التعايشي يصل الفاشر وقرارات صارمة من اللجنة الأمنية بشمال دارفور

الفاشر   (سونا) -وصل اليوم إلى مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي مترأسا لجنة تقصي الحقائق حول الأحداث التي شهدتها منطقتي كولقي وقلاب وما جاورهما بولاية شمال دارفور خلال الايام الماضية ، وضمت اللجنة عضو مجلس شركاء السلام وقائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو والفريق عبدالله البشير إسحاق والأمين السياسي لحركة العدل والمساواة نائب رئيس اللجنة العليا العسكرية المشتركة الدكتور سليمان صندل حقار وعدد من القيادات العسكرية واطراف العملية السلمية وممثل النائب العام.

وكان في استقبالهم  بمطار الفاشر الوالي نمر محمد عبد الرحمن وأعضاء حكومة ولجنة أمن الولاية.

وقد انخرط  الوفد  فور وصوله في اجتماع مغلق مع  لجنة أمن الولاية للإطلاع على  الموقف توطئة للإنطلاق في أعمال التحقيق حول جملة أحداث النزاع  التي شهدتها منطقتي كوقلي وقلاب بمحلية طويلة والتي كان آخرها صباح أمس الجمعة  وقتل فيها سبعة من قوات الأطراف السلام  بسبب كمين مسلح من طرف لم يتم تحديده ، كما تسبب الاشتباك في إصابة عدد من ذات القوة.

وأصدرت  لجنة أمن الولاية عقب الاجتماع الطارئ الذي عقدته  مساء أمس برئاسة والي شمال دارفور بيانا اليوم حول أحداث كولقي وقلاب والمناطق المجاورة لهما كشفت فيه أن قوات أطراف السلام التي اختيارها ضمن القوات المشتركة لحماية الموسم الزراعي بموجب قرار لجنة أمن الولاية قد تحركت صباح أمس الجمعة للحاق والانضمام إلى القوة الرئيسة التي تحركت  يوم الاثنين الماضي إلى منطقة تابت، وقد اشتبكت قوات أطراف السلام مع جهة لم تعرف هويتها بعد.

وقال البيان إن الاشتباك خلف عددا من القتلى والجرحى وسط أطراف قوات السلام  لم يتم حصرهم بعد، وتم نقل عدد من القتلى والجرحى إلى مستشفى السلاح الطبي بالفاشر، فيما لم يصل اي جريح أو قتيل من الطرف الآخر.

وأعلنت لجنة أمن شمال دارفور في بيانها عن عدة قرارات على رأسها تشكيل قوة إضافية من القوات المسلحة وقوات الدعم السريع وأطراف السلام قوامها ٤٥ عربة لتنضم إلى القوة التي توجهت إلى منطقة الحادث، وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق والتحري حول الحادثة برئاسة وكيل النيابة الأعلى بالولاية وعضوية المستشارين القانونيين للقوات النظامية وثلاثة من ممثلي أطراف السلام، بجانب إرسال فريق لفتح البلاغات والتحري حول مجمل الأحداث في  مسرحها، وسحب كافة القوات التي لاتعمل تحت مظلة القوات المشتركة خارج منطقة النزاع  وإعلان منطقة كولقي وقلاب والمناطق التابعة لها منطقة طوارئ يمنع فيها التجمعات والتحركات من دون إذن، وإخلاء المناطق المذكورة من كافة التجمعات سواء كانت جاءت من داخل الولاية أو خارجها والرجوع إلى مناطقهم فورا.

وتضمنت قرارات لجنة أمن الولاية أيضا أن تستمر القوة المشتركة من القوات النظامية وقوات أطراف السلام في أداء مهامها التي كلفت بها مجتمعة لتأمين الموسم الزراعي وتحقيق الضبط الأمني في أي منطقة من مناطق الولاية وعدم تجزئة هذه القوة لأي سبب من الأسباب، حتى وإن كان هناك رفض من أي من مكونات القوة رسمية كانت أم شعبية، مشددة على أهمية أن تعمل القوات المشتركة كقوة محايدة في كل الظروف وفي جميع المناطق وفقا لتوجيهات وقرارات لجنة أمن الولاية.

كما تضمنت القرارات مطالبة قيادات جميع القوات بالمركز بضرورة توجيه قواتهم بالولايات الأخرى بعدم  التوجه إلى منطقة الأحداث بالمنطقتين والمناطق التابعة لهما، إضافة إلى تشكيل لجنة تنسيقية من القوات النظامية وقوات أطراف السلام للعمل على احتواء الموقف، وفتح البلاغات الخاصة بهذه الحادثة بالقسم الأوسط  لشرطة الفاشر، وتضمنت قرارات لجنة أمن شمال دارفور فتح المستشفى العسكري بالفاشر لاستقبال حالات الوفيات والإصابات لقوات أطراف السلام وفتح مستشفى الفاشر التعليمي لاستقبال اي حالات من الطرف الآخر.

وعبرت لجنة أمن شمال دارفور في بيانها عن أسفها  للحادث الأليم وترحمت علي أرواح الشهداء وتمنت عاجل الشفاء للجرحي والمصابين وطالبت كل الأطراف بالصبر وضبط النفس ومعاونة الأجهزة الأمنية والرسمية في إحتواء الموقف .

يشار إلى أن وصول لجنة تقصي الحقائق حول أحداث كولقي قلاب برئاسة عضو مجلس السيادة التعايشي جاء إنفاذا لقرارات الاجتماع الطارئ الذي عقده النائب الأول لرئيس مجلس السيادة، الفريق اول محمد حمدان دقلو مساء امس  والذي ضم عضوي مجلس السيادة الدكتور الهادي ادريس والطاهر حجر، وحاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي ووزير المالية رئيس حركة العدل والمساواة د. جبريل ابراهيم وجميع قادة حركات الكفاح المسلح، بحضور أعضاء اللجنة العسكرية العليا المشتركة، حيث تم خلال الاجتماع مناقشة الاحداث التي شهدتها منطقة كولقي وما جاورها من مناطق بولاية شمال دارفور ، وقرر ارسال لجنة فورا للوقوف ميدانيا وتقصي الحقائق حول تلك الاحداث.

يذكر أن لجنة أمن شمال دارفور كان قد أصدرت في اجتماعها الدوري رقم (24) بتاريخ  19-6-2021 قرارا قضي بتمثيل قوات أطراف السلام في القوات المشتركة لحماية الموسم الزراعي للاستعانة بها في المهام التي تتطلب وجودهم، حيث تقرر أن يكون قوام تلك القوة 28 عربة من جملة آليات القوة المشتركة التي تتكون من 100عربة قتالية