كلمة البشير أمام مؤتمر السياج الأفريقي الأخضر

نص كلمة فخامة السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير أمام مؤتمر القمة الرابع لرؤساء دول وحكومات السياج الأفريقي الأخضر الكبير بنواكشوط والتي تلاها وزير البيئة والموارد الطبيعية د. حسن عبد القادر هلال.

فخامة الأخ محمد ولد عبدالعزيز رئيس جمهورية موريتانيا الإسلامية الشقيقة، رئيس الدورة الحالية،،،
أصحاب الفخامة والسعادة رؤساء دول وحكومات السياج الأخضر الأفريقي الكبير،،،
السادة الكرام أعضاء الوفود،،،
الضيوف الكرام،،،
السيدات والسادة،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسمحوا لي أن أحيي فخامة الأخ الرئيس  محمد ولد عبد العزيز معبراً عن تقديري وحكومة السودان لاستضافته لقمة الإتحاد الأفريقي الهامة ، وعلى هامشها استضافة قمة رؤساء دول وحكومات السياج الأخضر الأفريقي الكبير الرابعة ، وأعبر عن تقديري ووفدي لما قوبلنا به من حفاوة وكرم وحسن وفادة . حيث نجتمع اليوم في جمهورية موريتانيا الإسلامية الشقيقة للتشاور والتفاكر حول همومنا وقضايانا في هذا المفترق الهام الذي تمر به منطقتنا، ساعين بكل الجد بجد للإنطلاق إلى رحاب النمو والتطور والرفاه ، عبر تنمية مستدامة نعمل جهد طاقتنا لتحقيقها،
أصحاب الفخامة
الضيوف الكرام،،،
لقد أنجز السودان ورغم المصاعب العديد من مطلوبات التنمية المستدامة وأهدافها، وذلك بجهد ذاتي فريد وإرادة وعزيمة لا تخور، وعملنا على زيادة الإنتاج الزراعي، واستغلال ما تتمتع به بلادنا من موارد طبيعية خدمة لأهداف النمو والتطور.  وإننا إذ نجتمع اليوم في قمتنا الرابعة تحت مظلة مبادرة السياج الأخضر الأفريقي الكبير للتشاور ، نضع نصب أعيننا الهدف العام لهذه المبادرة والمتمثل في مكافحة التصحر والجفاف في إطار المبادرة ، ونستشعر التحديات الضخمة والتأثيرات الخطيرة التي تفرضها ظواهر التصحر و الجفاف ، والتغيرات المناخية على فرص التنمية المستدامة في بلداننا، وذلك عن طريق ترابطها مع مشاكل اجتماعية هامة مثل الفقر وسوء التغذية ، ونقص الأمن الغذائي، وتلك الناشئة عن الهجرة والنزوح.         وإننا إذ نثمن الجهود المبذولة من قبل بلداننا والمنظمات الإقليمية والدولية في تحقيق هذا الهدف العام ، إلا أننا نطمح لتحقيق المزيد من الانجازات الطموحة ، آخذين بنهج جديد أكثر فعالية على جميع المستويات في إطار تحقيق الهدف العام لهذه المبادرة .

أصحاب الفخامة
السادة أعضاء الوفود
إننا في السودان قد أولينا مخاطر التصحر والجفاف وتأثيرات التغيرات المناخية جل اهتمامنا، وحعلنا للزراعة في المناطق الأكثر فقراً جراء تعرضها لمخاطر الجفاف المتكرر والتصحر والتغيرات المناخية أولوية قصوى ، فوجهنا أكثر من 10% من الناتج  القومي الإجمالي للدولة للقطاع الزراعي ، فأقمنا السدود ومشاريع حصاد المياه ، وشبكات الكهرباء والطرق الزراعية ، بنسبة فاقت تلك النسبة التي توافق عليها الزعماء والقادة الأفارقة ، وضمنها إعلان “مابوتو” في عام 2003 بتخصيص 10% من الناتج القومي الإجمالي للزراعة.
أصحاب الفخامة
السيدات والسادة
لقد ظل السودان ورغم محدودية إمكانياته في ظل التحديات التي يواجهها، ورغم ضعف المساعدات الدولية الفنية والمادية المتاحة في إطار مبادرة السياج الأخضر الأفريقي الكبير وغيرها ، إلا أننا تمكنا بحمد الله بمواردنا الذاتية من تنفيذ العديد من المشاريع الرامية إلى التخفيف من آثار الجفاف والتصحر ، وتعزيز قدرات المجتمعات الريفية والنظم الطبيعية في مواجهة التغيرات المناخية وتأثيراتها. كما أنشأنا شبكة مراصد أحوال جوية ومحطات بحوث متخصصة في مجال التصحر والجفاف على امتداد الحزام الأخضر السوداني البالغ طوله 1500 كيلومترا ، وتوجنا جهودنا هذه بإنشاء مجلس قومي للتصحر تحت رعاية رئاسة الجمهورية ليكون مسؤولا عن تنفيذ البرامج الوطنية والدولية في مكافحة التصحر. ونعمل حالياً بمساعدة بعض أصدقاء السودان على إنشاء مرصد ومركز إقليمي متخصص في مجالات مكافحة التصحر والجفاف وتدهور الأراضي، ونحن على ثقة بان انشاء هذا المرصد سينال دعمكم وموافقاتكم الكريمة ، ليكون في خدمة كل دول إقليمنا ، إقليم الساحل والقرن الأفريقيين.

أصحاب الفحامة
الحضور الكريم
تعلمون أن التعاون الإقليمي والدولي بين دول السياج والأشقاء في باقي الدول الأفريقية يكتسب أهمية خاصة جعلتنا نضعه في أولى اولوياتنا ، خاصة في مجال مكافحة التصحر والجفاف اللذين لا تعترف تأثيراتهما بالحدود السياسية للدول ، وإننا في هذا الإطار نحيي وندعم الجهود والمبادرات الإقليمية المبذولة حالياً في إطار مبادرة السياج الأفريقي وسكرتارية الأمم المتحدة لاتفاقية مكافحة التصحر ومنظمة الإيقاد ومنظمة مكافحة الجفاف في الساحل التي سعدنا بالإنضمام إليها مؤخراً .

والسلام عليكم ورحمة الله