فاو: ارتفاع وشيك لعدد الجائعين في العالم

روما -الفاو – كشف تقرير صدر ، عن الأمم المتحدة، أن أعداد الجائعين في العالم إلى ارتفاع وشيك وصل إلى 821 مليون شخص، الغالبية العظمى منهم في قارتي إفريقيا وآسيا.

جاء ذلك في تقرير أممي استعرضه المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغريك، بمقر المنظمة في نيويورك.

وأوضح دوغريك أنه “للسنة الثالثة على التوالي، كان هناك ارتفاع في الجوع بالعالم، وفقا لتقرير جديد للأمم المتحدة عن حالة الأمن الغذائي والغذاء في العالم”.

وأضاف أن التقرير هو مشروع مشترك بين منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية.

وأشار إلى أن التقرير أفاد بأن عدد الجياع في العالم يتزايد، وبلغ 821 مليونا في 2017 أو بمعدل واحد من بين كل تسعة أشخاص، مع وجود أكثر من 151 مليون طفل يعانون التقزم.

وحذر التقرير، من أن استمرار زيادة معدلات الجوع خلال السنوات الثلاث الماضية بمثابة “انتكاسة وتحذير” لاستراتيجية القضاء على الجوع بحلول 2030.

وبحسب التقرير، تم إحراز تقدم ضعيف في الحد من التقزم بين الأطفال جراء سوء التغذية، حيث بلغ العدد 151 مليون طفل عام 2017، مقارنة بـ 165 مليونا في 2012.

وحذر التقرير من أن واحدة من كل ثلاث نساء في سن الإنجاب تعاني فقر الدم الذي له عواقب وخيمة على صحة ونمو النساء وأطفالهن.

كما حث التقرير دول العالم على خلق تحول مستدام نحو الزراعة ونظم الأغذية الحساسة للتغذية التي يمكن أن توفر الغذاء الآمن والعالي الجودة للجميع.

وابان التقرير ان  التقلبات المناخية تسهم  في زيادة الجوع في العالم، إذ سجل عدد الأشخاص الذين يعانون نقصا مزمنا في التغذية ازديادا في 2017 للسنة الثالثة على التوالي بعدما كان المنحى تراجعيا في ما مضى.

ويشكل ازدياد معدلات الحرارة القياسية والمشكلات المناخية كالفيضانات وموجات الجفاف “أحد الأسباب الرئيسية لأزمات غذائية خطيرة”، على ما أظهر التقرير الذي نشرته خمس وكالات تابعة للأمم المتحدة، هي منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية.

وذكر التقرير السنوي الصادر بعنوان “وضع الأمن الغذائي والتغذية في العالم” أن 821 مليون شخص كانوا يعانون نقصا مزمنا في الغذاء في 2017 في مقابل 804 ملايين في 2016، أي ما نسبته واحد من كل تسعة أشخاص في العالم.

ونقلت “فرانس برس” عن مدير الطوارئ في منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة (فاو)، دومينيك بورغون، قوله أن “إفريقيا هي القارة الأكثر تضررا” على صعيد عدد الجياع، مع 21% من إجمالي السكان فيها يعانون من نقص في التغذية.

وبحسب المعايير عينها، 11.4% من سكان آسيا يعانون نقصا في التغذية و6.1% في أميركا اللاتينية والكاريبي و7% في أوقيانيا وأقل من 2.5% في أميركا الشمالية وأوروبا.

وفي أوروبا، يعاني بلدان من الجوع أكثر من أي بلد آخر في القارة وهما ألبانيا (5.5% من السكان) وصربيا (5.6% من السكان).

وعلى الصعيد العالمي، عاد عدد الجياع في العالم في 2017 إلى مستواه “قبل عشر سنوات”، ما يؤكد استمرار ارتفاع عدد الذين يعانون من الجوع منذ 2015.

وقال بورغون “نحن قلقون إزاء تدهور الوضع في أميركا الجنوبية”، متطرقا إلى فنزويلا التي تواجه أزمة اقتصادية خطيرة وأيضا “الممر الجاف” بين نيكاراغوا وغواتيمالا وسلفادور في أميركا الوسطى “حيث يسجل احتمال حصول ظاهرة مناخية جديدة على شاكلة ‘إلـ نينيو‘ مع ازدياد موجات الجفاف، ارتفاعا مطردا كل يوم”.

غير أن “الأزمة الغذائية الأكثر حدة حاليا تسجل في بلد غارق في الحرب هو اليمن” حيث يعاني 35% من السكان نقصا في التغذية بحسب الخبير.

ولفت التقرير إلى أن “تغير المناخ والظواهر المناخية القصوى تمثل عوامل رئيسية في الازدياد الأخير للجوع في العالم وأحد الأسباب الرئيسية للأزمات الغذائية الخطيرة”.

وتابعت المنظمات الأممية في تقريرها “ثمة عدد متزايد من العناصر التي تدفع إلى الاعتقاد بأن للتغير المناخي تبعات على الزراعة والأمن الغذائي”.

وبين 1986 و2006، حصل ازدياد هائل في الكوارث الطبيعية المتصلة بالمناخ التي تمثل 80% من إجمالي الكوارث الطبيعية، بحسب بورغون الذي أشار إلى أن تأخر المواسم الزراعية أو حصولها في فترات أبكر أو حتى زوالها تماما في بعض مناطق العالم “له أثر هائل على المحاصيل الزراعية”.

وخلال السنوات العشر الأخيرة، سجلت موجات جفاف في 36% من البلدان التي عرفت ازديادا في معدلات نقص التغذية وفق الخبير.

وتعرض “فاو” والأمم المتحدة مروحة من التقنيات الزراعية الواجب اعتمادها تبعا للأوضاع المحلية، للتكيف مع التغيرات المناخية ومحاولة الحفاظ على المحاصيل الزراعية.

وفي الدرجة الأولى، يوصى باختيار بذور تنمو بسرعة، كي يكون موسم الحصاد قصيرا، ما يحدّ تاليا من التعرض لتبعات التقلبات المناخية.

وعلى الصعيد الصحي، سجلت الأمم المتحدة تقدما وحيدا يتمثل في تراجع نسبة الأطفال الذين يعانون تأخرا في النمو إلى 22% بعدما كانت 25% في 2016، لكن هذه الحالات لا تزال تصيب 151 مليون طفل حول العالم.

كذلك حذرت الأمم المتحدة من زيادة معدلات البدانة لدى الأشخاص البالغين، إذ باتت هذه الحالات تطاول “شخصا من كل ثمانية” بالغين في العالم. وباتت البدانة مصنفة ضمن “الأشكال المختلفة لسوء التغذية”.

ولفت بورغون إلى أن الأشخاص “الذين يعانون نقصا في التغذية خلال الطفولة، يواجهون لاحقا خطرا أكبر للإصابة بالبدانة”.

وأبدت الأمم المتحدة أيضا قلقا إزاء صحة النساء إذ إن “امرأة من كل ثلاث في سن الإنجاب تعاني فقر الدم” مع “تبعات كبيرة” على صحتهن وصحة أطفالهن، وفق التقرير الذي لفت إلى أن النساء أكثر عرضة من الرجال لتداعيات الأمن الغذائي في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.