الحظر الأمريكي لواردات اللحوم انتقاما لحصص الإيثانول

أفادت مصادر مطلعة في البرازيل أن واشنطن ستأخذ وقتا من المحتمل لرفع حظر على واردات اللحوم البرازيلية الطازجة وسد غضب أمريكي حيال قرار إبقاء الحصص على واردات الإيثانول الأمريكية، التي لا يفرض عليها رسوم.

ونقلت وكالة أنباء “بلومبيرج” عن مصادر مطلعة بشكل مباشر على المحادثات، وطلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن انهيار المفاوضات بشأن اللحوم الحمراء الطازجة يرجع إلى فشل المسؤولين البرازيليين في الوفاء بوعد قطعه الرئيس جاير بولسونارو شخصيا لنظيره الأمريكي دونالد ترمب خلال زيارة لواشنطن.
وكان بولسونارو قد تعهد بأن الإيثانول الأمريكي سيدخل البلاد دون ضرائب بعد أن أذعن لضغط من المنتجين المحليين.
وقالت وزارة الزراعة الأمريكية في بيان إنه “من غير الصحيح بالكامل” أن الوزارة تواصل الحظر على اللحوم الحمراء كخطوة انتقامية وأن الإجراء قائم “فقط على سلامة الأغذية ومخاوف تتعلق بصحة الحيوان”.
وبحسب المصادر، فقد أبلغت تيريزا كريستينا دياس، وزيرة الزراعة البرازيلية، القرار لنظيرها الأمريكي صني بيردو خلال محادثة هاتفية في آب (أغسطس)، قبل أيام من تجديد الحصة.
وقفزت أسعار اللحوم البرازيلية بنسبة وصلت إلى 35 في المائة خلال الفترة الماضية، إثر ظروف موسمية متكررة تزامنت مع تراجع الإنتاج الأسترالي نتيجة أزمة حرائق.
واعترف بولسونارو بارتفاع سعر اللحوم، وعزا الأمر إلى ظروف موسمية شائعة في هذا الوقت، لكنه أشار أيضا إلى أن الزيادة هذه المرة أكبر.
وقال بولسونارو “في كل عام يشهد شهرا نوفمبر وديسمبر زيادة في أسعار اللحوم، لكن وتيرة الارتفاع أكبر هذه المرة”، ويتزامن الارتفاع مع حرائق تعرضت لها أستراليا، المنافس الأبرز للبرازيل في قطاع اللحوم.
وتعتمد عدة دول كبرى على البرازيل بشكل رئيس لاستيراد اللحوم، وعلى رأسها الصين وروسيا، ومن المتوقع أن تتأثر تلك الدول بارتفاع الأسعار.
وزادت صادرات البرازيل من اللحوم في الفترة ما بين شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) الماضيين، حيث قفزت 110 في المائة إلى الصين، و694 في المائة إلى روسيا، فيما توقع خبراء أن تعاود أسعار اللحوم البرازيلية الانخفاض خلال الشهرين الحالي والمقبل من العام الجاري.