نص كلمة وزيرالدفاع في إفتتاح الصالةالرئاسيةبالمتحف العسكري

يقول تعالي في محكم تنزيله ( وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)  والحمد لله القائل ( وأما بنعمة ربك فحدث )

                                   صدق الله العظيم

الإخوة رفقاء الدرب والسلاح ..

 تأتي إحتفالات القوات المسلحة بعيد جيشها الوطني لهذا العام متزامنة مع مولد المصطفي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم والقوات المسلحة دائماً في مثل هذه المناسبة العظيمة تؤكد الوعد والعزم لشعبها ، بأنها باقية ” وعصية ” على أعدائها ، تزود عن حياض الوطن ووحدة نطاقه الجغرافي وسلامة مواطنيه بمهنية واحترافيه عالية تدفع عن الوطن عاديات الزمن ، وتدافع عن مكتسبات شعبها الصابر الذي يرى فيها الأمن من الخوف والعبور بالوطن الحبيب إلى بر الأمان .

 بالأمس وفي مهرجان الأبداع العسكري شاهدنا تطور الإبداع وتجدد العطاء اللامحدود في القوات المسلحة ، الذي عكس أصالة ونبل أفرادها وعظمة قادتها على إمتداد تاريخها الناصع الطويل فالقوات المسلحة ظلت تقدم دوماً فرساناً للسيف والقلم فالتحية لكم وعبركم لكل أفراد القوات المسلحة المنتشرين في ربوع الوطن الكبير.

    والتحية والتجلة للرعيل الأول ولقدامى المحاربين الذين ورثنا منهم هذا التاريخ التليد .

السيد رئيس مجلس السيادة القائد العام .

الحضور الكريم ..

    اليوم إنطلقت فعالية أخرى للقوات المسلحة تجسد الإبداع في نسخته المصورة والمجسده والموثقة إفتتاح الصالة الرئاسية لعظماء القادة العسكريون والمعرض المصاحب لوحدات القوات المسلحة وقوات الدعم السريع حيث درجت إدارة المتاحف والمعارض والتاريخ العسكري على التوثيق لتاريخ القوات المسلحة جمعت فيه بصمة الإرث الحربي من كل الوحدات وكان الإنجاز إنشاء دار الوثائق الحربية التي حوت جميع الوثائق والمخطوطات الحربية ، ويعتبر هذا الإنجاز فخراً للقوات المسلحة السودانية .

الأخوة الكرام ..

    ما شاهدناه اليوم في المعارض العسكرية لهذا العام يعد تظاهرة كبيرة شملت الإبداع في العرض الفني العسكري مما يعضد التلاحم والتنافس الشريف ويُزكِي روح الوطنية والتي نأمل في أن تعكس إعلامياً ليعلم المتشككون أن العمل العسكري ميدان للتلاقي في شتى ضروب الفن والإبداع والثقافة وهذه القوات المسلحة وقوات الدعم السريع تزخر في مكوناتها بكل ألوان الطيف من القبائل السودانية وتستفيد من هذا التنوع في خلق ثقافة سودانية خالصةٌ وفريدة .

    والقوات المسلحة رغم مهامها وواجباتها في ميادين القتال والدفاع عن الوطن إلا أنها لم تغب يوماً عن ميادين الإبداع والعطاء الفكري والأدبي . ومثل هذا المعارض والمهرجانات تنمي قدرات المبدعين في الوحدات العسكرية من الضباط والأفراد وتنمي روح الجماعة وإشاعة حب الوحدة وتشجيع المواهب الثقافية العسكرية إزكاءاً لروح التنافس بين الوحدات .

    وبهذا الإنجاز الكبير لإدارة المتاحف والمعارض في عيد القوات المسلحة لهذا العام وقفنا على خطوات التحديث وروعة الإبتكار والتطوير ، ومما زاد هذا العمل ألقاً مشاركة قوات الدعم السريع في منافسات هذا العام ، وهي مشاركة نوعية أضافت بعداً جديداً للتنافس الإبداعي بالجيش السوداني إستكمالاً لمشاركتها وجهدها الإنساني وجهدها المقدر في تأمين وحماية البلاد ، وهذه المشاركة عكست اللُحمة الوطنية القوية والتي إستهدفها المتربصون ، والقوات المسلحة وقوات الدعم السريع تعمل في تناغم تام وهي الداعمة والضامنة للسلام والتحول السياسي الجديد ، وهي في ذات الوقت تتخذ الحيطة والحذر من المخاطر والمهددات الداخلية والخارجية وتقوم بدورها كاملاً وتؤكد للملأ أنها قادرة على حماية حدود الوطن وثغوره الممتدة على أرضه الطاهرة وأنها سائرة في الدرب تدريباً وتأهيلاً وتطوراً في التنظيم والتسليح .

الأخوة الكرام

    التهنئة لكل الوحدات المشاركة في معرض هذا العام وقد أكدتم أن القوات المسلحة إستفادت من تاريخها العسكري الحافل في تطورها وتزخر بقدرات عظيمة ومسئولية وطنية تجاه الوطن وأمنه وإستقراره والزود عنه ، والشكر والتقدير لإدارة المتاحف والمعارض والتاريخ العسكري على إنجاز الصالة الرئاسية الفخيمة فهي إضافة حقيقة لمكتبة التاريخ العسكري ولإدارة الوثائق الحربية ، نأمل أن يتسع هذه التوثيق ليشمل عظماء القوات المسلحة السودانية ضباطاً كانوا أو أفراد .

    الشكر للسيد رئيس هيئة الأركان ونوابه لإشرافهم ورعايتهم لإحتفالات القوات المسلحة هذا العام .

    الشكر لأعضاء اللجنة التي أشرفت على هذا العمل الرائع وأنجزته بالصورة المشرفة ولكل مؤسسة ساهمت في إنجاز هذه الصالة .

    الشكر أيضاً للوحدات العسكرية وقوات الدعم السريع المشاركين في المعرض العسكري هذا العام فليس بينكم اليوم فائز أو خاسر فجميعكم اليوم فائزون .

    الشكر لكل القادة في كافة المستويات ولقدامى المحاربين الذين ورثنا منهم هذه الأعمال الجليلة . وللمكرمين اليوم بواسطة جامعة كرري على جهودهم العظيمة في إدامة المكتبة الحربية السودانية بجليل الأعمال والأفعال الوطنية .

    مرة أخرى نشيد بالجهد الذي بذل في إدارة المتاحف واللجنة المنظمة حيث خرج هذا اليوم بصورة لافتة تليق برجال القوات المسلحة وتعبر عن التطور الذي حدث عبر تاريخها وأن المشاركة شكلت دافعاً معنوياً للإستقرار وتعزيز الأمن بالبلاد كما جسدت الروح العسكرية المنضبطة في أسمى معانيها .

ختاماً نجدد العزم أننا ماضون قدماً من خلال المعطيات التي ظلت تقدمها القوات المسلحة وفق سياسيات التطوير والتحديث للسيد القائد العام للقوات المسلحة .

    الجنة والخلود لشهدائنا الأماجد وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين مع الدعاء بأن يعم الأمن والإستقرار ربوع الوطن الحبيب.

        والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته