نص خطاب السيد رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى (61) للإستقلال

الأخبار السياسية
553
0

 

نص خطاب رئيس الجمهورية المشير عمر البشير للشعب السوداني بمناسبة الذكرى (61) للاستقلال مساء اليوم بالقصر الجمهوري.

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : (والذين إسْتَجَابُوا لِرَبِهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) صَدَقَ اللهُ العَظِيمُ .
والحمدُ للهِ الذي قَـدَّرَ فَهَــدَى والصَّـــلاةُ والسَّـــلامُ عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَــى وَعَلَـــى آلِهِ وصَحْبِــهِ ومَن دَعَـا بِدَعْوَتِهِ وسَارَ على نَهْجِهِ واقْتَدَى بِهِ، والسَّلامُ علَى الأَنْبِيَاءِ والمُرْسـَـلِين.
شَعْبَنَا الأَبِيُّ العَزِيز
الحُضُورُالكَرِيمُ
أُحَيِيكُم في ذِكْرَى اسْتِقْلالِنا المَجِيد تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَة ….السَّلامُ عليْكُم ورَحْمةُ اللهِ وبَرَكَاتُه…. وأرْجَو أنْ أُرَحِّبَ بِكُمْ في أُمْسِيَةِ يَوْمٍ مَجِيدٍ مِنْ تَارِيخِنَا نحتفل فِيهِ بِذِكْرَى نَيْل بِلادِنا اسْتِقَلالَها ونُهَنِئُ في هَذِهِ الذكرى أَبْنَاءَ شَعْبِنَا ونَفْتَخِرُ فيه بِجُهْدِ آبَائِنَا مِن الرَّعِيلِ الأول الذين أخْلَصُوا النَّوايَا وصَدَّقُوهَا بِالعَمل حتى نالوا شرف رفعِ عَلَمِنا الوطنِي عالياً بيْن الأممِ في مشهدٍ تَجَسَدت فيه الإرادةُ الجَمْعِيَّة للمُجتمعِ وتوحَدت فيه عزيمةُ القُوَى السياسيةِ حتى تحققَ المرادُ لِيَحكمَ شعبُنا نفسَه بِنفسهِ دون وِصَايةٍ أو تغَوُّلٍ من أحد.
إنَّ اسْتقلالَنا ما كان لَهُ أن يتحققَ لولا أنْ تَبَلْوَرَت الإرادةُ الوطنيةُ المشتركةُ في ائْتِلافٍ وطَنِيٍّ تَرْجَم عن حقٍ عَزِيمةً شَعبِيَّة بائنة اسْتَجْمَعَتْ قُواهَا وتضَافَرت جُهُودُها لِنَيْل الاسْتقلالِ بِإجْماعِ كُلِّ القُوَى الوطنيةِ في مَشهدٍ سَيظلُ مَعْلماً في تاريخِنا وتأكيداً علَى أنَّ الاجْماعَ في قضايا الوطنِ الكبرى هو شيمة شعبِنا وقواه الفاعلة .
أبناءُ شعبِنا الأَبِيُّ الكريم
الحُضورُ الكريم
لقد جاءت وقفتُنا أَمَامَ شَعبَنا في ذكرى الاستقلالِ في يناير 2014م بدايةً لإطلاقِ مَشروعٍ وطنيٍّ لإصلاحِ الحَياةِ العامة في بلادِنا فجاء “مشروعُ الوثبةِ “نَتَاجاً لِتقويم عِلْمِي ومَنْهَجِي لِمَسِيرةِ العمل الوطني استهدفْنا منه تضافُرَ الجُهودِ الوطنيةِ كافةً وتَكَامُلَهَا لِوضعِ البلادِ في المَسَارِ المَطلوب ، فَبِلادُنا رغم أنها ظلت مُثقلةً بِحِصارٍ ظَالمٍ ووَاجَهتْها جملةُ تحدياتٍ داخليةٍ جَرَّاءَ فُقدانِ مَواردَ مُقدرةٍ بِانْفِصالِ الجنوبِ فضلاً عن الآثارِ السالبةِ للازْمةِ متعددة الجوانب التي ظلت تَضْرِبُ الاقْتِصادَ العالمَيَّ حتى يومِنا هذا إلا أننا قد حققنا نجاحاتٍ مقدرةً في مغالبةِ هذه التَّحَدِيات وامتصاصِ الضُّغوطاتِ العالمية السالبة، الأمر الذي حتَّم إطلاقَ”مشروع الوثبة ” لشحذِ الهِمم وتعزيزِ الإرادة الوطنية حيث جاء المشروعُ في إطار شاملٍ وطموحٍ لتحقيقِ انْطِلاقةٍ راشدةٍ قاصدةٍ وبالغةٍ بِمَشِيئةِ الله مَقاصِدَها بعزمٍ سِياسيٍّ يُعَضِدُها وعَزِيمَةٍ صَادقةٍ تَسْنُدُها لِيُفضيَ هذا المشروع لاسْتكمالِ البناء والدفع ببلادِنا نحوَ مَدارجِ النَّهْضَةِ الشَامِلة.
