عربي مرشح لمنصب مدير «منظمة التجارة»

علمت “الاقـتصادية” أن الإتحاد الإفريقي سيقرر في أديس أبابا، نهاية هذا الأسبوع، ما إذا كان سيدعم ترشيح العربي المصري-السويسري عبدالحميد ممدوح؛ المسؤول الكبير السابق في منظمة التجارة العالمية في جنيف، لمنصب المدير العام المقبل للمنظمة، ويشارك في السباق ثلاثة أفارقة آخرين من نيجيريا، وبنين، وكينيا. وكان ممدوح؛ قد أعلن مبكرا من القاهرة بداية كانون الثاني (يناير) الماضي، ترشيح نفسه للمنصب خلفا للمدير العام الحالي البرازيلي روبرتو أزفيدو؛ الذي تستمر ولايته الثانية حتى آب (آغسطس) 2021، رغم أن السباق على المنصب لم يُفتتح رسمياً بعد، غير أن المناورات بدأت بالفعل داخل أروقة المنظمة المطلة على بحيرة جنيف.
وبعد أن حصل الدبلوماسي المصري السابق على موافقة مبدئية من حكومته في دعم ترشيحه لمنصب المدير العام للمنظمة، ترى الدبلوماسية السويسرية، التي تم الاتصال بها، أنه من السابق لأوانه اتخاذ موقف بشأن ترشيح عبدالحميد ممدوح.
من جانبه، يأمل ممدوح؛ الحصول على مباركة ليس فقط من بلده المُتبني، لكن أيضا من الاتحاد الإفريقي، وسيجتمع أعضاء هذا النادي الذي يضم 55 دولة إفريقية، في قمتهم السنوية الـ 33 في 9 و10 من الشهر الجاري فى أديس أبابا، ومن المتوقع أن يقرر القادة التقدم بمرشح إفريقي واحد للمنصب الأعلى في منظمة التجارة العالمية.
وممدوح الذي يقيم بين القاهرة وجنيف، ليس المرشح الوحيد الذي يأمل أن يحصل على لقب فارس الاتحاد الإفريقي، فهناك النيجيري يونوف فردريك أغا؛ وهو في الوقت الراهن أحد النواب الأربعة للمدير العام لمنظمة التجارة، والبنيني إيليو لاورو؛ السفير لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف، وأيضا ضمن القائمة الكينية أمينة محمد؛ الدبلوماسية السابقة لدى منظمة التجارة ووزيرة التعليم لاحقا.
وقال لـ “الاقتصادية”، دبلوماسي إفريقي في جنيف، إنه “ينبغي أن يعود المنصب في آخر الأمر إلى قارتنا، ونحن نرغب تعيين مرشح واحد نطلقه في السباق من الآن. في الماضي، فشلت إفريقيا في الفوز بمناصب دولية مهمة بسبب تعدد الترشيحات. هذه المرة سنتقدم بمرشح واحد لمنظمة التجارة”.
ولا يُخفي عبد الحميد ممدوح (67 عاما)؛ حماسته للفوز بالمنصب حيث يطرح سيرة مهنية مملوءة جدا بالمهارات، نال في الأصل دبلوما في القانون، ثم انضم إلى الدبلوماسية التجارية المصرية عام 1976 وهو بعمر 33 عاما. جاء إلى جنيف عام 1985 كمفاوض تجاري لبلده مصر.
في هذه الفترة، كانت الهندسة التجارية الدولية لا تزال تحت الإنشاء، وفي 1989 انضم إلى منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتعرفة الجمركية “جات”؛ سلف منظمة التجارة العالمية، كمستشار قانونى لتسوية المنازعات. وتسلق السلالم درجة درجة، وهو في أعلى السلم وإليه تعود مسؤولية جزئية في صياغة الوثيقة الأساسية للاتفاق العام بشأن الخدمات، قبل أن يصبح رئيسا لقسم الخدمات في منظمة التجارة العالمية.
واليوم تشكل الخدمات (المصارف، والتأمين، والسياحة، والتوزيع، والتدقيق المحاسبي، والاستشارات المالية) الجزء الأكبر من الناتج المحلي الإجمالي في العالم، وستصل إلى أكثر من 60 في المائة في الدول الصناعية المتقدمة؛ بل إلى 78 في المائة في سويسرا.
وعندما حلت منظمة التجارة العالمية محل “جات” في 1995، تولى عبدالحميد ممدوح؛ رئاسة قسم الخدمات والاستثمار، وهي مسؤولية حافظ عليها حتى تقاعده في 2017.
ومنذ ذلك الحين، انضم إلى مكتب المحاماة الشهير في جنيف “كنج آند سبالدنك”، وهو أيضا بروفيسور زائر لمركز دراسات القانون التجاري في جامعة لندن.
ويجمع بيان الترشيح لممدوح أولويتين، الأولى أن القارة الإفريقية ينبغي أن تجد مكانا لها على خريطة التجارة العالمية، وأن هذا يمر عبر إنجاح السوق الإفريقية المشتركة، والأخرى “تحويل منظمة التجارة”، بمعنى آخر تحقيق إصلاحات جذرية فيها؛ لأن “الإصلاحات ضرورية وستفرض نفسها إذا أرادت المنظمة أن تتصدى للتحديات التي تواجه النظام التجاري العالمي”.
و”إذا قررت الدول الإفريقية أن تقترح رسميا مرشحا مقنعا واحدا، فالأعضاء الآخرون سيقبلونه على الأرجح”، حسبما يقول كريستيان باوليتو؛ الدبلوماسي السويسري السابق، والبروفيسور الحالي في الجامعة الدولية في جنيف. وبالنسبة له، فإن من بين المرشحين المُقبلين، ينبغي رؤية مَن هو المُهيأ الأفضل لقيادة النقاشات حول الإصلاحات، وهو موضوع سياسي بالدرجة الأساس وحساس للغاية. وأضاف، أنه ينبغي للحكومات أن تعطي الأولوية للمرشح الذي يمكنه الاستفادة من ثقة القوى التجارية الكبرى وخططه في الإصلاح، ولا سيما الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي .