كلمة بروفيسور شمو أمام الجلسة الختامية للجمعية العمومية للحوار المجتمعي

الأخبار السياسية
565
0

 

فيمايلى نوردنص كلمة بروفيسور على شمو رئيس لجنة الثقافة والرياضة والتعليم امام الجلسة الختامية للجمعية العمومية للحوار المجتمعي امس بقاعة الصداقة بالخرطوم.
السيد الرئيس
الحضور الكريم
في الاجتماع الأول للجنة الثقافة والرياضة والتعليم استعرض الأعضاء الاهداف الخمسة الواردة في القرار الجمهوري والتي تدعو إلى توسيع قاعدة المشاركة في اتخاذ القرار وتحقيق رضا المواطنين في المشاركة السياسية والتراضي على برنامج العمل الوطني وخارطة متفق عليها لتحقيق الاستقرار والرفاهية وتعزيز الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي والتعايش السلمي وتعميق ممسكات الوحدة المجتمعية الوطنية بالإضافة إلى اسناد الحوار الوطني بتوفير حاضنة اجتماعية للتراضي والوفاق واستكمال برنامج إصلاح الدولة والتحديث والتطوير وجعل العاملين في المجتمع جزءا من ذلكم الاصلاح .
ثم استعرضت اللجنة مفردات ومكونات القطاع ، واتضح أنها عديدة وانه قطاع عريض يكاد يحيط بكل القوى الواعية في المجتمع السوداني والمنتشرة في اصقاع وبقاع السودان وهي قوي يمكن وصفها بأنها فاعلة ومؤثرة وأن ما تسهم به من رؤى وأفكار مقترحات سيؤثر قطعا في مستقبل هذا البلد.
رأت اللجنة ان تعتمد في عملها على اللقاءات المباشرة مع ممثلي القطاعات الرياضية والثقافية والتعليمية لإدارة حوار مواجهي مباشر تتاح فيه الفرصة لكل المشاركين لإبداء الرأي في حرية تامة وإقتراح البرامج وبلورة ما يرون أنه قمين بأن يحقق نهضة شاملة لهذه الأمة وما يجب أن تتضمنه وثيقة المخرجات النهائية للحوار المجتمعي ثم من بعد الوثيقة القومية المنشودة التي تحكم وتحدد مبادئ الدستور الدائم للسودان بعد إجازتها من المؤتمر العام للحوار الوطني الذي سينعقد في العاشر من شهر اكتوبر القادم .
اتفقت اللجنة على أن يكون منهج الحوار في اللقاءات مع قطاع الثقافة والرياضة والتعليم قائما على أمرين:
أولا: الحرية الكاملة للمشاركين في الحوار في الدوائر التي يختص بها القطاع لمناقشة قضايا التعليم والثقافة والرياضة .
ثانيا : التعبير عن آرائهم ومقترحاتهم العامة ورؤاهم في القضايا المطروحة للحوار الوطني والتي تتعدى مجال التخصص إلى مجال القضية الوطنية الكبرى باعتبارهم اصحاب حق في المشاركة في بناء الوطن الذي ينشدون،
وجهت اللجنة الدعوة إلى كل العناصر المكونة للقطاع الرياضي بدءا باللجنة الأولمبية والإتحادات العامة والمحلية لكل أنواع الرياضة الجماعية والفردية ولكل الجهات المكملة للقطاع بالإضافة إلى شخصيات قومية تتمتع بالتجربة والمعرفة المفيدة في ضروب الرياضة المختلفة كل في نطاقه .
اما في القطاع الثقافي فقد حرصت اللجنة على الاستماع إلى كل الناشطين في مجالات الفنون والآداب من خلال تنظيماتهم روابطهم كالجمعيات والإتحادات بالإضافة إلى توجيه الدعوة لاشخاص يتمتعون بالدراية والخبرة للإستماع لآرائهم ومقترحاتهم في قضايا القطاع المعني كالدراما والقصة والموسيقي والغناء والشعر والكتابة والتشكيل والفلكور والمسرح والسينما ومقترحاتهم وتوفير المعينات والبنيات الاساسية التي تساعد على النمو والتطور خاصة وهو قطاع ناقد ومؤثر ويشعر بانه لم يجد الاهتمام الكافي من السلطة والمجتمع .
أما قطاع التعليم فقد رأت اللجنة أن ينقسم إلى شقين وأن تنعقد لقاءات خاصة بقضايا التعليم العام ، وأخرى للتعليم العالي ، وبناء على هذا الترتيب فقد أدارت اللجنة حوارا مشهودا ومحضورا مع ممثلي التعليم العام نوقشت فيه وبصراحة تامة كل مشاكل وقضايا التعليم العام التي لابد من تجاوزها والمقترحات المثالية للتعليم العام في سودان المستقبل والارتقاء به إلى مستوى مشرف يستعيد للسودان سمعته وشهرته وسبقه في هذا المجال .
بادر اتحاد أساتذة الجامعات والمعاهد العليا إلى عقد حوارات أولية في عدد من الجامعات في أنحاء السودان انتهت بإعداد وثيقة مهمة شاركت في اعدادها تسع وعشرون جامعة وأشرفت عليها اللجنة العليا للحوار المجتمعي بالاتحاد المهني العام لأساتذة الجامعات والمعاهد المكونة من واحد وعشرين عضوا من أعضاء هيئات التدريس ومراكز البحوث .
ما يميز هذه الوثيقة أنها بالإضافة إلى تناولها لقضايا التعليم العالي في الجامعات والمعاهد العليا فقد اسهمت بتقديم مقترحات قيمة شملت تسعة محاور :
1- محور الأزمة السياسية .
2- محور المشكلة الاقتصادية
3- المحور الاجتماعي
4- محور التعليم العالي
5- محور البيئة والخدمات الصحية
6- محور الخدمة المدنية
7- محور الهوية السودانية
8- محور النزاعات القبلية
9- محور السياسات الخارجية