لقد استهدفت رؤيتُنا الكليةُ لإصلاحِ الحياةِ العامةِ في “مشروع الوثبة” الذي طرحناه تحقيقَ غاياتٍ مُتكاملةٍ ومُتَآزِرَةٍ في مسارات ثلاثة نجحت جهودُنا فيها بإنجاز مرتكزاتِ الإصلاحِ المُرتَجَى وتحقيقِ شروطِ إصلاح البيئة السياسية والمجتمعية ورفع قدرات جهاز الدولة لتأسيس حكم راشد غاياتُه تنمويةٌ ونهضويةٌ لرفعةِ الوطن وترقيةِ واقعِ المُجتَمع .
لقد كانت أولى مسارات إصلاح الحياة العامة التي شهدت صدقَ الوعد والإنجاز هو الحوار الوطني حيث جاءت فكرةُ عَقدِ مُؤتمرِ الحوارِ ابتكاراً سودانياً خالصاً لا شبيهَ له في محيطِنا سواءٌ مِن حَيثُ رَجَاحَةُ الفكرة أو من حيث سَعَةُ المشاركة .
لقد أسسنا دعوتنا للقوى السياسية للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني على مبادئ أساسية أعلناها بوضوح لا لبس فيه تمثلت في شمولية وحرية المشاركة وشفافية التداول في موضوعاته ولا سقوفات للنقاش فيه ولا حَجْرَ فيه على رأي ولا على مشاركة مع التزامٍ مطلقٍ مِنَّا بتنفيذ المُخرجات التي يتم الإجماع عليها ولذلك جاءت تجربةُ انعقاد المؤتمر متفردةً لم يشهدْ مثلَها تاريخُ السودان منذ استقلاله طَوالَ السِّتِين عاماً المنصرمة من حيث المشاركة وجدية الحوار،فقد شارك فيه 90 حزباً و 37حركة مسلحة و 66 شخصية قومية وناشطون من مختلف بلدانِ المهجر حملوا معهم رؤى وقضايا الجاليات السودانية على امتداد دول العالم وجاء الحوار الوطني سودانياً خالصاً بعيداً عن أي تأثيرات خارجية وأي تدخلات أجنبية حتى من باب الترغيب والمساندة الإيجابية مما وفر للحوار الوطني معالجةَ قضاياه واستكمالَ مهامِهِ في جو صِحي ومعافى ليكون محلَّ إشادة من العديد من المراقبين الذين تابعوا جلساتهِ وأعمالَه من مختلف دول العالم واعتبروا أن تجربة الحوار السوداني هي النموذجَ المعياريَ للحل الأفريقي الأمثل لفض النزاعات في دول القارة ،وطلبت في ضوء هذه الشهادات عديد من الدول الأفريقية تزويدها بتفاصيل تجربة الحوار الوطني للاستفادة منها .
لقد أكد الإجماع الذي خرج به مؤتمرُ الحوار حول مخرجاته وتوقيع القوى المشاركة فيه للوثيقة الوطنية المسؤوليةَ العاليةَ والحرصَ والالتزام الذي اتسمت به مواقفُ القوى السياسية المشارِكة في المؤتمر وممثليها في لجان المؤتمر للوصول إلى إجماع في كل قضايا الوطن وتقديم التنازلات والحلول الوسَطية للقضايا ذات الطابع الخلافي وإجازة التوصيات بالإجماع الأمر الذي يبشر بتأسيس نظام سياسي لمستقبل بلادنا يُعَدُّ الأوفر حظاً في إنجاز أهداف المجتمع والدولة في تحقيق النهضة الشاملة . فالتحية والتَّجِلةُ والتقدير والشكر مستحق لكلِ من ساهم في عقد وإنجاح مؤتمر الحوار الوطني من قوى سياسية ولجنه تنسيقية عليا ، ورئيس وأعضاء الأمانة العامة للحوار الوطني ولتلك المعالجات الإعلامية الايجابية التي اضطلعت بها مختلِفُ الأجهزة الاعلامية من إذاعات وقنوات فضائية وصحف يومية تجلت من خلالها روحُ المسئولية في وسائطنا الإعلامية الأمر الذي أدى إلى متابعة شعبية لمجريات الحوار ولنجاحاته .
