المك تدعو إلى تنمية مناطق النوبة

جددت باحثة في الآثار النوبية بجامعة الخرطوم تأكيدها على أن أكبر رأس مال تنموي تمتلكه الولاية الشمالية والمناطق النوبية هو آثارها وبقايا حضارتها العظيمة التي قاومت الأزمات وبقيت شاهدة على عزيمة الأجداد. ولكنها أعربت عن أسفها على أنها تتعرض حاليا لأقصى أنواع الإهمال، بل النهب بعد أن تمددت أنشطة التعدين الشعبي.

وقالت الباحثة الدكتورة حياة المك في مؤتمر الحضارة النوبية الأول الذي انعقد اليوم في قاعة الصداقة وتناول في جلسته الصباحية ورقة “التنمية في المناطق النوبية.. الواقع والمأمول” إن الولاية تذخر بالمواقع التاريخية الثرة والتي تمثل مواد جذب سياحي كبير يجب الترويج لها عن طريق أبناء المنطقة النوبية وبواسطة مبادرات وذلك لإنشاء المنتجعات السياحية وحثت الحكومة بالإسهام في إقامة البنى التحتية من طرق معبدة تربط تلك المناطق ببعضها وبالعالم وتأهيل مطار دنقلا ليكون مطارا دوليا. وأشارت إلى مهرجان كرمة ودوره في إحداث حراك تنموي، ونوهت إلى ضرورة الاهتمام بإنشاء البيوت النوبية والمنتجعات التي تعكس الحياة القديمة بتشغيل الساقية والشادوف والنورج وطرق الزراعة القديمة مع إقامة مطاعم تقدم الأطعمة النوبية التقليدية بالإضافة إلى قرى تراثية متكاملة في كل المناطق التاريخية ترتبط ببعضها البعض حتى تكون السياحة الشاملة. وأبانت أن الاهتمام بالتنمية السياحية من شأنه أن يؤدي إلى تنمية مجتمعية شاملة واستقرار للنوبيين في مناطقهم وإحياء موروثات ثقافية كادت أن تندثر وكذلك أعمال يدوية ارتبطت بالنخلة والتي من شأنها أن تعزز النخلة وتعيدها سيرتها الأولى. وفي مجال التنمية الزراعية حثت المك على إستحداث طاقة بديلة واستغلال الطاقة الشمسية والتوسع في المشروعات الزراعية وإعادة النظر في قرار نزع الأراضي لصالح السدود وذلك لأن أهل الشمال يعانون من ضيق الأراضي الزراعية. واستعرضت مزايا أراضي  الشمال وصلاحيتها لزراعة كل أنواع الفواكه والمحصولات  بالاضافة إلي إدخال تربية الحيوانات والمواشي والنخيل والموارد الأخرى من معادن نفيسة وأحجار كريمة وجيرية. وطالبت بتوفير الخدمات من بنيات تحتيه ومرافق تعليمية والتوسع في جامعة دنقلا وتنويع مصادر التعليم وصقل المهارات.

يذكر أن مؤتمر الحضارة النوبية بدأ جلساته الصباحية باستعراض عدد من أوراق العمل تتحدث عن الحضارة النوبية الجغرافية والتاريخ واللغة والعلاقات الخارجية والثاني عن الحاضر والإشكاليات والقضايا ومحور التنمية وبدأ اليوم بمعرض تم افتتاحه بواسطة عدد من القيادات النوبية والضيوف المشاركين من دول عربية وأجنبية عكس المعرض بمقتنياته الأثرية والكتب المعروضةو نماذج من الآثار النوبية والمقتنيات التي استخدمت في البيوت النوبية وفي مناسبات الزواج وتضمن المعرض عرض لعدد من المولفات النوبية والرسوم والصور لشخصيات والكتابه بالأحرف النوبية، وقدمت الفرق الاستعراضية نماذج للرقصات التي أذهلت الحضور المحلي والأجنبي ولقيت حظها الجيد من التغطية في القنوات.