ثقافة القبيلة (عادات وتقاليد)

عام
9.1K
0

مقدمة

يمتد السودان على مساحة واسعة ما بين جنوب مصر وحتى المناطق الاستوائية في وسط أفريقيا، مما أدى لوجود مختلف العرقيات والثقافات والأديان, لكن يشكل الإسلام الخلفية الثقافية لغالبية سكان السودان خاصة الأجزاء الوسطى والشمالية منه. فيما تتشكل ثقافة الجنوب وجنوب شرق وغرب السودان من الثقافات الأفريقية الخالصة وان مازجها الإسلام قليلا.

الثقافة القبلية واللغوية

ثؤثر الثقافة القبلية بشكل كبير على غالبية أهل السودان, ويتداخل العالم القبيلي في أغلب الممارسات اليومية والاجتماعية والزواج, بحيث يكون للخلفية القبلية الأولية في هذه العادات الاجتماعية. يزيدالاهتمام بالمسائل المتعلقة بالعادات القبلية في المجتمات الريفية, وكما تتوافق العادات والتقاليد بشكل كبير بين القبائل السودانية الشمالية الرئيسية: النوبة “حلفاويين ومحس وسكوت ودناقله” والشايقية والجعلية والشكرية وسكان أواسط السودان بالرغم من أن النوبة ليسوا عربا في الأساس, ويرجع ذلك للاختلاط الذي تم بين هذه القبائل على مر العصور.

الثقافة العربية الإسلامية

تفتخر أغلب قبائل اواسط وشمال السودان بإنتسابها للثقافة العربية الإسلامية، بينما يقل هذا الشعور في اقاصى البلاد مثل مناطق النيل الأزرق وأقصى غرب السودان وقطاعات من شمال السودان خصوصا المناطق التي لاتتحدث اللغة العربية والمصطلح السوداني لها هي(الرطانه) الا كلغة ثانية.

لكن الثقافة العربية والإسلامية تلعب دورا هاما ورئيسيا في العادات اليومية والأعراف والتقاليد التي لا تختلف كثيرا عن العادات السائدة في أغلب الدول العربية. كما كان السودان في اواخر القرن ال 19 مقصد طلاب العلوم الإسلامية لكثرة الشيوخ والخلاوى التي اشتهرت على مدى قرون بتحفيظ القرآن الكريم وعلومه، وتعد الثورة المهدية 1881 م -1898 م هي ذروة سنام الثقافة الإسلامية في السودان، الذي كان وقتها غنيا بالموارد خصوصا الزراعية والبشرية والحيوانية .

أثر نهر النيل في الثقافة السودانية

يمثل نهر النيل الرابط الحقيقي لغالبية قبائل السودان حيث يقطن غالبية أهل السودان حوض نهر النيل الذي يمتد من أقصى الجنوب لأقصى الشمال مضيفا لمسة ثقافية خاصة لكل قبيلة يمر بأرضها.فنجد الأغاني الشعبية التي تدور حو نهر النيل والفيضان ،و التي تعكس جزء أساسي من الثقافة السودانية

أهم التقاليد السودانية

تشتهر القبائل السودانية على اختلافها بالطبيعة المحافظة والتدين العام والذي يربط الفرد والمجتمع. ترتبط العادات والتقاليد السودانية بالمناسبات الدينية مثل شهر رمضان وعيد الاضحى وعيد الفطر وأيضا بالمناسبات الاجتماعية الخاصة مثل الزواج والمآتم.

تاريخيا انفرد السودانيين بعادة الشلوخ وهى علامات توضع على جانبى الوجه أو على الصدغ تختلف من قبيلة لأخرى فيما توجد نفس هذه الشلوخ في جنوب السودان لكنها توضع في الغالب في الجبهة. حاليا توقفت هذه العادة الا في القليل من البقاع الريفية النائية.ويعتقد بأن هذه العادة مرتبطة بتاريخ الرق القديم إذ تعتبر الشلوخ بعدم إمكانية اذالتها بمثابة اثبات انتماء حى لا يقبل خرقه. بمعنى انه إذا وقع أحد افراد القبيلة في الاسر يتعرف عليه الاخرين فورا ويهبون لنجدته.

نموذج للشلوخ

وتأخذ الشلوخ اشكالا مختلفة بأختلاف القبيلة، فمثلا عند الشايقية كانت ثلاث خطوط عرضية على جانبى الوجه، وعند بعض القبائل العربية كانت تبدو كحرف [H] وعند النوبيون ثلاث خطوط طولية [III] أو خطين في الصدغ وباقى القبائل تكون الشلوخ ذات خصائص ادق حيث توضع عند النوير بشكل خطوط عرضية تملأ الجبهة وعادة ما تكون خطوط رقيقة، وعند بعض فروع الدينكا يتم ملئ الوجه كاملا بدوائر صغيرة، وعند الشلك يتم عمل خط فوق الحاجبين من الدوائر البارزة.

رمضان

يبدا الاعداد لشهر رمضان في السودان قبل وقت مبكر، حيث يتم اعداد العديد من المشروبات التي لا توجد في أي بلد آخر غير السودان وهي شراب (الحلو مر – ويسمى أيضاً الأبريه) بالإضافة للمشروبات المعروفة في بعض الدول العربية الأخرى مثل الكركديه “العناب” والعرديب وهو ثمرة تشبه تمر هنديو التبلدي (القنقليز) أيضا تشتهر المائدة السودانية بأكلة العصيدة التي تختلف عن أنواع العصيدة المعروفة في بلاد الخليج العربي.

ومنذ تاريخ بعيد يعود للممالك الإسلامية في السودان اشتهر الناس بحب اشاعة الخير في شهر رمضان، وخصوصا التكفل بافطار الصائمين، لذلك تجد أغلب الناس في رمضان يفطرون في الشوارع (الضرا) ويؤدون صلاة المغرب في الشارع املا في مرور عابر سبيل أو مسكين، فيجبرونه على الأكل معهم، فيما اشتهرت بعض قرى ولاية الجزيرة بالتكفل بالباصات السفرية الكاملة التي يصادف مرورها وقت الآذان.

مع ملاحظة ان السودانيين لايفرقون عادة بين المارة في الشوارع فيكون منهم المسلمون والمسيحيون والوثنيون وحتى اللادينيين فبغض النظر عن دينهم يتم الأصرار عليهم على تناول الطعام أو على الاقل تذوقه.لأن الغرض الرئيسى هو التواصل والكرم واشاعة المحبة والتشارك.وذلك لنطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم (وفي كل كبد رطبة أجر). يمتاز السودان بالكثير من العادات والمعتقدات احداها (الرحمتات) هكذا تنطق بالعامية السودانية  وهي دمج بين كلمتي الرحمة تأتي وهو مصطلح يطلق على وجبة دسمة من الرز واللحم والعصائر تقدم للصغار في اخر جمعة من رمضان.الاعتقاد السائد ان هذه الصدقة اكثر قبولا بالذات في هذا التوقيت في اخر جمعة من رمضان.من التقاليد المصاحبة تقديم هذه العصائر في (قلة) وهي عبارة عن اناء فخاري أكبر قليلا من الكوب العادي، يصنع خصيصا لهذه المناسبة.