نص خطاب السيد رئيس الجمهورية في الجلسة الافتتاحية لدورة الانعقاد الثاني للهيئة التشريعية القومية

الأخبار السياسية
491
0

الخرطوم  (سونا) – فيما يلي تورد (سونا) نص خطـاب السـيد / رئيس الجمهــــــــــورية المشير عمر البشير الذي ألقاها صباح اليوم في الجلسة الافتتاحية لدورة الانعقاد الثانية:
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي الصادق الأمين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهدية إلى يوم الدين.
الأخ / رئيس الهيئة التشريعية ….
الأخــوات والإخـــوة الأعضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء ….
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخاطبكم أيها الإخوة الكرام في مفتتح أعمال هيئتكم التشريعية الموقرة ، ونحن نتفيأ ظلال هذه الأشهر الحرم المباركة وقد تجاوزت بلادنا الكثير من العثرات والعقبات التي ما انفكت توضع في سبيل مسيرتنا القاصدة إلى الله تعالي ، مستلهمين من صمود أمتنا ووعى شعبنا صدق العزم ، ومن الله تعالي نستمد الطاقة والثقة ببلوغ الأهداف وتحقيق الغايات التي تجعل من بلادنا أنموذجاً يحتذي في الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، المؤسس على روح التوافق والتواءُم والسلام.
فلقد تابعتم أيها الإخوة والأخوات ، بل وشاركتم في فعاليات الحوار السياسي الذي التزمنا به منهجاً للتراضي الوطني ، والحوار المجتمعي الذي يفسح المجال أمام كل مكونات هذا المجتمع للمشاركة الفاعلة لرسم مستقبل السودان ، وإننا لنؤكد مجدداً التزامنا الكامل بالحوار وسيلةً ، وبما يفضي إليه من نتائج برنامجاً لدعم التنمية الشاملة ببلادنا ، إذ هو نهجٌ يأتي متسقاً مع ما قطعناه من أشواطٍ مشهودةٍ في سبيل إرساء دعائم السلام الذي تتصل بشرياته في وطننا الكبير ، وفق مزيد من الرؤى مضت تنتظم الاتفاقات الناجحة التي ترسخ من دعائم السلم في دارفور ، إذ جرى تمديد اتفاق الدوحة بآلياته الفاعلة عاماً آخر ، سوف يشهد مزيداً من مشاريع التنمية وبث الأمن ، بحول الله ، ليعود النازحون إلى قراهم ويزاولوا نشاطهم المعهود ، في ما تسير الترتيبات سيراً حسناً لإنجاز الاستفتاء الذي سينتظم كل ولايات دارفور خلال شهر أبريل 2016، ليرسى دعائم المستقبل المتسم بالممارسة السياسية الراشدة في هذا الإقليم الحبيب.
ومن بشريات السلام أيضاً أن تتكامل الجهود هذا العام والذي يليه لتستفيد نحو 600 ألف أسرة في شرقنا الحبيب من خدمات الكهرباء للمرة الأولى عبر إنفاذ برامج صندوق إعادة تنمية وإعمار الشرق .
يأتي كل ذلك – أيها الإخوة والأخوات – تعبيراً عن رؤية إستراتيجية واضحة في مجال السلام نسعى لرفدها وتعزيزها بمخرجات الحوار الوطني ، ونحن لا نتحرك في طلب السلام من منطلق ضعفٍ أو إملاء من أحد ، فالأوضاع الميدانية قبل إعلان وقف العدائيات كانت في أفضل أحوالها بعد أن أفلحت قواتكم المسلحة المسنودة بالقوات النظامية الأخرى في تحجيم الأعمال العدائية للحركات المسلحة ومحاصرتها في جيوب ضيقة ، وربما كانت تلكم إحدى الوسائل في ترجيح ميزان السلام على الحرب . وإننا لنتطلّع في خطتنا للعام القادم إلى بسط سلطان الدولة بسطاً شاملاً ونهائياً في كافة أجزاء البلاد وحماية الحدود ، من خلال زيادة كفاءة قواتنا ، تدريباً وتأهيلاً ، ومن خلال توطين الصناعات الحربية وتطويرها لخدمة الأغراض العسكرية والمدنية ، إذ يظل همّ حماية المواطنين : دمائهم وأموالهم وأعراضهم ، أولويةً تسعى الدولة إلى تحقيق أهدافها عبر كل السبل ، سواء بتحقيق الانتشار الشرطي الكامل ، أو بتطوير الخدمات الشرطية التي تقدم للجمهور ، من خلال إنشاء مجمعات خدمية متكاملة ومتطورة.

