شرف: لا يوجد ما يمنع دفع العلاقات السودانية الأماراتية إلى الأمام

مساعد وزير الخارجية الاماراتي في حوار مع (smc):

حجم التبادل التجاري مع السودان (3,5) مليار دولار وهو مبلغ بسيط جداً

سنتكلم مع أصدقاءنا لرفع الحصار عن السودان حتى تيسر التعاملات المالية بالبلدين

التعامل المصرفي بالبلدين موجود ولكن ليس بالمستوى المطلوب

السودان تجاوز مرحلة الحصار بفضل الصبر ونحن سنقف معه

حوار: صديق الطيب علوبة (smc)

في أجواء ساخنة حملت الكثير من الشتاء الدافي السوداني الامارتي قام مساعد وزير الخارجية الاماراتي بزيارة الخرطوم التقى خلالها بعدد من المسؤولين ورجال الأعمال السودانيين.. المركز السوداني للخدمات الصحفية جلس لسعادة محمد شرف مساعد وزير الخارجية الاماراتي للشؤون الاقتصادية والتجارية في لقاء خاطف تناول فيه المسؤول الاماراتي العديد من القضايا بين البلدين خاصة المتعلقة بالجوانب الاقتصادية والتجارية بجانب قضايا الاستثمار الاماراتي السوداني..

بدءاً عن العلاقات السودانية الاماراتية؟

العلاقات السودانية الاماراتية طيبة وتاريخية أزلية لا يوجد فيها أي غبار “مثل ما نحن ما نقول” وطبعاً أول زيارة قام بها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للسودان بعد الاتحاد وأول رئيس زار دولة الامارات العربية المتحدة كان الرئيس جعفر نميري رحمه الله، هذا في جانب العلاقات السياسية، أما على مستوى العلاقة الاقتصادية فهي موجودة ونحن نتطلع لأن يستفيد السودان من الخبرات الاماراتية المتراكمة التي اكتسبتها خلال (46) سنة ونحن نعمل على مساعدة السودان في ذلك، فالعلاقة بين البلدين متميزة وأزلية ولا توجد موانع لدفعها للأمام، فالعلاقة قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

نحن جئنا الآن لدفع العلاقات إلى الأمام خاصة في مجال القطاع الاقتصادي والتجاري.

هل هي الزيارة الأولى للسودان؟

لا .. زرت السودان من قبل باعتبار أني قطاع خاص  واليوم أنا حكومة حيث شهد السودان تطوراً ملحوظاً في البنيات التحتية “اليوم انا تحت عباءة الحكومة”.

كم يبلغ حجم الاستثمارات الاماراتية بالسودان؟

حجم التبادل التجاري يبلغ أكثر من (3,5) مليار دولار وهو مبلغ بسيط جداً، فالسودان لديه طاقة أكثر وتوجد فيه فرص أكثر مش فقط للامارات.. ونحن هدفنا أن كل الدول الصديقة تدخل الاستثمار بالسودان وهذا يحتاج لجهد ودعم من الأصدقاء (دعم فني، دعم استشاري) وأنا كما ذكرت لك لدينا خبرة في مجالات عدة ونحن مستعدون لمشاركتهم لجذب الاستثمارات لأهلنا بالسودان والفرص الموجودة في السودان “مش فقط موجود في قطاع واحد أو اثنين” ما شاء الله السودان دولة غنية في الموارد البشرية أو الطاقة الطبيعية (بترول، معادن، زراعة) فالسودان يوجد فيه فرص استثمارية يجب استغلالها استغلالاً أمثل والسودان فيه فرص وخير كتير للجميع.. ونحن مستعدون لنعمل معكم ونعطيكم خبراتنا المتراكمة حتى يستفيد منها السودانيين في المستقبل.

هنالك مطالبات بتفعيل مجلس الأعمال الاماراتي السوداني؟

نعم .. اتفق معك بمطالبات رجال الأعمال وأصحاب العمل الخاص وأحد الأسباب في عدم تفعيل مجلس الأعمال السوداني الاماراتي، فاليوم التجارة الموجودة بين البلدين هي تحصيل حاصل.. ونحن إن شاء الله نعمل ونحرص على تفاعيل المجلس والتجارة المتبادلة ونعتبر هذه المرحلة “مرحلة الخطوبة” ولما نستثمر بالبلدين استثماري فعلياً على أرضا لواقع هذا صار مرحلة (الزواج أو عقد القران).