أبناء شعبنا الأبي
الحضور الكريم
شهد مسارنا الثاني في مشروع الوثبة حواراً مجتمعياً بين مختلف فئات المجتمع وقواه الفاعلة ومنظماته المدنية وأهل الثقافة والفكر والإبداع والشباب والرياضة والطلاب والمرأة وقطاع التعليم وأهل الرياضة على مستوى المجتمعات القاعدية في المركز والولايات لمناقشة قضايا المجتمع والهوية والسلام والوحدة والانتاج ومعاش الناس وقضايا تزكية المرتكزات المثلى لعلاقاتنا الخارجية وتطوير أفقنا التعليمي والثقافي والرياضي شارك فيه ممثلون لمختلف قوى المجتمع الفاعلة بلغ عدَدُهم (1443 )عضواً من ذوي الخبرة والاختصاص وخَلَصت نتائجُه إلى وثيقةِ الحوار المجتمعي التي فتحت الباب واسعاً لمشاركة قوى المجتمع في صناعة القرار المتصل بإدارة شؤون المجتمع والدولة وجرى تضمينُها في مخرجات وثيقة الحوار الوطني .
أطلقنا في المسار الثالث مشروع الوثبة برنامجا علميا ووظيفيا لإصلاح أجهزة الدولة لرفع وتحسين كفاءة هذه الأجهزة لمستوى الامكانيات والموارد المتاحة في ظل تحديات قائمة ومتجددة بما يجعل هذه الأجهزةَ مؤهلةً ومستجيبة لضرورات ومطلوبات استكمال بناء الدولة القوية القائمة على الشورى والديمقراطية والمنافسة الشريفة وتكافؤ الفرص والقادر على النهوض بأعبائها في خدمة المواطن،واستطاع برنامجُ الإصلاح استكمال مرحلته التأسيسية التي تمهد لإنفاذ مشروعات الإصلاح المستمر،فالنظرة الكلية لمشروع الوثبة لإصلاح أجهزة الدولة أنه ضرورةٌ مستمرة تتطلب إجراءاتٍ وسياساتٍ ذاتَ بعد هيكلي ومنهج وظيفي متجدد يستجيب للتحولات العديدة التي تشهدُها بلادُنا في كل أصعدة ومجالات عملِها لذلك فإن الإصلاح بعداستكمال مرحلته التأسيسية التي استمرت من يناير 2014م وحتى ديسمبر 2016م سيظل حاضراً ومستمراً ومتطوراً ليتحول إلى منهج عمل مستديم في إدارة شؤون الدولة .
أبناء شعبنا الأبي :
الحضور الكريم
مضى عامان منذ إطلاقنا مشروع الوثبة في يناير 2014م خلالها والينا مساراتِها الثلاثةَ بالإشراف والمتابعة حتى وصلت إلى نهاياتها وتحقيق أهدافها المرجوة وانتقل جهدنا بعد هذا النجاح وفور انتهاء مؤتمري الحوار المجتمعي والوطني واستكمال المرحلة التأسيسية لبرنامج إصلاح أجهزة الدولة إلى مرحلة تنفيذ مخرجاتها على نحو تراتبي ونظامي ومتسلسل فذهبنا خطواتٍ في اتجاهاتٍ عديدة تمثلت في :
أولاً: أجرينا التعديلات الدستورية التي قضى بها الحوار الوطني بشقيه السياسي والمجتمعي وهي تعديلات مفتاحية لتأسيس البناء الدستوري الذي يفتح الباب واسعاً لتنفيذ بقية المخرجات وبحمد الله وتوفيقه أجاز المجلس الوطني هذه التعديلات وَفقَ توافقٍ جدد روح الوفاق الوطني التي بعثها نجاح مؤتمر الحوار الوطني.
ثانياً : اِتخذنا الإجراءاتِ الكفيلةَ بتوسيع اللجنة التنفيذية العليا للحوار وليس – حلهاكما فهم البعض -وذلك لاستيعاب عضوية إضافية ممن لحق بالحوار ووقَّع على الوثيقة الوطنية لتتحول إلى لجنة متابعة لمخرجات الحوار ولكن بعد تغيير طبيعتها من لجنة ظلت مناصفة بين أحزاب للحكومة واخرى للمعارضة لتصبح لجنة لقوى الوفاق الوطني تُعبر عن مرحلة ما بعد توقيع الجميع للوثيقة الوطنية وستظل قابلة للتوسع لاستيعاب أي قوى تستكين رشداً وتوقع على الوثيقة الوطنية باعتبارها وثيقة للشعب والتي ستظل مفتوحة لاستيعاب الجميع .