الإخــوة والأخــوات الكــرام ….

إن مسيرة الإصلاح التي امتدت لتعم كل أرجاء بلادنا قد بدأت بالإصلاح التشريعي ، فهناك أكثر من ستين قانوناً سوف تُسنّ أو تعدل خلال الأسابيع القادمة ، منها ما يزيد من فاعلية الأجهزة العدلية ، ومنها ما ييسر من إجراءات التقاضي ، ومنها ما يضع الأحكام الرادعة في جرائم مستحدثة عبرت إلينا من خارج الحدود ، كما مضي الإصلاح خطوةً مشهودةً من خلال المتابعة والمراجعة اللصيقتين في عددٍ من المؤسسات ، للتعزيز والتكميل ، وفى هذا الإطار جاء القرار بإنشاء مفوضية مكافحة الفساد ، وسوف تتواصل الجهود في إصلاح المؤسسات والتشريعات لتحقيق النزاهة والشفافية من خلال وسائل متعددة ، وبخاصة المعاملات الالكترونية المالية التي تيسر أداء الخدمات وتضمن سرعتها وكفاءتها ونزاهتها .
وعلى ذات النهج من التحسين والتجويد ، فإننا ننظر إلى نهج الحكم اللآمركزى في بلادنا باعتباره الأسلوب الأمثل للحكم فيها ، مع اتساع رقعتها وترامى أطرافها ، فمن خلال هذا النهج انتقلت كل السلطات الخاصة بالتنمية والخدمات للولايات ، وعبره صار المواطن يحدد خياراته في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية . ورغم نضوج التجربة الوطنية لأمتنا ، فإن البحث الدائم والمستند إلى البحث العلمي لتطوير هذه التجربة ، سيظل واجباً مستمراً نوليه العناية الفائقة والرعاية الكاملة لتحسين هذا الجهد البشري حتى يبلغ غاياته ويحقق الرضا المجتمعي المنشود داخل حدود الوطن.
أما الشأن الخارجي المؤسس على المصالح الوطنية العليا ، فإن خطة الرشد فيه أن نظل معتصمين بسياستنا الداعية إلى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ، واحترام خيارات الشعوب ، ونعمل لذلك جاهدين عبر تطوير وتوثيق علاقات السودان مع دول الجوار ، حفاظاً على وشائج القربى والأخوة وصوناً لأمننا الإقليمي ، وسيظل موقفنا في هذا المقام من قضية فلسطين موقفاً ناطقاً بالثبات ومناصرة الحقوق العادلة في استعادة الأرض والحد من الاستيطان وبخاصة المسجد الأقصى الذي يشهد مؤامرة التقسيم ، حيث يصعد الاحتلال من عملياته القمعية ضد الشعب الفلسطيني المطالب بحقوقه الشرعية.
كذلك سوف تمضى سياستنا الخارجية في تعزيز الشراكات الإستراتيجية مع بعض الدول الصديقة وفى مقدمتها الصين وروسيا وتركيا والهند ، في ما نسعى لتواصل الحوار مع أوربا وأمريكا لحل القضايا العالقة ، وأهمها العقوبات الاقتصادية الأحادية المفروضة على السودان وإعفاء الديون ، وفك المساعدات التنموية المستحقة للسودان ، مستفيدين من كل قنوات التواصل الثنائي والإقليمي لإقامة شراكات إستراتيجية تخدم مصالح جميع الأطراف.
الإخـــــوة والأخـــــوات الكــــرام ….
إن إعلامنا الوطني يتحمل مسؤولية كبري تجاه أمته ، بنشر ثقافة السلام وتمتين النسيج الاجتماعي والدعوة إلى التعايش المجتمعي بوعي وإدراك عميقين ، وبما يعين على تجاوز الكثير من الممارسات السالبة التي عمقت جراح الوطن ، وأوقدت نار الفتنة بين أبنائه ، تحت دعاوى التهميش وتعميق الإحساس بالغبن وإثارة التعصب القبلي والجهوي ، والكراهية الاثنية مما سبب المعاناة في أطراف كثيرة من البلاد.
إن حرية الصحافة والإعلام ، مبدأ مهم ولكن حرية الصحافة تأتى مقترنةً مع مسئوليتها ، فإن مع الحرية يترافق استشعار المسئولية ، ونؤكد سعينا المستمر لتقوية نطاق البث الإذاعي والتلفزيوني ودعم الصحافة المطبوعة بيد أننا نطالب الإعلام ، في كل وسائطه المرئية والمسموعة والمقروءة ، بالعمل الجاد على دفع عجلة الوحدة الوطنية وتمتين جدار السلام ودعم برامج تزكية المجتمع بالقيم الإيجابية الفاضلة.

