البيان الختامي للجنة التحضيرية للمؤتمر الاقتصادي

الخرطوم (سونا)        أصدرت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاقتصادي القومي بيانها الختامي بعد مداولات استغرقت عدة أيام عقب نهاية أعمال المؤتمر في 29 سبتمبر الماضي.

فيما يلي تورد (سونا) نص البيان.

بسم الله الرحمن الرحيم

جمــــــــــــهورية الســــــــــــودان

رئاسة مجلس الـــــــوزراء

المؤتمر الاقتصادي القومي الأول

تحت شعار:

     (نحو الإصلاح الشامل والتنمية الاقتصادية المستدامة)

البيـــــــان الختــامي

الفترة 26 ـ 28 سبتمبر 2020م

الخرطوم ـ قاعة الصداقة

استلهاماً لروح التغيير الذي أحدثته ثورة ديسمبر المجيدة، باقتلاع نظام الإنقاذ الذي أدى إلى تدهور الاقتصاد وأفقر البلاد والعباد، وسعياً لتحقيق شعارات الثورة  وإيماناً وثقةً في مقدرات الاقتصاد السوداني بالتعافي سريعاً بما حباه الله تعالى من موارد وثروات كفيلة أن تخرجه إلى بر الأمان وتأسيساً على عودة الدولة للقيام بواجبها الأساسي في بناء الاقتصاد وإحداث التنمية وتقديم الخدمات، وترسيخاً للقناعة الراسخة بأن العقول السودانية جديرة بمخاطبة كافة القضايا المطروحة في الاقتصاد وإيجاد الحلول لها.

وبتشريف فخامة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن – رئيس مجلس السيادة الانتقالي ـ ورعاية الدكتور عبد الله آدم حمدوك، رئيس مجلس الوزراء الانتقالي، انعقد المؤتمر الاقتصادي الأول خلال الفترة من 26/9/2020م إلى 28/9/2020م بقاعة الصداقة بالخرطوم تحت شعار (نحو الإصلاح الشامل والتنمية الاقتصادية المستدامة).

يأتي انعقاد المؤتمر نتيجة لتوصل مكونات الحكومة وقوى الحرية والتغيير إلى قناعة بضرورة تقديم مقترحات وتوصيات تفضي إلى إيجاد حلول استراتيجية لمعالجة قضايا الاقتصاد السوداني، وقد كان قرار انعقاده في النصف الأول من العام 2020م، غير أن تفشي جائحة كورونا أدى إلى تأجيله.

إن الثورة التي فجرها الشعب السوداني بقيادة شبابه من الجنسين لهي ثورة عظيمة وهي ثورة وعي ومفاهيم شهد بمشروعيتها العالم المتحضر، وأقرت الثورة في أدبياتها فلسفة وسياسة التغيير والبناء والتعمير الأمر الذي يضع على عاتق أبنائها ضرورة وضع أطر وأساليب جديدة لإدارة البلاد.

يهدف المؤتمر إلى بناء مستقبل أفضل تنتهي فيه معاناة الشعب السوداني بتوفير حياة كريمة له ولأجياله القادمة وتقام فيه دولة مستندة على ركائز السلام والعدالة والحرية والديمقراطية المستدامة لتسقط إلى الأبد الأنظمة الشمولية الفاسدة.

شارك في المؤتمر قادة العمل السياسي والتنفيذي من الحكومة الاتحادية والولايات بالإضافة لممثلي قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة والعلماء والخبراء وأهل الرأي والفكر حيث بلغ عدد من شرفوا الجلسة الافتتاحية للمؤتمر (1107) مشاركين.

تخيرت اللجنة المنظمة للمؤتمر منهجية قضت بتنظيم ورش قطاعية شارك في أعمالها الخبراء والمختصون وعقد جلسات عامة لمناقشة أوراق العمل، بالإضافة إلى تنظيم حلقات النقاش حول مواضيع مهمة وذلك لإفساح مجال واسع للحوار وطرح الرؤى والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة.

