كلمة فخامة السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير فى جلسة المباحثات السودانية الرواندية المشتركة

الأخبار السياسية
439
0

 

كلمة فخامة السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير – فى جلسة المباحثات السودانية – الروانــدية المشتركة.

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة فخامة السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير فى جلسة المباحثات السودانية – الروانــدية المشتركة
الأربعاء 20 ديسمبر 2017م

فخامة الأخ الرئيس بـــــــول كاقامــــــــى،
رئيس جمهورية رواندا الشقيقة،
السادةُ أعضاءَ الوفدِ الرواندي الكريم،
الإخوةُ الضيوفُ الكِرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
أَسْمحوا لي في البدءِ فخامةَ الأخ بول كاقامي رئيس جمهوريةِ رواندا الشقيقة أنْ أتقدمِ لفخامتِكم بجزيلِ الشكرِ على تلبيتِكم لدعوتنا ، وإنها لسعادةٌ غامرةٌ أَنْ نتشرفَ بزيارتِكم للسودان ، وهي زيارةٌ كريمةٌ تأتي في سياقِ العلاقاتِ الجيدةِ التي تربطُ بين بلديْنا الشقيقين. وأغتنمُ هذه السانحةَ لأُهنِئكم – مُجدداً – أخي الرئيس بفوزِكم في الانتخاباتِ الرئاسيةِ الأخيرة، وقد كان السودانُ حاضراً في مراقبةِ هذه الانتخاباتِ من منطلقِ حِرْصِهِ على دعمِ الإستقرار في رواندا وتجرِبَتِها الديمقراطية الرشيدة، وأنْ أشيدَ بحجمِ الإنجازاتِ التي تحققت في بلدِكم خلالَ السنواتِ الماضيةِ سواءً في ما يتعلقُ بالإستقرارِ أو تعزيزِ التنميةِ الإقتصاديةِ والإجتماعية .
فخامة الرئيس .
إن السودان ورواندا دولتانِ أفريقيتانِ شَقيقتانِ لَهُمَا نفسُ التطلعاتِ، ويواجهان تحدياتٍ مماثلة، ولدَيْهِمَا من الإرادةِ السياسيةِ والإمكاناتِ ما يُؤَهِلُهُمَا للتعاونِ المثمرِ، وتحقيقِ التنميةِ الإقتصاديةِ والرخاءِ لشعبيهما . وأود في هذا الخصوص أن أؤكد تصميمنا على مواصلة جهودنا لتعزيزِ العلاقاتِ مع بلدِكم على كافةِ المستوياتِ، وبحث سبلِ تعزيزِ التبادلِ التجاري، والتعاونِ التقني والفني، ووضعِ مشاريعَ مختلفةٍ لتحقيقِ مصالحِ شعبينا الشقيقين، والتعاونِ والتنسيقِ المشتركِ في كافةِ القضايا ذاتِ الإهتمامِ المشترك التي تهمُّ بلدينا .

فخامة الأخ الرئيس .
أَوَدُّ أنْ أُشيرَ إلى أنَّ السودان ورواندا تتفقانِ على أهميةِ العملِ الأفريقي المشتركِ لتعزيزِ الأمنِ والإستقرار في القارة، وَحَتْميَّةِ تفعيلِ الإصلاحِ المؤسسي للاتحاد الأفريقي الذي تضطلعونَ به حالياً، وأؤكدُ في هذا الخصوصِ دعْمَنَا لجهودِكم المخلِصةِ في هذا الصددِ مع فريقِكم العاملِ في هذا الشأن. ومِمَّا لا شك فيه أنَنا جميعاً نرغَبُ في وجودِ اتحادٍ أفريقيٍ قويٍ وفعالٍ، ونتطلعُ كذلكَ لِوُجُودِ قارةٍ أفريقيةٍ ناميةٍ ومتطورةٍ ولها القدرةُ على إدارةِ شؤونها وَحَلِّ قضاياها بإمكاناتِها المتاحةِ وبجهودِ أبنائِها المخْلِصِينَ . وإلى ذلكَ لا يَسَاوِرُنَا شَكٌ في أَنَّ جهودَكم لتفعِيلِ بنودِ الإصلاحِ المؤسسي للاتحادِ الأفريقي سَتُكَلَلُّ بالنجاحِ الباهرِ .

