سويسرا والدنمارك تتصدر سوق العمل للشباب الأوروبي

شهدت حالة الشباب في سوق العمل في أوروبا الغربية تحسنا ملحوظا، وفي أوروبا الشرقية تحسنا مهما، وتبدو النتيجة العامة لعمل الشباب في عموم أوروبا “مرضية جدا” بين 2017 و2018. م
وعلى صعيد دول مجمل القارة القديمة، تصدرت سويسرا الدول الأوروبية، فيما لا تزال الدنمارك في المرتبة الثانية، في حين أكدت هولندا وألمانيا والنمسا مكانتهم القوية، مقارنة بالعام السابق .
ووفقا لآخر مؤشر لسوق عمل الشباب في أوروبا، الذي أعدته مؤسسة “كي أو إف” للدراسات، ويستند إلى نهج متعدد الأبعاد، حيث يتألف من 12 مؤشرا مقسمة إلى الأبعاد الأربعة التالية “حالة سوق العمل” و”نوعية العمل” و”نظام التدريب” و”سهولة الوصول إلى سوق العمل”. وتراوح قيم الفهرس من واحد إلى سبعة، وكلما زادت القيمة، كانت الحالة أفضل، ويأخذ المؤشر في حسبانه على وجه الخصوص معدل البطالة بين الشباب بالنسبة للبالغين.
وفي فهرس حالة الشباب في سوق العمل الأوروبية، نالت سويسرا 5.70 نقطة من سبع نقاط (5.71 نقطة في الدراسة السابقة)، متقدمة على الدنمارك الثانية (5.69) ولاتفيا الثالثة (5.62 . (
ويشرح الإخصائيون هذه الحيوية المستمرة في توظيف الشباب من خلال التطابق القوي بين العرض والطلب على المهارات في سوق العمل السويسرية، تماما كما هو الشأن في البرتغال أو إيطاليا.
وتمكنت هولندا (5.55)، وألمانيا (5.46)، والنمسا (5.43) من الاحتفاظ بترتيب مواقعها، وتشمل العشرة الأوائل أيضا سلوفينيا (5.41)، وجمهورية التشيك (5.37)، وليتوانيا (5.36)، واستونيا (5.35 ).
وتحسنت عموما حالة عمل الشباب بشكل ملحوظ في بلدان أوروبا الشرقية، حيث يبلغ المتوسط لدى دول الاتحاد الأوروبي 5.07 نقطة.
وتحسنت الحالة في عشرة دول، ما يوحي بأن الشباب مندمجون بشكل أفضل في سوق العمل، ففيما يتعلق بـ”نوعيه العمل”، تبدو الاختلافات طفيفة بين 2017 و2018 م ، ويلاحظ أن إستونيا وحدها هي التي أظهرت انخفاضا ملحوظا في هذا البعد، بينما سجلت كرواتيا ورومانيا واليونان ومونتنيجرو تحسنا ملحوظا.
وفيما يتعلق بالنظام التعليمي، لوحظت تغييرات كبيرة، ففي لاتفيا وقبرص وكرواتيا ومونتنيجرو، على وجه الخصوص، تحسن بعد “نظام التدريب”، في حين أنه أظهر تدهورا ملحوظا في الدنمارك وليتوانيا ولكسمبورج وتركيا وسلوفاكيا، وتعد التغييرات، التي طرأت على بعد “سهولة الوصول إلى سوق العمل” طفيفة للغاية .
وكان “معدل التعليم الرسمي” محور الطبعة الأخيرة لهذه الدراسة، ويورد هذا المؤشر نسبة الشباب، الذين تراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما ممن واصلوا التدريب العام أو التدريب المهني بعد التعليم المنهجي الرسمي، وهو يشير تحديدا إلى مستوى التدريب والتأهيل وعدد سنواته .
وفي هذا المؤشر، الذي استحوذ على أقوى النقاط، ظهرت اختلافات كبيرة بين الدول، ففي سلوفينيا ولكسمبورج وهولندا، يتلقى ثلاثة شباب من أربعة تدريبا عاما أو مهنيا، وفي تركيا ومالطا وبريطانيا، تبلغ هذه النسبة نحو 50 في المائة فقط.
وعلى الرغم من أن هذه الاختلافات ترتبط ارتباطا وثيقا بمؤشرات أخرى مثل نسبة بطالة الشباب، فإنها لا تسمح في الحكم بصورة كاملة عن وضع سوق عمل الشباب. ومن المستغرب أيضا أن بعض الدول شهدت اتجاهات متضاربة في هذا المجال على مدى العقد الماضي .
وتغير معدل التعليم الرسمي على نطاق واسع في مختلف البلدان، ففي بولندا وهنجاريا، انخفضت المشاركة بمقدار 10 نقاط مئوية بين 2007 و2017، كما لوحظ انخفاض طفيف في إستونيا وآيسلندا وفنلندا وليتوانيا.
من ناحية أخرى، ازدادت مشاركة الشباب في التدريب العام أو المهني زيادة كبيرة في دول أخرى، ففي بلغاريا، علي سبيل المثال، زادت هذه النسبة بنحو 20 نقطة مئوية (من 32 في المائة إلى 52 في المائة)، وفي إيرلندا (من 45 في المائة إلى 65 في المائة)، وفي إسبانيا (من 52 في المائة إلى 70 في المائة(.
وتؤكد الدراسة أن هذه الزيادة لها أثر كبير في تحسين سوق عمل الشباب، حتى إن لم تقابلها تحسينات مماثلة في الأبعاد

الأخرى ..