الإخـــــوة والأخـــــوات الكــــرام ….

لقد بدأت جهود الإصلاح في الشأن الاقتصادي تؤتي ثمارها ، فقد كان مشروع التحصيل الإلكتروني عملاً كبيراً ، بدأ يساعد على بسط ولاية وزارة المالية على المال العام وأتاح منفذاً واسعاً لمبدأ الشفافية ، وسد كل منافذ التعدي وأخذ أموال الناس بغير حق ، وسيشهد العام القادم بإذن الله عملاً متصلاً لزيادة الإيرادات ، وخفض وترشيد المصروفات ، بما يحقق التوازن الداخلي المطلوب ، كما نعمل جاهدين لزيادة الصادرات وتقليل الواردات ، ولمعالجة العجز في ميزان المدفوعات والمحافظة علي سعر العملة الوطنية ، ونأمل أن يقوم القطاع الخاص بدور أكبر في المرحلة القادمة وذلك بدعم ومساندة من الحكومة للاستفادة من نوافذ التمويل الخارجي ، بغرض زيادة الإنتاج الذي يعين على تنمية الصادرات غير البترولية ويزيد من تنافسيتها للنفاذ للأسواق الخارجية ، خاصة الصادرات الصناعية والمعادن المصنعة وصادرات التصنيع الزراعي والحيواني .
وفضلاً على ذلك سوف يستمر التوسع في الشراكات الإستراتيجية المرتبطة بتكامل الإنتاج لتحقيق الاستخدام الأمثل للمساحات الزراعية لإنتاج مليون و 300 ألف طن من القمح وأكثر من سبعة ملايين طن من الذرة وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب الزيتية .
وتوافقاً مع الاتجاه العام لتطوير الإنتاج والإنتاجية وإحلال الواردات ، تهدف خطة العام 2016 إلى تحقيق طفرة حقيقية في الإنتاج الحيواني من خلال تشييد مزيد من البنيات الأساسية ، لتطوير إنتاج الثروة الحيوانية بمزيد من دعم تمويل المشروعات ذات العائد والأثر السريع للشرائح الضعيفة ، وتطوير مهارات المجتمع الرعوي ، ودمج هذا القطاع في سوق العمل بشكل مؤسسي وفعّال.
وفي ذات السياق ، يبقي القطاع الصناعي إحدى ركائز التنمية الأساسية ، وهو الداعم الرئيس للنهضة الزراعية ، ولذلك نوليه اهتماماً يناسب أثره الاقتصادي ، بالسعي إلى تشغيل كل الطاقات المتعطلة ، والاستمرار في توطين الصناعات الهندسية ، واستغلال الطاقات القصوى لإنتاج السكر والدقيق والزيوت النباتية لبلوغ مرحلة الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي لبلادنا.
ويعتبر استقرار ومواصلة زيادة معدلات إنتاج النفط الخام ، من أهم الأهداف التي نسعى لتحقيقها خلال العام المقبل ، إذ تهدف الخطة إلى استكشاف وإنتاج الغاز الطبيعي بمختلف أنواعه وتأمين انسياب وتوفير الإمدادات النفطية لمقابلة الطلب المحلي.
وتتضمن خطة استغلال مشروعات باطن الأرض ، تنويع إنتاج المعادن وتوطين صناعتها في السودان ، وإيقاف تصدير الخام ، مع إدخال نشاط التعدين التقليدي في الدورة الاقتصادية الكلية بما يعين على تنمية المجتمعات المحلية ، آخذين في الاعتبار إستراتيجية المحافظة على البيئة واستدامة التنمية.