استهل المؤتمر أعماله بكلمة رئيس اللجنة التحضيرية السيد. أ. د.عبد المحسن مصطفى صالح، الذي رحب بالحضوروترحم على الشهداء، متمنياً عاجل الشفاء للجرحى وعودة المفقودين، ثم أشار رئيس اللجنة في كلمته إلى دور الشباب في تفجير ثورة ديسمبر.

المنهجية التي تبنتها اللجنة التحضيرية في الإعداد للمؤتمر والتي تضمنت أساليب الجلسات العامة للمحاور الاقتصادية الرئيسة، وأسلوب الورش القطاعية، بالإضافة إلى حلقات النقاش.

اشتمال فعاليات المؤتمر على أطروحات ومناقشات منظمة ورشيدة حول القضايا والتحديات.

وضع خارطة طريق واضحة يسترشد بها خلال السنوات القادمة، مدفوعة بارتفاع متواصل لمعدلات الاستثمار والإنتاجية وتنامي التوظيف والاستغلال الأمثل للموارد البشرية والموارد الطبيعية.

ثم تحدث ممثل قوى الحرية والتغيير السيد محمد خطاب، الذي دعا للوقوف حداداً على الشهداء، سائلاً الله لهم الرحمة وللجرحى الشفاء وللمفقودين العودة، ثم أشار في كلمته إلى خلفية انعقاد المؤتمر، وتباين الرؤى حول موازنة العام 2020م والبرنامج الاقتصادي لقوى الحرية والتغيير.

أهداف الثورة متمثلة في السلام والتنمية، وتوطيد أركان العدالة الاجتماعية والنظر لفتح صفحة جديدة لإدارة الاقتصاد الوطني تتجاوز عثرات الماضي.

وأكد أهمية وقف التدهور الاقتصادي وولاية وزارة المالية على المال العام، وتجريم التجنيب واسترداد الأموال المنهوبة، وإعادة دور الشركات العامة واستقطاب مدخرات المغتربين ومعالجة مشكلات المواصلات، والتعليم، والصحة، والعطالة، وتحقيق التنمية المتوازنة بالولايات.

 إلى جانب ذلك أشار ممثل اتحاد أصحاب العمل السيد مجتبى خلف الله، إلى جهود اتحاد أصحاب العمل السوداني ومكوناته المختلفة، مركزاً على دور القطاع الخاص في قيادة وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والمنافسة الحرة رغم ما يواجهه من تحديات، مشاركة الاتحاد في قضايا الاقتصاد الكلي وتشجيع الاستثمار ودعم الفئات الضعيفة.

إنشاء مجلس استشاري يمثل الشركات الكبرى والشباب والمرأة وإنشاء صندوق لتنمية القدرات.

إنشاء مفوضية الحوكمة ومحاربة الفساد، وإنشاء مجمعات صناعية وأسواق محاصيل للمنتجات الزراعية.

ثم تحدثت ممثل لجان المقاومة الأستاذة سحر الجزولي، التي أكدت أن ثورة ديسمبر لم تكن إسقاطا لنظام دكتاتوري فقط وإنما ميلاد جديد لأحلام بوطن يشبه نقاء الشهداء، مشيرةً في كلمتها إلى غياب الرؤية في مجال الاقتصاد بعد فقدان البترول نتيجةً لانفصال جنوب السودان وانهيار قطاع الزراعة والثروة الحيوانية والسكك الحديدية والنقل ووضع رؤية اقتصادية شاملة مبنية على وحدة وتماسك أبناء الشعب، ومعالجة العقبات التي تحول دون تلاحم مكونات المجتمع.

إعداد وتنفيذ خطط متكاملة لكافة القطاعات (الزراعة، الثروة الحيوانية والمعدنية والصناعة ….الخ).

أهمية التخطيط المتكامل بما يعكس واقع المواطن وإيجاد حلول استراتيجية، تعيد العافية للاقتصاد، مع وضع رؤى لمعالجة مشكلات العطالة والاستفادة من طاقات الشباب.

