قرارات للأمم المتحدة تشدد على صحة النبات

روما  22-12-2018(وكالات)

 أشادت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بقرار الأمم المتحدة بتخصيص يومين دوليين جديدين وعام كامل لقضايا مركزية تتعلق بالأمن الغذائي والتغذية في العالم.

فقد تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة ثلاثة قرارات جديدة تتضمن ثلاث مبادرات لزيادة الوعي تركز على صحة النبات وسلامة الأغذية والبقول.

ورحبت الفاو وأمانة الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات، ومقرها في الفاو، بقرار إعلان عام 2020 السنة الدولية لصحة النباتات. فمع فقدان ما يصل إلى 40 في المائة من المحاصيل الغذائية العالمية سنوياً بسبب الآفات النباتية، فإن تعزيز صحة النباتات هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للرأي العام وصانعي السياسات. ومن الناحية الاقتصادية وحدها ، تكلف الأمراض النباتية الاقتصاد العالمي حوالي 220 مليار دولار سنويا والحشرات الغازية حوالي 70 مليار دولار.

وقالت ماريا هيلينا سيميدو، نائب المدير العام للفاو: “إن السنة الدولية لصحة النباتات هي مبادرة رئيسية لإبراز أهمية صحة النبات لتعزيز الأمن الغذائي وحماية البيئة والتنوع البيولوجي وتعزيز التنمية الاقتصادية”.

وفي القرار الثاني سيحتفل العالم في العاشر من فبراير كل عام، بدءً من الآن، باليوم العالمي للبقول، مما سيحافظ على الزخم الإيجابي المتعلق بالبقوليات الصحية والمغذية الغنية بالبروتين والنيتروجين بعد حملة السنة الدولية للبقول الناجحة التي قادتها الفاو عام 2016. فزراعة البقول تساهم في الإنتاج المستدام للمحاصيل.

وحسب القرار الثالث سيكون يوم 7 يونيو هو اليوم العالمي لسلامة الأغذية، بما يبرز قضية ذات أهمية متزايدة في أنظمة الأغذية المترابطة للغاية في هذا العصر. وتلاحظ الفاو بارتياح أن قرار الأمم المتحدة أقر صراحة بأنه “لا يوجد أمن غذائي بدون سلامة الأغذية”.

ودعت الجمعية العامة للأمم المتحدة منظمة الفاو، مع أمانة الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات، إلى العمل كجهة رائدة لتوجيه الأنشطة المتعلقة بالسنة الدولية لصحة النباتات، ودعت الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص إلى المشاركة على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية. وسيعقد مؤتمر دولي حول الصحة النباتية من ضمن آلاف الفعاليات المتعلقة بصحة النباتات خلال عام 2020.

وكانت ﻓﻨﻠﻨﺪا أول من اقترح على إدارة الاﺗﻔﺎﻗﻴﺔ الدولية لحماية اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﻓﻲ ﻋﺎم 2015 تخصيص هذه السنة، وﻓﻲ ﻳﻮﻟﻴﻮ 2017 اﻋﺘﻤﺪ ﻣﺆﺗﻤﺮ الفاو ﻗﺮاراً يدعم هذا الاﻗﺘﺮاح.

وقالت وزير الزراعة والغابات في فنلندا ياري ليبا: “لا تحمل الآفات والأمراض جوازات سفر أو تتقيد بمتطلبات الهجرة، وبالتالي فإن منع انتشار هذه الكائنات الحية يعد إلى حد كبير مهمة دولية تتطلب تعاون جميع البلدان. ولهذا السبب، اقترحت فنلندا إعلان عام 2020 سنة دولية لصحة النباتات”.

وقالت سيميدو: “على الرغم من التأثير المتزايد للآفات والأمراض النباتية، فإن الموارد شحيحة لمعالجة المشكلة. نأمل أن تؤدي هذه السنة الدولية الجديدة لصحة النباتات إلى تنشيط تعاون عالمي واسع لدعم سياسات الصحة النباتية على جميع المستويات مما سيسهم بشكل كبير في جدول أعمال التنمية المستدامة”.

يسبب الغذاء غير الآمن أكثر من 200 مرض في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بعض أشكال السرطان، مما يبين أن موضوع ضمان الأمن الغذائي ومعركة القضاء على الجوع تمتد إلى ما هو أبعد من قضايا الإنتاج والتوزيع.

تؤثر الأمراض المنقولة بالغذاء على ما يقدر بنحو 600 مليون شخص سنوياً وتترك عبئاً ثقيلاً على صحة الإنسان، ولا سيما الأطفال الصغار والأشخاص الذين يعيشون في المناطق ذات الدخل المنخفض في العالم. وعلاوة على ذلك، فإن الغذاء الآمن يسهم إيجاباً في التجارة والتوظيف والتخفيف من حدة الفقر.

يدعو قرار الأمم المتحدة كل من الفاو ومنظمة الصحة العالمية إلى تيسير الاحتفال باليوم العالمي لسلامة الأغذية الذي دعت إليه كوستاريكا لأول مرة – والمساعدة في تلبية الحاجة الملحة لزيادة الوعي العالمي بأهمية تحسين سلامة الأغذية.

كما يقر القرار بالأدوار الرئيسية التي تلعبها هيئة الدستور الغذائي – التي تديرها الفاو ومنظمة الصحة العالمية – واتفاقية منظمة التجارة العالمية بشأن تطبيق التدابير الصحية والصحة النباتية في مجال سلامة الأغذية. تعمل الفاو بشكل وثيق مع الدول الأعضاء لتعزيز القدرة على الامتثال للمتطلبات الدولية والمساهمة في صياغة القواعد التي تحكم سلامة الأغذية.

وستشارك الفاو في تنظيم مؤتمرين دوليين رئيسيين بشأن سلامة الأغذية في عام 2019، إحداهما في إثيوبيا في فبراير ، بينما سيعقد الآخر في سويسرا في أبريل.

ويقوم اليوم السنوي الخاص بالبقول، الذي دعت إليه بوركينا فاسو، على السنة الدولية للبقول التي اضطلعت بها الفاو عام 2016.

تمتاز محاصيل البقول مثل العدس والفاصوليا والبازلاء والحمص بفوائدها المتعددة، كونها تعتبر من المصادر الرئيسية للبروتينات النباتية والأحماض الأمينية المطلوبة للنظم الغذائية البشرية، ناهيك عن دورها في توفير خدمات غاية في الأهمية بالنسبة للنظم الإيكولوجية، وذلك بفضل قدرتها – عندما تزرع كمحاصيل غطاء أو لإنتاج الغذاء – على إصلاح نسبة النيتروجين الجوي في التربة. في المتوسط، تنتج محاصيل الحبوب التي تزرع بعد البقول ما مقداره 1.5 طن أكثر لكل هكتار مقارنة بالمساحات التي لم تزرع بالبقول في الموسم السابق، وهذا يعادل تأثير 100 كيلوغرام من السماد النيتروجيني.

وأكدت الجمعية العامة أيضاً على أن محاصيل البقول يمكن أن تلعب دوراً قوياً في تحسين المساواة بين الجنسين، مشيرة إلى أن هذه المحاصيل غالباً ما تزرع من قبل النساء. ونوهت الجمعية بكمية عنصر الحديد الموجودة في هذه المحاصيل وهو ما يساهم إسهاماً كبيراً في صحة المرأة في سن الإنجاب. كما تعتبر البقول أيضاً مصادر مهمة لفيتامينات ب، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والفوسفور والزنك، وتمتاز بارتفاع نسبة الألياف فيها، وتعتبر بديلاً أقل سعرات حرارية مقارنة بالحبوب.