سلام الدوحة.. عزز وحدة السودان

 

أكد رئيس السلطة الإقليمية لدارفور الدكتور التيجاني السيسي، «أن اتفاق (سلام الدوحة) ساهم بصورة إيجابية كبيرة في تعزيز الوحدة الوطنية في السودان من خلال المكتسبات التي تحققت في دارفور وانعكست بصورة حقيقية على أرض الواقع أمنا وسلاما وتنمية واستقرارا يدعم مسيرة الوطن في كافة المناحي، وامتدت آثارها لصالح استقرار دول الجوار التي استفادت من تقدم عملية السلام في مشاريع تبادل المنافع وإعلاء المصالح المشتركة وتوسيع التعاون الاستراتيجي في مجالات الأمن الحدودي».
وقال في تصريحات للإذاعة السودانية أمس «إن اتفاقية (سلام الدوحة) منذ توقيعها واتجاهها لمرحلة التنفيذ العملي أكدت المحافظة على الوحدة الوطنية وجنبت السودان الكثير من المخاطر والأجندات الإقليمية والدولية المتربصة به والتي كانت تريد أن تتخذ من دارفور مدخلاً لتفتيت وحدة السودان لكن الاتفاقية حالت دون حدوث ذلك؛ لأنها لبت مطالب أهل دارفور وبتضمينها في الدستور الآن نقلت دارفور إلى آفاق أرحب من الاستقرار لتساهم بصورة عملية في وحدة واستقرار الوطن».
ونوه الدكتور التيجاني بأهمية الاجتماع الدولي التاسع للجنة متابعة وتنفيذ وثيقة الدوحة لسلام دارفور الذي سينعقد غداً الاثنين بمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور لتقييم مسار سير إنفاذ وثيقة اتفاق سلام الدوحة والاستماع لتقارير مفصلة من الحكومة السودانية والسلطة الإقليمية لدارفور وشركاء عملية السلام بشأن سير عملية التنفيذ.
وأوضح أن المرحلة المقبلة ستشهد زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دارفور لافتتاح عدد من المشروعات التنموية الكبرى، إيذاناً بدخول عملية السلام مراحل غير مسبوقة في مجالات البناء والإعمار وتطوير الحياة في دارفور نحو الأفضل والارتقاء بأوضاع أهلها الاقتصادية في إطار النهضة الكبرى التي تنتظم الإقليم وفق بنود اتفاق (سلام الدوحة).
وذكر أن شهر يناير الحالي سيشهد افتتاح مشروعات تنموية كبرى على يد النائب الأول للرئيس السوداني الفريق أول ركن بكري حسن صالح ونائب الرئيس حسبو محمد عبدالرحمن وتتضمن زياراتهما لدارفور رسائل بانتهاء عهد الحرب والدخول في مرحلة الأمان والتنمية المستدامة. وتشمل المشروعات التي سيتم افتتاحها قرى العودة الطوعية النموذجية وطريق الإنقاذ الغربي وأخرى تعليمية وصحية وخدمية متعلقة بإرساء مشروعات البنى التحتية للنهضة الشاملة.
وأكد التيجاني السيسي أن السودان الآن يتجه نحو احتواء النزاعات والخلافات والدخول في مرحلة الحوار الوطني الشامل الذي يؤسس لمرحلة الاستقرار الدائم.
وقال: إن مبادرة الحوار التي طرحها الرئيس البشير تمثل المخرج الوحيد لأهل السودان لتحقيق الوحدة والسلام الدائم وتحظى بتأييد ودعم أهل دارفور، مؤكدا أن واقع الحال الراهن في دارفور يشهد دعما وسندا شعبيا كبيرا من أهل الإقليم لاتفاق السلام الذي وفر لهم الأمن والأمان.
وأضاف «أن أهل دارفور يشعرون بالرضا التام تجاه عملية السلام التي حققت إنجازات تتم لأول مرة في دارفور منذ استقلال السودان شملت مجالات العودة الطوعية ومشروعات استقرار العائدين ودعم أهل دارفور تنمويا وسياسيا واجتماعيا وأمنيا للنهوض بالمنطقة، مشيرا إلى أن أبرز مظاهر الاستقرار تتمثل في تحول المجتمعات إلى مجتمعات منتجة، وانتعاش مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار والتواصل التجاري الحدودي وفتح مجالات الشراكات الاقتصادية الإقليمية التي تربط دارفور مع دول إفريقيا لتتحول إلى مركز اقتصادي كبير يخدم المنطقة وكل الخطط الراهنة تدعم هذه الاتجاهات».

 

العرب القطرية :