وزيرالعدل:العدالة الانتقالية شرط للتخلص من الاحتقان

الخرطوم (سونا )         قال وزير العدل مولانا نصرالدين عبد الباري إن العدالـة الانتقاليـة شـرط لازم للتخلــص مــن الاحتقــان الــذي يســكن قلوبنــا، ويعكــر صفــو حياتنــا، جــراء مــا أصابنــا مــن انتهــاكات الماضــي؛ لافتًا إلى أهمية التشاور حول مشــروع قانــون العدالــة الانتقاليــة الذي  يحــدد الأطــر المفاهيميــة والمؤسســية لعمليــة العدالــة الانتقاليــة التــي ترتبــط بتحقيــق العدالــة الشــاملة والســلام الاجتماعــي والاســتقرار السياســي والانتقــال الديمقراطــي الكامل.

 وأشار وزير العدل خلال مخاطبته الجلسـة التشـاورية الختاميـة حـول مشـروع قانون مفوضية العدالـة الانتقالية امس  إلى ضرورة حماية حقــوق الإنسان وبنــاء مســتقبل قائــم علــى التســامح والإحســاس بالأمــان؛ مشيرا إلى الحــالات التي تم فيها انتهــاك حقــوق الإنسان في الماضي .

وأوضح أن العدالــة الانتقاليــة شــرط لازم للتحــرر مــن مآســي الماضــي الناتجــة عــن انتهــاكات حقــوق الإنســان التــي ترتكــب فــي عهــود الحكــم .

وشدد عبدالباري؛ على ضرورة تحقيق العدالــة الانتقالية لبناء نظام ديمقراطي قابل للحياة والاستمرارية عبر الالتزامــات الدســتورية المســتمدة مــن الوثيقــة الدسـتورية والالتزامـات الثوريـة المسـتقاة مـن الشـعار الخالـد لثـورة ديسـمبر، حريـة سـلام وعدالـة.

ونبه عبدالباري؛ إلى أن أي عدالــة انتقاليــة ناجحــة وشــاملة يتوجــب عليهــا أن تشــمل المحاســبة والحقيقــة والمصالحــة وإصلاح المؤسســات العميقــة التــي تمنــع تكــرار الانتهــاكات التــي وقعــت فــي الســابق؛ موضحًا أن عمليــات العدالــة الانتقاليــة التــي تركــز علــى المصالحــة فقــط، لا يمكــن لها أن تنجــح؛ كما أن عمليــات العدالــة الانتقاليــة التــي تركــز علــى المحاســبة فقــط، أيضا لا يمكــن لها أن تنجح ؛ وقال إنـه مـن الأفضـل أن تؤسـس مفوضيـة العدالـة الانتقاليـة لقيـادة المشـاورات الأولـى حــول مفهــوم العدالــة الانتقاليــة وكيفيــة تحقيقهــا ومــن ثــم تتــم كتابــة القانــون.

 ودعا عبدالباري؛ إلى إجراء مشـاورات علـى أوسـع نطـاق ممكـن؛ لمعرفـة تصـورات الأفـراد والمجموعــات حول مفوضيـة العدالـة الانتقاليـة لقيـادة المشـاورات ؛ مشيدًا بتجارب عدد من دول العالم في هذا المجال، وأضاف قائلا: “وعلــى الرغــم مــن أنــه مــن المســتحيل اســتيعاب كل الــرؤى والتصـورات التـي تقـدم فـي هـذه المشـاورات إلا أنهـا تسـاهم فـي تحسـين القانـون ومعالجـة نقـاط القصـور فيـه، وهـذا مـا حـدث لمشـروع القانـون الـذي سـوف تـدار المناقشات حوله اليوم؛ إن العدالة حق، ومعرفة الحقيقة حق، وضمان عدم تكرار انتهاكات الماضي حق، هــذه هــي القناعــات والالتزامــات والأســس والمبــادىء التــى واجهتنــا؛ ونحــن نعمــل مـن أجـل إعـداد وإكمـال هـذا القانـون.