الإخــوة والأخــوات الكــرام ….

تكاملاً مع الجهد في القطاعين الزراعي والصناعي فإن خطة الدولة فيما يلي الموارد المائية والكهرباء تهدف إلى تعظيم الاستخدام الأمثل للمياه ، وذلك بدراسة إمكانات الخزانات الجوفية والاستفادة منها في توفير مياه الري والشرب ، لسد النقص في المياه ببعض المناطق في السودان ، ورفع نصيب الفرد إلي 23 لتراً في اليوم بالريف ، و100 لتر في اليوم بالحضر.
كما تهدف الخطة إلى توفير واستقرار الإمداد الكهربائي ، بإضافة مولدات غازية بقدرة 300 ميغاواط ، ورفع الجاهزية للمحطات الحرارية من 900 ميغاواط إلى 1350 ميغاواط ، والسعي لإضافة 1500 ميغاواط من محطة غازية في البحر الأحمر.
ولأهمية قطاع النقل وأثره الممتد إلى كل قطاعات الإنتاج والاستهلاك ، فإننا نوليه إهتماماً خاصاً ، وقد شهدت الأسابيع الماضية – كما ستشهد الفترة المقبلة – سعياً وتنسيقاً مع بعض الدول الشقيقة لإطلاق قدرات هذا القطاع ودعمه بإمكانات إضافية تزيد من سعة النقل البحري والجوي والحديدي.
الإخـــوة والأخـوات الكــرام ….
يظل الإنسان السوداني وترقية حياته فكراً وعلماً ، وتعزيز قدراته الإبداعية ، هدفاً سامياً توليه الدولة العناية والاهتمام المستحق ، وتهدف خطة العام المقبل إلى إتاحة فرص التعليم للجميع سعياً نحو تحقيق التوازن بين الولايات ، مع إصلاح وتطوير المناهج : أهدافاً ومحتوىً ووسائل ، وذلك لمواكبة المستجدات وتلبية حاجات الدارسين ، والعناية بالمعلم اختياراً وتأهيلاً وتدريباً وتحسيناً لوضعه.
ولعله لا يغيب عنكم الجهد المتصل في مجال محو الأمية ، الذي توّجه قرارنا الرئاسي القاضي بإنفاذ المشروع القومي لمحو الأمية وإزالتها كلياً عن بلادنا خلال السنوات الخمس المقبلة ، ليغدو السودان قطراً بلا أمية ، وهو مشروعٌ سوف يشهد العام المقبل – بمشيئة الله – اكتمال آلياته وشروعها في تنفيذ موجبات هذا المشروع الكبير.
وتتجه الجهود في حقل التعليم العالي إلى استكمال البنيات التحتية لمؤسساته ، ورفدها بالأجهزة والمعدات والمعامل ، وتعويض الفاقد من هجرة العقول عن طريق الاهتمام الكبير بتحسين أوضاع هيئة التدريس ، وإيجاد فرص التأهيل والتدريب ، كما نجدُّ في إيجاد مصادر تمويل مستدامة للبحث العلمي وتطبيق التقانات الحديثة في التعليم.
ولسوف يشهد العام المقبل نقلة نوعية في تطوير وتنظيم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في السودان ، بتطوير صناعة المعلوماتية وتحقيق النفاذ الشامل للخدمات بالجودة المطلوبة ، وذلك من خلال تشجيع الصناعة الوطنية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، والتوسع في تطبيقات الحكومة الإلكترونية ، وتقديم خدماتها على مستوى المراكز والولايات والمحليات.

الإخـــوة والأخـوات الكـــرام ….

