هيومان رايتس ووتش وسيناريو جديد للتصعيد في المنطقتين!!

الاخبار العالمية
401
0

هل كانت محض مصادفة أن تزامنت ادعاءات عمليات الاغتصاب في تابت مع انعقاد جولة مفاوضات الحكومة السودانية مع قطاع الشمال والتي انفضت قبل أيام بلا أفق واضح، والجولة الأولى مع مسلحي دارفور التي تلت انفضاض التفاوض بين القطاع والحكومة؟ لأول وهلة قد يبدو الأمر محض مصادفة على الرغم من أن تجربة السودان المريرة مع أحابيل بعض القوى الدولية المعادية له من المستحيل تماماً أن تترك فيها هذه القوى الدولية المعادية شيئاً للمصادفات، ولكن بالتمعن في بعض المعطيات والوقائع المحيطة بالأحداث فإن الأمر يبدو مختلفاً تماماً. ففي مطلع نوفمبر الماضي وعلى وجه الخصوص في السابع منه كانت منظمة هيومان رايتس ووتش تستعد للقيام بدورها بالتزامن مع عملية التفاوض في أديس أبابا. هيومان رايتس عقدت اجتماعاً وصفته على لسان بعض مسؤوليها بأنه بالغ الأهمية اختارت له – بغرض التمويه – معسكراً للنازحين وفي وضح النهار حتى لا يثير اهتمام أحد، ودعت له – على عجل – مسئول الشؤون الإنسانية بقطاع الشمال يونس الإحيمر وسرعان ما انضم إلى الإجتماع اثنين من الأجانب أحدهما أمريكي والأخرى بريطانية. الإجتماع ناقش باستفاضة بدت مقصودة لذاتها أوضاع النازحين واللاجئين في المنطقتين وكيفية الاستفادة من هذه الأوضاع في تأجيج الموقف الدولي ضد السودان وكأمر طبيعي ومتوقع في مثل هذه الإجتماعات فقد جرى رسم خطة تحرك تكتيكية لتتزامن مع المفاوضات كان أبرزها أن تجري عملية إحياء وإحماء لقضية السودان مع محكمة الجنايات الدولية وبرز مقترح نال موافقة الحاضرين بسرعة يتمثل في الحصول على (متطوعين) سواءً كانوا أسراً أو أفراد “يفضل فتيات” يبادرون بإطلاق مزاعم وإدعاءات خاصة بانتهاكات وقعت بحقهن في منطقتي النيل الأزرق وكردفان.

جرى التركيز على مزاعم اغتصاب وجرائم وتبلور تقترح بأن يتم طباعة كتاب اختير له عنوان (حياتهن)، هكذا رأى المجتمعون، يحتوي على إفادات ومزاعم تعرضهن لانتهاكات على أعراضهن من قبل الجيش السوداني ومضى المقترح الذي يبدو أنه نال استحسان المجتمعين ليصل إلى ذروته بترجمة الكتاب 0 عقب الفراغ من مسوداته – إلى خمسة لغات حية منها الفرنسية والألمانية والهولندية والسويدية والنرويجية، وبالطبع يتم توزيع نسخ على نطاق واسع دولياً لكل المنظمات الدولية والإقليمية. المقترح حتى هذه اللحظة قيد المدارسة والتشاور، ولكن بعض الناشطين في القطاع وبمعاونة ناشطين في منظمات طوعية غربية شرعوا بالفعل في استجلاب بعض الفتيات وتلقينهن طريقة رواية القصة وعناصر القصة المحورية المهمة والتي تركز على الفرار من جحيم القصف وتصوير الأمر باعتباره (قصف حكومي) واسع النطاق بالطائرات والبراميل الفارغة ووقوع بعض الفارين (من الفتيات) في يد مغتصبين من جنود الجيش السوداني!

ولعل الملفت في الموضوع أن الفكرة فيما يبدو قد راقت لبعض مسئولي ووتش لتعميمها على إقليم دارفور، إذ أن بعض الناشطين في بعض المنظمات في دارفور سارعوا وعلى الفور بإطلاق الادعاءات التي طالت منطقة تابت إلى الجنوب الغربي من مدينة الفاشر، كما نجح هؤلاء في إيصال المزاعم إلى راديو دبنقا الذي يبث من هولندا كما هو معروف!! الأمر إذن بالغ الوضوح، مجرد فكرة سوداء تبلورت في أذهان مسئولي ووتش بدافع خلق مواجهة جديدة مع الخرطوم ولإسناد ظهر قطاع الشمال في مفاوضات أديس أفضت إلى هذا الحراك الكبير، ولكن ولسوء الحظ فإن إحباط محاولة “تابت” يبدو أنها ألقت بظلال سالبة على مجمل الفكرة ولكن رغماً عن ذلك فقد جرت عملية تدوين لإفادات الفتيات والتي عكف فريق متخصص على إحكام صياغتها توطئة للدفع بها إلى المطبعة! وهكذا هو حال هذا البلد لن يكف أعدائه عن معاداته وضربه ببنيه وبإستمرار!!

نقلاً عن سودان سفاري