ممثل قوى الكفاح المسلح الأستاذ ياسر سعيد عرمان، أكد اتخاذ الجبهة الثورية نهجاً إيجابياً والمشاركة في إيجاد حلول اقتصادية باعتبارها كتلة سياسية فاعلة ثم أكد الآتي:

إعداد خطط اقتصادية من أجل مستقبل أفضل لمصلحة الفقراء، والاهتمام بالاقتصاد الريفي، وإدماج النازحين واللاجئين للعودة الطوعية، بناء قاعدة اجتماعية وتوفير السند والدعم الاقتصادي والاجتماعي، إنهاء الحروب للمساعدة في  تحسين العلاقات الخارجية، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، أهمية وحدة مؤسسات الحكومة الانتقالية، وإصلاح القطاع العسكري والأمني، وعودة النوافذ التقليدية للبنوك.

ثم حيا رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، في كلمته أعضاء مجلس السيادة والوزراء وممثلي السلك الدبلوماسي ومجلس قوى الحرية والتغيير والشباب، وضيوف المؤتمر، مشيراً إلى بلوغ التدهور الاقتصادي ذروته مما يستلزم البحث عن العلاج داخلياً وخارجياً لمعرفة الأعراض وأس المشكلة بعيداً عن المسكنات، وأساس استراتيجية بعيدة المدى محددة الأهداف، آخذا في الاعتبار الفرص العديدة واجبة الاستغلال التي من شأنها إخراج البلاد من الأزمات، مواصلة الجهود لإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب لإعادة علاقات السودان الخارجية بما يعظم المصلحة الوطنية، وأكد رئيس مجلس السيادة أن توصيات المؤتمر ستجد طريقها إلى النفاذ.

المؤتمر استعرض أوراق ومحاور العمل التالية:

الرؤى والتحديات وأولويات التنمية لحكومة الفترة الانتقالية.

عمل لجنة الطوارئ الاقتصادية وملخص توصياتها قصيرة ومتوسطة المدى.

الانتقال إلى آفاق الإنتاج والتصدير وتوسيع فرص العمل، وذلك من خلال مناقشة توصيات (18) ورشة عمل عقدت حول قضايا الإنتاج والخدمات الإنتاجية.

السياسة المالية والتخطيط الاقتصادي خلال الفترة الانتقالية.

الدعم السلعي وبدائله.

السياسات النقدية والمصرفية وسياسات القطاع الخارجي.

الشباب والمسألة الاقتصادية بالتركيز على قضايا التشغيل والتدريب.

تخلل المؤتمر أنشطة مصاحبة، تمثلت في الآتي:

حوارات إعلامية.

معرض مصاحب.

أنشطة اجتماعية وثقافية.

ورش عمل نوعية.

ورشة عمل خاصة بالصناعات الدوائية.

ستقوم اللجنة المصغرة من اللجنة التحضيرية بالآتي:

إعداد التوصيات بصورة دقيقة ومحددة ووفقاً للمصفوفات المتعلقة بآليات التنفيذ وأطرها الزمنية.

متابعة تنفيذ التوصيات مع مجلس الوزراء بناءً على المصفوفات الموضوعة.

الخاتمـــــــة:

إذ يختتم المؤتمر أعماله، يسرنا أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير لفخامة الفريق أول ركن رئيس المجلس السيادي، لتشريفه لأعمال المؤتمر ومخاطبته الجلسة الافتتاحية، والشكر والتقدير للسيد رئيس مجلس الوزراء الانتقالي، لرعايته الكريمة للمؤتمر، ومتابعته اللصيقة لأعماله والشكر موصول لكل من: رؤساء الجلسات ومعدي ومقدمي الأوراق، ومبتدري النقاش والخبراء، والشكر والتقدير كذلك لقوى الحرية والتغيير وللجان المقاومة واللجنة التحضيرية ولجانها الفرعية، كما نتقدم بالشكر لمنظمي الورش القطاعية وللأجهزة الإعلامية والأمنية، ولأعضاء المؤتمر والمشاركين فيه، والشكر موصول لهيئة السكرتارية ولكل من أسهم بماله و جهده ووقته حتى بلغ هذا العمل غاياته.