وهذا ربط سيكون طويل الأمد، فالسودان عبر وتجاوز مرحلة الحصار الأمريكي بفضل الصبر ونحن كإماراتيين سنقف معكم.

 

هل تعكس زيارتكم رغبة الامارات في زيادة استثماراتها بالسودان؟

هذه كانت زيارة لمعرفة المزيد من فرص الاستثمار الموجودة بالسودان والامارات تريد أن تشارك السودانيين بنجاحاتها في قطاع الاستثمار وأن توجد شركات استثمارية بالبلدين ونحن كحكومة ودولة لا نستطيع أن نجبر المستثمرين أو الشركات الخاصة ورجال الأعمال، فالمستثمرون الموجودون بالسودان هم خير سفراء للقادمين الجدد فالتشريع الجيد يمهد لدخول مستثمرين جدد فجذب الاستثمارات يحتاج لتشريع ويحتاج إلى مصداقية، فالمستثمر يريد الربح وأيضاً البنيات التحتية مهمة جداً للمستثمر، فالمطلوب منكم شفافية لجذب المزيد من الاستثمارات وأنا متفائل أن السودان يعمل برغبة كبيرة لجذب استثمارات جديدة خاصة من الامارات.

مذكرات التفاهم بين البلدين هل هناك أي إتجاه لتطويرها؟

مذكرات التفاهم والاتفاقيات موجودة ولكن القطاع الاقتصادي لم يقم بتفعيلها ونحن ندعو الأشخاص المعنيين بتفعيل الاتفاقيات والمذكرات على أرض الواقع.. ونحن كحكومتين وقعنا الاتفاقيات وهو موجودة في الأدراج الآن جاء دور القطاع الخاص. أنا جلست مع القطاع الخاص السوداني وبعد عودتي لبلادي سوف أجلس مع القطاع الخاص الاماراتي وسوف اقترح أن يجلس القطاعين مع بعضهم البعض دورياً، فالقطاع الخاص السوداني طلب أن يجلس مرة في العام على الأقل وأنا أقول تكون مرة كل شهر “كيف يجلسوا مرة في شهر إذا وجدت فرص استثمارية؟” فالشركات والمستثمرون لا يخافون من التحديات بل يخافون من أمانة الاستثمار وإذا الأمان موجود يضمن كذلك استمرارية الاستثمار.

فرجال الأعمال أصحاب اتحاد العمل تكلموا عن التحديات والمشاكل التي تواجههم، وأنا قلت لهم إن كل التحديات التي ذكرت سيكون وراءها فرص عديدة وطلبت منهم التعاون مع المستثمرين وتحويل تلك المشاكل والتحديات إلى فرص يستفيد منها البلدين وزيارتي هذه ستكون مركزة على قطاع الاقتصاد والتجارة.

هناك حديث عن أن التعامل المصرفي بين البلدين مازال دون الطموح؟

صراحة الامارات فتحت مصارفها وبنوكها للتعامل مع السودان إبان الحصار الأمريكي وأي شيء يمكن أن نفعله للسودان سنقوم به إن شاء الله فالتعامل المصرفي بين البلدين على المستوى الحاضر موجود ولكن ليس بالمستوى المطلوب، فالسودان يطلب التعامل على مستوى جميع المصارف وهذا ليس بيدنا وهذه عند حكومات أخرى.. ونحن نحاول ندعم السودان برفع الحصار حوله ان شاء الله وأمريكا رفعت بعض الأشياء ولكن بعض الأشياء لم ترفع بعد .

ما هي الجهود التي يمكن أن تبذلونها في هذا الجانب؟

نحن بدورنا كصديق للسودان سوف نتكلم مع اصدقاءنا لرفع الحصار وإسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب حتى تسير التعاملات المالية بالبلدين بشكل طبيعي مستقبلاً.