لما كانت الثقافة واحدة من أهم مقومات الوحدة الوطنية ، وأداة ناجعة في تحقيق تجانس المجتمع ، فقد أولتها الدولة مقاماً بارزاً في سلّم أولوياتها ومحاور اهتمامها ودعمها ، لتنهض بوظيفتها الخلاقة في شحذ قيم العمل والإبداع في كل قطاعات العمل التنفيذي ، ولتسهم في ترسيخ التنمية القومية على هدى من روح التوافق والإخاء بين مكونات المجتمع السوداني ، مع إبراز الوجه الحضاري للسودان وتأكيد مساهمته في رفد الحضارة الإنسانية بإسهامات أصيلة نابعة من قيم هذا الشعب وذخائره الثقافية.
وتكاملاً مع هذه الأدوار فإن خطتنا للعام المقبل تهدف إلى تعزيز جهود الدعوة الإسلامية وبثّ القيم السامية في نفوس المواطن وتقوية دور التربية الروحية في بناء المجتمع الصالح ، وبث الطمأنينة والصفاء النفسي ، وإشاعة قيم الحوار والتواصل بين الجماعات والطوائف المختلفة تحقيقاً للتعاون ، وتقوية لأواصر الوحدة في إطار التنوع.
أما في الشأن الاجتماعي فإن الحكومة تعمل علي تفعيل سياسات وآليات الدعم الاجتماعي المباشر للفقراء ، بالتوسع في البرامج الهادفة إلي تخفيف حدة الفقر عبر التدخلات المطلوبة ، مع التوسع في موارد جباية الزكاة ، بما يحقق زيادة نسبة الصرف علي مصرف الفقراء والمساكين ، وتوجيه خدمة التمويل الأصغر للقطاعات المنتجة والقطاعات المساعدة للإنتاج ، وتقوية آليات حماية الأسرة والطفولة.
كما نتطلّع إلى تعزيز ضمان تمتع المواطنين جميعاً بالصحة من خلال تحسين صحة الأمهات والأطفال، ومكافحة الأوبئة والأمراض السارية، وتعزيز حصول المواطنين على الأدوية واللقاحات الجيدة والفعالة والميسورة التكلفة، مع بناء وتعزيز القدرات الوطنية للاستعداد والاستجابة للطوارئ الصحية.

الإخــوة والأخــوات الكـــرام ….

إن إصلاح أجهزة الدولة يبدأ بتنمية وتطوير الخدمة المدنية ، كفاءةً وفعالية وامتيازاً ، وتحديث نظم الاختيار وتقوية معايير الترقي في الوظيفة العامة ، وصولاً إلى نظام عمل مؤسس على الكفاءة والحيدة والنزاهة والشفافية والمحاسبة ، مع تعميق قواعد التربية الوطنية لتجاوز السلوكيات الاجتماعية المقعدة عن الإنتاج ، وإعلاء قيم العمل المنتج ، والاستغلال الأمثل للوقت.
ونسعى في ذلك إلى تأمين عدالة ظروف وشروط الاستخدام واستحقاقات ما بعد الخدمة لتتناسب مع المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية.
وسوف يشهد العام المقبل بإذن الله مراجعة شاملة للقوانين والسياسات والإجراءات التي تعين على إجراء إصلاح التقانة بغرض تسهيل أداء الأعمال وتيسير تقديم الخدمات للمواطنين وفق معايير تتميز بالكفاءة والجودة والامتياز.
إن ذلك يستوجب تنفيذ برنامج شامل لتنمية الموارد البشرية ، حيث نتطلّع إلى تنفيذ خطة شاملة لتنمية قدرات الموارد البشرية تأهيلاً وتدريباً بما يزيد من إنتاجية الفرد ، ويطلق قدراته الإبداعية لتحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية التي يحظى فيها قطاع الشباب والرياضة باهتمام خاص ، إذ تهدف الخطة إلى تعزيز المشاركة المجتمعية للشباب من خلال رعاية الإبداع الشبابي والرياضي ، بما يعين على تمكينهم من المهارات التي تحقق برامج تنمية تسهم في الحد من الفقر ، وتحد من الآثار الناتجة عن انتشار الظواهر السالبة في المجتمع ، إيماناً منّا بأن الشباب هو نصف الحاضر ، ولكنه كل المستقبل.

الإخــوة والأخـــوات الكــرام ….

هذه خطوط عريضة لأبرز سمات خطة الجهاز التنفيذي للعام 2016 ، وستجدون في تقارير السادة الوزراء كل التفاصيل التي تعينكم على الاطلاع وبشكل كامل على محتوى الخطة.
أسال الله تعالي أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير أمتنا، وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم، إنه ولي ذلك وهو القادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته ،،،