صخور القمر تلقي ضوءاجديدا على براكين الأرض

بعد مرور خمسين عاما على أول مرة يطأ فيها البشر سطح القمر، يعتقد علماء أن عينات الصخور التي جمعها رواد الفضاء في برنامج أبولو قد تساعد في التنبؤ بثورات البراكين على الأرض بدقة أكبر.

وعينات الصخور البازلتية، الشبيهة بمعظم الصخور البركانية على الأرض، هي بقايا من ماضي القمر البركاني، إذ تُظهر دراسات أدلة على حدوث ثورات بركانية هناك قبل ما يتراوح بين 1.5 مليار عام إلى ملياري عام.

ومن خلال فحص عينات من القمر وأيضا من كوكب المريخ وكويكب فيستا، يقارن العلماء بين الكيفية التي تشكلت بها الصخور في ظروف جاذبية مختلفة، خاصة كيفية تأثير الجاذبية في الحمم المنصهرة الموجودة داخل كتل صخرية قبل مليارات السنين.

وقال مات بانكهيرست من معهد علم البراكين في جزر الكناري في تنيريفي، والذي يقود فريق البحث، لرويترز ”نواجه حاليا ثغرة في علم البراكين إذ أننا نستطيع مراقبة ما يحدث في بركان في الوقت الراهن لكن من الصعب جدا رؤية المستقبل لأننا لا نملك مرجعية من الماضي“.

وأضاف ”ننظر لصخور القمر لأنها تملك شيئا مميزا جدا إذ أنها تشكلت في بيئة جاذبية أضعف وهو ما يغير سلوك البلورات والحمم تجاه بعضها البعض أثناء تشكلهما“.

وتابع قائلا ”لهذا تعطينا دراسات مثل هذه أساسا لفهم العمليات التي تحدث تحت تأثير الجاذبية الأرضية“.

وأقرضت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) فريق الدراسة 18 عينة قمرية كانت محفوظة بعناية في مركز جونسون للفضاء في هيوستون بتكساس.

وبين عامي 1969 و1972، جمعت ست بعثات هبطت على القمر في إطار برنامج أبولو أكثر من ألفي عينة يصل وزنها الإجمالي إلى 382 كيلوجراما من الصخور والحصى والغبار من سطح القمر.

وقال رايان زيجلر المسؤول عن حفظ عينات أبولو في ناسا، إن العينات المستخدمة في الدراسة جمعتها بعثتا أبولو 12 و15 وجاء بعضها من منطقة واسعة على سطح القمر.

وأضاف مخاطبا رويترز في معهد (دياموند لايت سورس) في بريطانيا حيث يجرى البحث ”كانت أبولو 15 أول بعثة تستخدم عربة (استكشاف الفضاء) لذا كان بمقدورهم أن يجوبوا مساحة أكبر. وتمكنوا من زيارة منطقة بازلتية تعرف بالأخدود القمري عبارة عن أنبوب حمم منهار بالأساس“.

وتابع قائلا وهو يمسك قطعة من صخور القمر مغلفة بمادة صمغية ”بالتالي فإنها من منطقة بركانية لا تختلف عن هاواي“.

ويجري علماء في تنيريفي والولايات المتحدة وبريطانيا هذه الدراسة بتمويل من الحكومة البريطانية ومؤسسة (ويلكام تراست) الخيرية للأبحاث.

وقال زيجلر ”إذا أردتم فهم كيف ستثور البراكين على الأرض وبأي جدول زمني، فإن دراسة صخور من كواكب أخرى ستساعدكم فعلا في معرفة المزيد عن الأمر“.