ثالثاً: سوف نكمل المشاوراتِ السياسيةَ في الأيام القليلة القادمة لإعلان تكوين اللجنة العليا لوضع مسودة الدستور الدائم للبلاد ليُعْرَضَ على برلمان منتخب لإجازته إنفاذاً لمخرجات الحوار الوطني وتوصياته التي قدمت حلولاً لقضايا الوطن على صعيد الهوية والسلام والوحدة والاقتصاد والحريات الأساسية والحكم والإدارة ومرتكزات علاقتنا الخارجية مع المجتمع الدولي .
رابعاً: نسرع الخطى في المشاورات السياسية لتشكيل حكومة وفاق وطني تستوعب وتُعبر عن القوى المشارِكة في الحوار الوطني وتلك التي لحقت به وانضمت إليه بالتوقيع على الوثيقة الوطنية يتوفر لها السند السياسي الكامل والكفاءة المطلوبة لِتَكون حكومةً ذات قدرة عالية لتنفيذ برنامجها المحدد في إنفاذ مقررات الحوار الوطني والتحضير للانتخابات التي ستجري في العام 2020م والتي ستنظمها مفوضيةٌ مستقلةٌ تتسم بمعايير الشفافية والنزاهة المطلوبة .. كما سيجري التشاورُ مع القوى السياسية في اليومين القادمين للوصول للكيفية المثلى لاستيعاب العضوية الإضافية المرتقبة في الهيئة التشريعية القومية والمجالس التشريعية الولائية بتراضٍ وتوافقٍ تامين .
خامساً: إنفاذنا لتوصيات الحوار الوطني في المجال الاقتصادي بإزالة التشوهات وتوزيع موارده وإعادة هيكلته لتخصيص الدعم للفئات الاجتماعية الضعيفة وقد جاءت الاجراءات الاقتصادية الأخيرة وموجهات الموزانة للعام 2017م وتفصيلاتها إنفاذاً مباشراً لما خلص إليه الحوار الوطني من توصيات لاكتساب اقتصادنا القومي تمامَ العافية لتجعله قادراً على الوفاء باحتياجات التنمية وَفْقَ سياسة التحرير الاقتصادي مع ضبط الانفاق الحكومي ومراجعة أولوياته وتوظيف الموارد لصالح الانتاج ورفع الانتاجية وتوفير وتحسين الخدمات الأساسية في مجالات التنمية الاجتماعية من رعاية صحية ومياه الشرب وكهرباء واسكان والسعي المستمر لإزالة التشوهات في الهياكل والنظم الراتبية وشروط الخدمة في الدولة والاستثمار المتجدد للإمكانيات والموارد .
سادساً: وحرصاً منا على حسن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني فقد وجهنا بأن تتم متابعة هذا التنفيذ وفق نظام غير تقليدي للمتابعة وذلك من خلال مصفوفةِ التزامات مقيد الوفاء بها بمواقيت زمنية وفق متطلبات محددة تتابعها رئاسة الجمهورية مباشرةً بشفافية قائمة على القياس والتقويم وتعلن لشعبنا بصورة دورية ليكون رقيباً على الوفاء بإنفاذ مخرجات الحوار الوطني وليتسنى للقوى السياسية تقويم مستوى هذه المتابعة والوقوف على التحديات التي تواجهه في التنفيذ ومن ثم المشاركة في وضع الحلول التي تعتمد لمعالجة هذه التحديات وصولاً إلى التنفيذ الناجز لهذه المخرجات .
شعبنا الأبي
الحضور الكريم :
إن ذكرى الاستقلال هي مصدر إحساس بالعزة والمنعة تستوجب فيها أن نحيي فيها رمزَ عزتِنا ومِنْعَتِنا وحَامِيَ حِمَانَا قواتِنا المسلحةَ والقوات النظامية الأخرى ونترحم على شهداء الوطن الذين رَوَّوْا ترابنا بدمائهم الزكية الطاهرة ونؤكد أن هدفنا يظل دائماً الاستمرار في بناء قواتنا المسلحة والنظامية وتطويرِها وتجهيزها تقنياً ومادياً ومعنوياً لرفع كفاءتِها وقدراتِها وتحسين أوضاع منسوبيها بالقدر الذي يمكنهم من القيام بالواجب الوطني في حماية الوطن والحِفاظ على الدستور .
