مجلس الوزراء يقدم التحية للمرأة السودانية

أصدر مجلس الوزراء اليوم بياناً بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ، حيث قدم التحية فيه للمرأة السودانية لأنها كانت مشاركة في كل محطات التاريخ وصانعة في العديد من الأوقات.

وأوضح البيان كيف أن المرأة السودانية عانت؛ بل لا زالت تعاني من كافة أنواع التعنيف، رغم أن مساهماتها غير المنكورة في كسب العيش وفي تنشئة الأجيال وإدارة المجتمعات وفي كل الجبهات بلا استثناء.

وذكر البيان أن الطريق نحو النهضة لا يزال شاقاً لكن الحكومة الانتقالية تعمل بجدٍ لإنفاذ عدد من الإجراءات حماية لحقوق النساء وتطبيقاً لمبدأ المساواة في الحقوق والعدالة النوعية.

وفيما يلي تورد (سونا) نص البيان: –

بسم الله الرحمن الرحيم

جمهورية السودان

بيان مجلس الوزراء الانتقالي

بمناسبة يوم المرأة العالمي 8 مارس 2020

زغرودةٌ رنّتْ
في كلِّ زاوية
ما عاد يُثنيها
خوْفٌ ولا فزَعُ

التحية للمرأة السودانية في اليوم العالمي للمرأة والذي يصادف يوم 8 مارس من كل عام، وهو يوم تنتظم فيه الفعاليات أركان العالم للتذكير بحقوق النساء التي تمنع القيود القانونية والاجتماعية تحقيقها بشكل كامل.

التحية للنساء السودانيات اللائي ما تأخرن لحظة عن الفعل العام منذ القِدم، ولم تفُتهن لحظات الانتصار في كل محطات التاريخ، لأنهن كُن مشاركات فيها كل المرات وصانعاتها في العديد من الأوقات.

التحية للكنداكات اللائي رفعن اسم السودان عالياً بين الأمم لمشاركتهن الجريئة في صنع التغيير وإنجاز الثورة بأوجهٍ شتَّى، بداية من رنين الزغرودة إيذاناً بانطلاق المواكب عند الواحدة بتوقيت الثورة طوال أشهُر، ومروراً بالهتافات الصادحة في قلب الحشود، وصولاً لصد قنابل الغاز المسيل للدموع بكل جسارة عن الثائرات والثوار حداة ركب الانعتاق من الاستبداد.

ورغم تلك المشاهد الباسلة، فقد عانت المرأة السودانية ولا زالت تعاني من كافة أنواع التعنيف، بداية من التعنيف داخل المنازل، وصولاً للتعنيف في مناطق النزاعات وفي الأطراف البعيدة، أو التعنيف في الطريق العام، ويحدث ذلك لا لشيء سوى أنهن نساء، رغم مساهماتهن غير المنكورة في كسب العيش وفي تنشئة الأجيال وإدارة المجتمعات وفي كل الجبهات بلا استثناء.

إننا نعترف بحجم معاناة النساء في مناطق النزوح واللجوء في بلادنا فهن الأكثر تأثُّراً بالحروب والنزاعات على مرِّ التاريخ وبأشكال متعددة، ولذلك فإن دور النساء في صناعة السلام يعود كدورٍ محوري لا يمكن تغييبه أو تجاهله، حتى يأتي سلاماً مستداماً وشاملاً وعادلاً.

إن التمييز على أساس النوع يجب أن يزول من سودان الثورة والتي برزن في قلبها النساء مكافحات ومناضلات لا قاعدات منتظرات. وتظل الأدوار العظيمة للنساء في صناعة تاريخ السودان ظاهرة ولا تخطئها عين، وما مشاركتهن بوعي في ثورة ديسمبر إلا حلقة واحدة من سلسلة طويلة في مسار التاريخ كُن النساء المعدن والمصهر والخاتم فيها.

إن التغيير المنشود يجب أن يكن النساء أول المستفيدات منه، وإن كانت مجتمعاتنا لا تزال بطيئة في الانفعال بالعدالة النوعية فإن واجبنا في الحكومة الانتقالية الالتفات لهذه المهمة، ليس على مستوى تفعيل القوانين فحسب؛ ولكن بالإصرار على إعطاء النساء فرصتهن الكاملة التي يستحققنها عن جدارة وباقتدار وعلى كافة الصُعد.

لا يزال الطريق نحو النهضة شاقاً، ولكن أي نهضة لا تستصحب النوع الاجتماعي والحساسية تجاهه لن تتحقق البتَّة، ولذلك فنحن نلتزم كحكومة انتقالية بالتأسيس لنهضة تكون للنساء فيها الدور الطبيعي كشريكات وفاعلات في المجتمع لا مجرد مُنفعلات ومُتلقيات.

تعمل الحكومة الانتقالية بجدٍ لإنفاذ عدد من الإجراءات حماية لحقوق النساء وتطبيقاً لمبدأ المساواة في الحقوق والعدالة النوعية، وقد كان الإصرار على مشاركة النساء في السلطة الانتقالية على جميع المستويات خطوة تبعتها خطوات، فجاءت عملية إزالة قوانين النظام العام من القوانين السودانية، ولكنها كانت أيضاً مجرد بداية في مشوار تغيير القوانين المقيدة لحرية الإنسان والمرأة على وجه الخصوص، ويجري العمل الآن على وضع مقترحات لقوانين أكثر تطوراً في هذا الجانب والدفع بالإيجابي منها لمواكبة التطور العالمي من أجل حصول النساء على حقوقهن.

إن ما يجب الانتباه إليه هو أن النساء بتكاتفهن وتعاضدهن قادرات على صنع كثير من التغيير في مجتمعاتهن، وما يجب الانتباه إليه كذلك هو الدور المحوري للرجل السوداني من أجل تعزيز هذا التغيير، ومن هنا تأتي دعوة الحكومة الانتقالية من أجل فتح حوارات جادة حول دور النساء في المجتمع ودورهن في الحياة العامة؛ حوارات حول الحقوق والواجبات والمستقبل والتطور الاجتماعي والاقتصادي لبلادنا، فهذا ما سيضع الجميع في درجة متقاربة من الوعي بحق الآخرين واحترام التنوع والخصوصية وصولاً لسعادة الإنسان السوداني على الدوام.

عاشت بلادنا حرة وأبية، وعاش الشعب السوداني برجاله ذوي الكبرياء ونسائه الشامخات، ودام نضال المرأة السودانية وكل عام وجميع نساء بلادنا بخير.

مجلس الوزراء الانتقالي
8 مارس 2020