فخامة الأخ الرئيس .
أسمحوا لي أن أُشيدَ بمواقِفِ رواندا القويةِ في دعمِ ومساندَةِ السودان في قَضَايَاهُ العادِلة بالمحافلِ الإقليميةِ والدوليةِ ، وصوتُهَا العالي في مُنَاهَضَةِ مزَاعِمِ ما يُسمَّى بالمحكمةِ الجنائيةِ الدوليةِ، وإستهدافِهَا للقارةِ الأفريقيةِ خدمةً لأجندةِ بعضَ القوى، والسودانُ يدْعُو أشقاءَه لتطبيقِ مُقرَراتِ قمةِ الاتحادِ الأفريقي، خاصةً الانسحابَ من عُضُوِيَّةِ المحكمةِ الجنائيةِ إذا لم تستَجِبْ للمطالبِ الأفريقيةِ .
كما لا يَفوتُني أنْ أُثمِّنَ عالياً جُهودَ رواندا في تحقيقِ السلامِ والاستقرارِ في القارةِ الأفريقية، وذلك من خلالِ مُشاركَتِها الفاعِلَةِ في عملياتِ حفظِ السلام، ونُشيدُ بصورةٍ خاصةٍ بالمشاركةِ المُقَدرَةِ للقواتِ الرواندية ضِمْنَ بعثةِ يوناميد في دارفور، ممَّا ساهَمَ في تعزيزِ جُهُودِ الدولةِ لاستتبابِ الأمنِ والاستقرار في ربوع دارفور، وإنجاحِ الحملةِ التي تقومُ بها الدولةُ حالياً لِنزعِ وجمعِ الأسلحة غيرِ المُرخصةِ التي كانت مُنتَشِرَةً في أيدي المواطنين وَحَمَلَةِ السلاحِ .

فخامة الأخ الرئيس
الضيوف الكرام
أرجو أنْ أؤكدَ لكم بأنَنا نسعى لتعزيزِ العلاقاتِ الثُنائيةِ بين بلدينا وتطويرِها في كافةِ المجالات ، وهنالكَ ضرورةٌ لتفعيلِ الاتفاقيةِ الإطاريةِ للتعاونِ المُنشِئَة للجنةِ الوزاريةِ المشتركةِ والموقعةِ في مارس 2013م ، بما يُتيحُ للأجهزَةِ المختصةِ في البلدين الالتقاءَ وتطويرَ بَرامِجَ للتعاونِ المشتركِ ولمصلحةِ البلدين. وأرجو أنْ أُثَمِنَ عالياً – من جهةٍ أخرى – الاتِفاقَ الذي أُبْرِمَ بين وزارتيْ خارجيةِ البلدين للتوقيعِ على مذكرةِ التفاهمِ بشأن التشاورِ السياسي خلالَ هذهِ الزيارةِ، بما يُعزِزُ مِنْ فُرَصِ اللقاءاتِ والتشاورِ بين الوزارتين والقضايا ذاتِ الاهتمامِ المشترك .
أخي الرئيس، بشأنِ العلاقاتِ الاقتصاديةِ والتجاريةِ فإننا نعتَقِدُ أنها ما زالت دونَ الطموح، إذا ما قُورِنَتْ بِمُستوى العلاقاتِ السياسيةِ المتطورة، لذا أنتهزُ هذه السانحةَ لأُعبِرَ لكم عن رغبتِنا في تنشيطِ الاستثماراتِ المشتركةِ بين بلدينا وتوسيعِ التبادلِ التجاري والدعمِ الفني والتدريب وبِناءِ القُدراتِ مِنْ خلالِ برامجِ التعاونِ التي تتابعُ مِنْ قِبَلِ الأجهزةِ المعنيةِ في البلدين لِدفْعِهَا إلى مُستويَاتٍ أعلى.
كما أُؤكدُ لكم أخي الرئيس استعدادَ السودان لتقديمِ الدعمِ لرواندا في كافةِ المجالاتِ التي لدينا فيها ميزةٌ تَفضِيليةٌ، ومُواصَلَةِ دعمِ التعليمِ في رواندا وزيادة المنحِ الدراسية الجامعية التي تُقدَّمُ للطلابِ الروانديين بالسودان وفي كافةِ التخصصات .

فخامة الأخ الرئيس .
فيما يَخْتَصُ بعلاقاتِنَا في المحيطِ الأفريقي، أَوَدُ أَنْ أُؤكدَ بأَنَّ السودانَ يُولي أهميةً قُصوى لِعلاقاتهِ بالدولِ الأفريقيةِ عامةً ودولِ الجوارِ خاصةً، بالتركيزِ على وَقْفِ الحربِ ودعمِ السلامِ والاستقرارِ في جنوبِ السودان، وتأمينِ الحدودِ المشتركةِ بالتنسيقِ مع دولِ الجوارِ كافةً، والمساهمة بقوةٍ في الجُهودِ الإقليميةِ لمُكافحةِ عصاباتِ الإتجارِ بالبشرِ والإرهابِ والتطرفِ والجريمةِ العابرةِ للحدود .
في الختامِ أرْجُو أَنْ أُعْرِبَ لكم – مُجدداً – عن شُكرِنَا وتَقدِيرِنَا فخامةُ الرئيس على زيارتِكم الودية للسودان، وقد وَضَعْنَا لِفخامتِكم بَرامِجَ حَافِلةً من الفعالياتِ والأنشطة تَشْمَلُ زيارةً إلى المواقعِ الأثريةِ لحضارةِ مروي للوقوفِ على عَظَمَةِ وعَرَاقَةِ الحَضارةِ الأفريقية في وادي النيل الذي يَجْمَعُنَا، كما أعدَدْننا لكم زيارةً إلى جامعةِ أفريقيا العالميةِ لُمخَاطَبَةِ الطُّلاب الأفارِقةِ بالجامعة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته