كلمة البشير أمام المؤتمر العاشر لوزراء الثقافة للدول الإسلامية

الأخبار السياسية
394
0

خاطب المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية اليوم الثلاثاء المؤتمر العاشر لوزراء الثقافة للدول الإسلامية بقاعة الصداقة بالخرطوم وفيما يلي تورد كيم نص خطاب رئيس الجمهورية

 

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في محكم تنزيله :
﴿ يَا*أَيُّهَا*النَّاسُ إِنَّا*خَلَقْنَاكُمْ*مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ (الأية 13 الحجرات) (صدق الله العظيم)
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات/ والصلاةُ والسلام على من آتاه الله الحكمة وفصلّ الخطاب / نبيِّنا محمدٍ / النبي الأواب / وعلى آلهِ والأصحاب/ ولمن سار على نهجِه واتبع سُنّتَه إلي يومِ الحساب/ والسلام على جميع أنبياء الله ورسله للعالمين/ .
السادة ضيوفَ بلادنِا الكرام
من وزراءِ الثقافةِ في العالم الإسلاميِّ
الحضور الكريم
أحييكم تحيةً طيبةً من عندِ اللهِ مباركةً / السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته / وأرجو أن أرحب ترحيباً حاراً بإسم أهلِ السُّودان جميعاً بضيوفِنا الكرام وهم يشرِّفوننا بحضورِهم مشاركين لنا في ختام مشروعَ سنّار عاصمةِ الثقافةِ الإسلاميةِ 1438 هـ /2017م/ مُتَّخذينَ من نجاحِ هذا المشروعِ مَدْخَلاً لنهضةٍ تنمويةٍ اقتصاديةٍ واجتماعيةٍ وثقافيةً شاملةٍ/ مِحْوُرها الإنسان / ويسعدُني أنَ يكون ملتقاكم هذا أولى مَحَطَّاتِها/ كما يسعدُني أنْ أخص بالتحية والترحاب الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري/ المدير العام للأيسيسكو/ وهو يقود هذه المنظمة بحكمةٍ ومعرفةٍ / ونثِّمن جُهُودَهُ الـمُقَدَّرة في لَمِّ شَمْلِ الأمةِ الإسلاميةِ وحفظ تراثها/ .
الحضور الكريم
تمثل سنّار واحدةً من الحَلْقاتِ المهمةِ في سلسلةِ الأمجادِ السودانيةِ العظيمةِ / فهي الدُّرَّةُ الواسِطَةُ في عِقْدِ الحضارةِ السُّودانيةِ الـمُتصِل/ وَرِثَتْ ما قبلَها وأورثَتْ ما تلاها/ سليلةُ أمجادٍ تمتدُّ إلى آلافَ السِّنينِ في كَرْمه وكُوش ومروي ونوبَاتْيا والـمَقَرَّة وعَلَوَة / وتتمدد في جغرافيا البلاد من شرقِها إلى غربِها إلى شمالها وجنوبها/ لذا جعلنا من هذه الاحتفائيةِ مناسبةً للنهوضِ الثقافيَّ الوطنيِّ الشامل/ وجعلنا من الاحتفاء بسنّار احتفاءً بكلِّ المدنِ السُّودانيةِ المعاصرةِ في الفاشر وسواكن وشندي ودنقلا وبربر وحلفاية الملوكِ وأم درمان وغيرها من حواضر ولايات السُّودان/ ولن يتوقف هذا الاحتفاء والاهتمام والرعاية للفكر والثقافة في البلاد بإنتهاء الاحتفالية بل سوف يمتد زماناً ومكاناً/ إيماناً منّا بأن النهضةَ الوطنيةَ لن تَتَأَتَّـى بدونِ نهضةً ثقافيةٍ وفكريةٍ وعلميةٍ شاملة .
لقد أدارت مملكة سنّار البلاد لأكثر من ثلاثةِ قُرون في حُكمٍ كُونفدرالي يقوم على مبدأ إدارة التَّنُّوع والتَّعدُّديةِ الثقافيةِ/ فما أحوجنا اليومَ للاسترشادِ بهذه التجربِة وإعادةِ إحيائِها/ وبلادُنا تسعى لبناء وحدةٍ وطنيةٍ قائمةٍ عليها / وتُؤَسِّس لاستقرارٍ سياسيِّ يستندُ إلى ممارسةٍ حزبيةٍ راشدة/ يتمُّ فيها تداولُ السلطةِ بناءً على التنافِس السلميِّ الرشيدِ لتحقيق المصلحة القومية للدولة والمجتمع/ .
لذا جعلنا من سنّارَ عاصمةَ الثقافةِ الإسلاميةِ مناسبةً للحّثِّ على حمايةِ التُّراثِ الحضاريِّ والتَّعُّدِدية الثقافيةِ والعيشِ المشترك تحتَ رأيِة الإسلام الذي يُبْغضُ روحَ التّعصُّبِ العِرقيّ والَولاء القبليّ والتوجه الشعوبي العنصري .
الحضور الكريم
إن الاحتفاءَ بالعواصمِ الإسلامية أمرٌ مهمٌّ لتصحيح المفاهيم والاتجاهات الفكرية الدينية والتربوية الخاطئة التي تقود للتطرُّف / وما يؤديه ذلك إلى تصعيد لظاهرةُ التَّخويفِ من الإسلام (الأسلاموفوبيا)/.
إننا بالإحتفاء بسنّار نقدم لكم / ضُيوفَنَا الكرام صورةً إيجابيةً حقيقيةً عن الإسلام وروحِ التسامحِ والتصالحِ مع الثقافاتِ الـمَحَلَّية / فقد جذبت هذه الصفات هِجراتً قاصدةً من غربِ أفريقيا وهم يَمضُون في طريق الحجِ لمكة المكرمة ولمدينةِ المصطفى عليه أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ التسليم/.
الحضور الكريم
إن هذا الاحتفال بسنّار عاصمةً للثقافة الإسلامية هو فرصةٌ طيبةٌ لتعزيز التعاونِ والشراكةِ بين السُّودان والدولِ الأعضاء في منظمةِ التعاون الإسلامي/ وإبرازِ الوجهِ الحضاريِّ للثقافةِ السُّودانيةِ الإسلامية وتعريفِ العالم بالتراثِ الحضاريّ : الآثاريّ والثقافيِّ والتاريخيِّ للسودان / والتأكيدِ على التسامحِ ونشرِ ثقافةِ السَّلام والوَسَطِيةِ والاعتدالِ في المنطقتين العربيةِ والإفريقيةِ وفي العالم .
وخــتــــــــــامــــاً
لا يَسعٌني إلا أن أُزجيَ أسمى آياتِ شكري وتقديري لفكرةِ العواصمِ الثقافيةِ النيّرة / وللأخ النائب الأول الذي كان جديراً بتكليفِنا بمتِابعتها / ولِطاقمِهِ في اللجنة العليا / وفي الإشرافِ / وفي الأمانة العامةِ / لاشتراكهم في توظيف هذه الفرصة خَيْرَ توظيف / .
وأشكر لكم / ضيوفَنا الكرام / حضورَكم ومشاركَتَنا ختامَ فعاليات سنّار عاصمةِ الثقافةِ الإسلاميةِ / واتخاذَ بلادِنا مقراً لاجتماعِكم العاشرِ المعقُودةِ عليه آمالُ متعاظمة في استئنافِ الريادةِ العلميةِ والثقافيةِ التي طالما حَظِىَ بها العالمُ الإسلاميُّ متمنياً لكم من الله السداد والتوفيق إنه نعم المولى ونعم النصير/ .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركات

 

كيم