرار في السودان ، مؤكدا اهتمام سلفا الشخصي بهذه القضية خاصة وأنه يولي قضية تحقيق سلام في السودان  أولى إهتماماته ويتابع بشكل يومي كل ما يجري بقاعات التفاوض.

وعبر الوسيط ضيو عن أمله أن يستفيد السودانيين من هذه العلاقة التي يتمتع بها سلفا مع الحكومة وعبدالعزيز الحلو لتحقيق السلام.

واكد أن الوساطة بدأت استلام المواقف التفاوضية من كل المسارات، وأنها تبذل كل جهدها للوصول لسلام في أقرب فرصة ممكنة.

وقال إن الوساطة قررت الإستمرار في المفاوضات دون توقف لعطلة أعياد الكريسماس والميلاد  ما عدا إيقاف التفاوض أيام العيد فقط لإتاحة الفرصة لكل من أراد الأحتفال بالاعياد ، على أن تظل جميع الأطراف وتستمر مسارات التفاوض من أجل التوصل لسلام عادل وعاجل.

واشار إلى أهمية قضية تنفيذ إتفاقية السلام حال توصل الأطراف اليه، وقال “دون ادنى شك قضية في غاية الأهمية ، ولا يمكن الجلوس على منبر وعقد مفاوضات في قضية لا يمكن تنفيذها” ، وزاد “بالتالي من الضروري جداً لدول الإقليم وأصدقاء السودان الإجماع على ضرورة دعم تنفيذ إتفاقية السلام”.

واقر بأن جوبا بدأت خطوات جادة وقادت حديث مع عدد من الشركاء في الاقليم من أصدقاء جوبا والخرطوم بدعم تنفيذ الإتفاقية ، خاصة النازحين واللاجئين الذين يطالبون بالعودة الي مناطقهم.

وحول عن ما اذا تبين للوساطة جهة ممانعة او لا ترغب في السلام، رد بقوله” حتى الآن لم يتبين لنا أي شخص ممانع في الوصول لسلام ، ونحن نعمل في أجواء ودية على منصه واحده شعارها مأخوذ من شعارات الثورة السودانية (حرية سلام وعدالة) والكل يفتكر ويضع في حسبانه أن ما تم في السودان من تغيير نتاج لمجهود مشترك سواءً من حركات الكفاح المسلح أو من قبل قوى الحرية والتغيير لذلك نجد أن هنالك تقارب الي حد كبير في الأفكار والقضايا المطروحة على منضدة التفاوض”.

وحول طرح الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو قال ليس هنالك أي إختلاف لحركة عبدالعزيز الحلو مع ماهو مطروح في الساحة السودانية ، بل بالعكس الحلو جزء أصيل من ما تم في السودان من تغيير ، والشعارات التي رفعها قبل (30) عاماً هي ذات الشعارات التي تسيطر على الشارع السوداني الآن.

ونفي وجود اية عقبات تعيق عملية السلام الجارية في منبر جوبا.

وقال “ليس هنالك أي عقبات تعيق عملية التفاوض الجارية بجوبا لتحقيق السلام في السودان” وحول جهود جوبا لتوحيد الحركة الشعبية بجناحيها (عقاروالحلو) أكد مطوك أن الجهود لم تتوقف منذ عامين، وهناك وساطة يقودها سلفاكير ميارديت ولا زالت الجهود جارية ولم يتوقف العمل فيها ، ونأمل أن يكون هنالك تقارب وتنسيق بين الحركتين في القريب العاجل ، لا سيما وأنهم زملاء في حركات الكفاح المسلح منذ زمن بعيد وهم أصدقاء بصفة شخصية.

وحول توفر إرادة السلام لدى الأطراف، قال  إنهم لمسوا إرادة حقيقية لتحقيق السلام في السودان من طرفي التفاوض، مضيفًا وهذا ما شاهدناه وعايشناه خلال فترة التغيير التي حدثت بالسودان ومعايشتنا لكيفية قيادة النظام البائد للمفاوضات خلال عامين ماضيين وتعامله مع ملفات التفاوض سواء في جنوب السودان أو السودان ، نحن متفائلين جداً من خلال ما رآيناه من تداخل يمكن أن يكون بداية لعمل مشترك وتنسيق يقود لفتح الحدود بين البلدين شمال وجنوب السودان وإزدهار التجارة.

وأضاف أن الوساطة لا تتدخل فيه إطلاقاً ولا تفرض أرائها على المتفاوضيين بمن يشارك في الجلسات.