المصرف العربي يحصل على درجة (Aa2) من وكالة موديز

الخرطوم- (سونا)- منحت وكالة موديز للخدمات الاستثمارية “موديز”، تصنيف Aa2 طويل الأجل للعملات الأجنبية للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (باديا) مع نظرة مستقبلية إيجابية ويتزامن هذا التصنيف المتميز مع حلول الذكرى الثامنة والأربعين لتأسيس المصرف  من قبل 18 دولة عربية اثبت التاريخ بعد نظرها.

وتركز نشاط المصرفي الأساسي على تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي والفني بين المنطقتين العربية والأفريقية وتجسيد التضامن العربي الأفريقي على أساس المساواة والصداقة. وقد قدم المصرف منذ أن بدأ نشاطه في عام 1975 حتى الآن تمويلات شملت قروضا لأكثر من 20 مشروعا إنمائيا لصالح القطاع العام، ومنحا لا تسترد تربو على 850 منحة في إطار عمليات العون الفني، وذلك لفائدة 4 دولة أفريقية من دول جنوب الصحراء، التي ظلت تسعى جاهدة لاستقطاب تمويلات ذات شروط ميسرة.

ويتميز المصرف بهيكل حوكمة قوي و غير معتاد إذ يقدم تمويلاته حصرا لدول غير مساهمة في رأسماله وبذلك، يمارس نشاطه كمحفز موثوق و فعال للغاية لتدفق تمويلات، صناديق التنمية العربية إلى إفريقيا و هو ما يعتبر عاملا حاسما في تحقيق الازدهار المشترك للمنطقتين.

وبالرغم من الانطباع بأن المصرف متعرض لمخاطر عالية نظرا لطبيعة نشاطه الموجه حصرا للإسهام في تنمية الدول الأفريقية جنوب الصحراء، فإنه تمكن من أداء مهامه بتميز دون أن يسجل على مر الثماني والأربعين سنة الماضية من تاريخه اية خسارة في محافظة التمويلية، و يستند هذا الأداء في الغالب للعلاقات المتجذرة للمصرف مع حكومات الدول المستفيدة، كما حافظ المصرف على محفظة استثمارات سائلة قوية، شكلت سندا قويا لتوفره على موقف سيولة استثنائية.

إضافة لمكامن القوة المتقدم ذكرها، أخذت “موديز” أيضا في الاعتبار التقدم الكبير الحاصل الذي أحرزه المصرف  في عملية التحول المحسوبة التي يقودها المساهمون و مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية لتطوير المصرف ، منذ أن أتخذ القرار ببدئه تقديم القروض غير السيادية.

كما لاحظت “موديز” أن مكامن القوة لحصول المصرف على هذا التصنيف الائتماني ” A2، هي لقوة مؤشر موقف رأس المال قوي مقابل انخفاض الاستدانة ولجودة وارتفاع مستوي الموارد السائلة والمدعوم بإدارة محافظة السيولة، بالإضافة إلى قيمة الدعم غير التعاقدي من المساهمين. كما تعكس النظرة المستقبلية الإيجابية وجهة نظر وكالة “موديز” بان استمرار المصرفي في تحسين أداء أصوله من شأنه أن يدعم حصوله مستقبلا على تصنيف ائتماني أعلي.

و علق معالي الدكتور فهد عبدالله الدوسري، رئيس مجلس إدارة المصرف على إعلان هذا التصنيف قائلا “يشكل هذا اليوم محطة محورية للمصرف في توسيع أنشطته التنموية في افريقيا بالتزامن مع الذكرى 48 لتأسيسه.” وأضاف “لا تزل دول القارة جنوب الصحراء تعاني من نقص في الحصول على التمويلات الأساسية، و يطمح المصرف لتسخير مكانته وهذا التصنيف الائتماني بالإضافة لدوره في استقطاب شركائنا في المنطقة العربية وخارجها لمقابلة الاحتياجات التمويلية بشكل افضل للقطاعين العام والخاص بالدول المستفيدة. إن هذا التصنيف، بدرجة Aa2 يجعلنا في مركز قوي التعبئة الموارد بكلفة جد تنافسية ومن شأنه أن يوسع بشكل معتبر قدرتنا على الإقراض الميسر بالعملات البديلة المستخدمة في القارة الإفريقية ”

كما علق على القرار على المنبر العام الدكتور سيدي ولد التاه قائلا : ” يعتبر هذا التصنيف خطوة أولى في رحلة يسعى المصرف خلالها أن يجعل من نفسه مرجعا للإصدار بسواق المال الدولية والإقليمية و يعتبر هذا التصنيف “13” اعترافا بالموقف القوي لرأسمال و سيولة المصرف، في حين تعكس “الرؤية الإيجابية ” الرفع المستمر من قدراتنا الداخلية، ويعتز فريق المصرف بحق بهذا الإنجاز الاستثنائي، الذي ما كان ليتحقق لولا الثقة والدعم الاستثنائي  الذي ظل المساهمون يقدمونه لنا علي مر ما يناهز خمسة عقود”

تجدر الإشارة إلى أن المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا مؤسسة مالية متعددة الأطراف، مقرها بالخرطوم في السودان تمتلكها حكومات الدول العربية الثمانية عشرة الموقعة على اتفاقية إنشائه في 18 فبراير 1974. وبدأ المصرف عملياته في مارس 1975 التوفير التمويل والعون الفني للتنمية الاقتصادية حصرا في أفريقيا جنوب الصحراء، ويعمل المصرف على تيسير وتحفيز تدفق رؤوس الأموال والاستثمارات العربية والخارجية الأخرى إلى أفريقيا كما وسع المصرف منذ عام 2015 نطاق تركيزه على التجارة بين الدول العربية والأفريقية وكذلك التجارة البينية الأفريقية.

ويعتبر المصرف مؤسسة دولية مستقلة، يتمتع بالشخصية القانونية الدولية الكاملة، وبالاستقلال التام في المجالين الإداري والمالي، ويخضع لأحكام اتفاقية إنشائه ولمبادئ القانون الدولي، ويعد إنشاء المصرف استجابة لهدف دعم التعاون الاقتصادي و المالي والفني بين المنطقتين العربية والأفريقية وتجسيد للتضامن العربي الأفريقي، وترسيخا للتعاون على أساس من المساواة والصداقة. ويظل المصرف أحد بنوك التنمية متعددة الأطراف القليلة جدا التي تهدف لخدمة الدول غير المساهمة في رأس مالها.