كما نُوَجِّهُ تحية تقدير وعرفان لأبناء الوطن في المهاجر الذين ظل تفاعلُهم حاضراً مع برامج الدولة ونحن إذ نشكرهم لمساهمتهم غير المحدودة إنما نؤكد قيامنا بواجبنا تُجاهَهُم في إطار سعينا لدمج الاقتصاد المهاجِر في الاقتصاد الوطني عبر السياسات الجديدة الداعمة لهم لجذب التحويلات والاستثمار كما سنعمل على ترقية جهاز السودانيين بالخارج لتطوير خدماته وتنفيذ مقررات مؤتمرات المغتربين لا سيما في جانبها المتصل بتبني برامج ومشروعات لصالحهم فضلاً عن تعزيز قدرات الآلية الوطنية لحماية السودانيين العاملين بالخارج بهدف تقديم العون والإسناد القانوني لهم،وتأكيد دعمنا للصندوق الوطني للعودة لمساعدة العائدين نهائيا في الاستقرار وتهيئة الفرص الاستثماريه لهم وتسهيل حصولهم على التمويل .
وفي مجالات علاقاتنا الخارجية سوف نستمر بإذن الله وتوفيقه في انتهاج سياسة خارجية متوازنة واضعين مصالحَنا القوميةَ وتطلعاتِ شعبِنا نُصبَ أعيننا وسنواصل عملنا الدؤوب لتقوية وشائج الأخوة والصداقة القائمة على الاحترام والتعاون وصيانة المصالح مع جميع دول العالم كما سوف نلتزم دوماً بواجبنا الاخلاقي في نُصرة الحقوق والعدالة على المستوى الإقليمي والدولي وتعزيز جهودنا في خطط إحلال السلم والأمن الدوْلِيَّيْن اللذين يسهمان في استقرار الشعوب والدول وتقدمها كما أرجو أن أؤكد دعمنا الكامل لاستقرار الأوضاع في دولة جنوب السودان وحرصنا على انفاذ الاتفاقيات الموقعة بين الدولتين كما نعرب عن تقديرنا العميق للأدوار الايجابية التي قام بها الأشقاء في محيطنا الإقليمي في سبيل السلام والاستقرار في بلادنا كما أتقدم بتحية شكر وتقديرلكل الدول الشقيقة والصديقة التي ظلت تقدم لنا الدعم والمساندة في كل المحافل بما يعزز جهودَنا في استقرار بلادنا وتنميتِها .
وختاماً أرجو أن أؤكد أن الوثيقة الوطنية التي صاغها أهل السودان وتوجوا بها مخرجات حوارهم الوطني والمجتمعي ومهروها بتوقيعاتهم وائتمنتوني عليها هي ملزمة للجميع وملكٌ لأهل السودان جميعاً يشاركون في تنفيذها ومتابعة تنفيذها جميعاً ويقدمون جميعاً لها الضمانَ ولذا نؤكد أن الانضمامَ للوثيقة الوطنية سيظل مُتاحاً للمُمانعين وسنظل حريصين على مشاركتهم ولا نَكِلُّ من الدعوة لهم بحكم مسئوليتنا الوطنية والدستورية وتأكيداً لحرص أهل السودان على مشاركة الجميع مسيرة الوفاق الوطني،أرجو ان اعلن عن تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر واحد، إلا في حالة الدفاع عن النفس تعزيزاً لاجواء الوفاق الوطني بما يدفع الممانعين من حملة السلاح للتفكير بإيجابية لنبذ العنف والاقتتال والانضمام لمسيرة الوفاق الوطني.
ومثلما سبق وأن أعلنا التزامَنا المسبق بقبول مخرجات الحوار الوطني وأوفينا بذلك ، فإننا نجددُ اليوم التزامَنا الأكيد بحسن تنفيذها ومتابعتي الشخصية لهذا التنفيذ بمشاركة القوى السياسية وقوى المجتمع الفاعلة في هذه المتابعة . وسيظل هدفنا المُشرع في المرحلة المقبلة إنجاز الأهداف السبعة لمخرجات الحوار بشقيه السياسي والمجتمعي للبناء الوطني المتمثلة في تأسيس الحكم الراشد، تحقيق السلام ، بسط الأمن ، إنجاز التنمية المفضية لتحسين مستوى المعيشة ، تزكية المجتمع ، الارتقاء بالتعليم والعناية بتربية النشء والشباب ورعاية الابداع في كافة المجالات .
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ على المُرْسَلِينَ والحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ)
والسلام عليكم ورحمة الله