لقد تميزت هذه المقترحات بالعلمية والدقة والعمق في التناول واستعراض القضايا والمشاكل ووضع الحلول المناسبة والشفافية.
السيد الرئيس
الحضور الكريم
هذا تقرير موجز ومقتضب خال من التفاصيل لأن المقترحات والمخرجات موجودة ضمن التقرير الشامل .
لقد اجمع المشاركون في هذا القطاع على أن الثقافة والرياضة والتعليم لم تجد حظها وموقعها الذي تستحقه في سلم الأولويات السودانية منذ استقلال السودان وحتى اليوم ، وقد حان الوقت لوقفة جادة بمناسبة هذا الحوار المجتمعي لتغيير هذه السياسات التقليدية والإنطلاق إلى رحاب أوسع أسوة بالأمم المتقدمة التي تحترم الإبداعات الإنسانية وتوفر لها احتياجاتها ووضعها في مقدمة أولويات الإنفاق.
إن القضايا الوطنية في هذا البلد ليست حكرا على الساسة في الأحزاب السياسية ولا على الذين يحملون السلاح في سبيل الحصول على حقوقهم التي أفضت إلى حملهم للسلاح ، بل أن هناك شعبا خارج عضوية هذه الأحزاب والحركات المسلحة يمثلون غالبية المجتمع السوداني لهم حقوق مهضومة ولهم آراء في كل قضايا الوطن التي تتجاوز السلطة والحكم والنفوذ .
إن الصراع والجدال الذي دار داخل الحوار المجتمعي هو جدال إنساني تحكمه قيم فاضلة وجرى في أجواء سيطرت عليها الحكمة والنفس الهادئ .
كثير من القضايا التي نوقشت في الحوار الوطني والحوار المجتمعي متشابهة وبعضها متطابق ، ولكن للحوار المجتمعي خصوصيته التي قد لايراها الساسة وحاملو السلاح الذين خصصت لهم ساحات الحوار الوطني ولكن الأمر في النهاية لايعدو أن يكون رؤية تكاملية تستوعب الجميع في رحاب هذا الوطن الذي يسعنا جميعا وهنا تتضح عبقرية فكرة الحوار المجتمعي الذي يضم بين جنباته كل الناس .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته