د.جبريل في حوار حصري : السلام قادم

حوار بلقيس فقيرى
الخرطوم (سونا)         أكدت حركة العدل والمساواة ان العودة لنظام الاقاليم عوضا عن الولايات، لا يعني الاتجاه الى أي شكل من اشكال الانفصال واشادت بتوفر الارادة السياسية للوصول للسلام في السودان.

وبشر الدكتور جبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة السودانية، في حوار مع سونا بتحقيق السلام قريبا بالسودان وقدم تعليقا حول الجهود الرسمية والاقليمية والدولية الجارية الآن بمدينة جوبا فى جمع ممثلى الحكومة الانتقالية وممثلى حركات الكفاح المسلح من الجبهة الثورية و الحركة الشعبية شمال جناح عقار فى مفاوضات السلام بمنبر جوبا للوصول الى إتفاق شامل يعالج قضايا السودان المختلفة.

حاورته وكالة السودان للانباء تلفونيا من جوبا حيث أجاب على بعض التساؤلات فى الساحة السياسية وموقف الحزب منها:-

س: نشكر لك دكتور جبريل هذه الفرصة الكريمة بداية نبارك لكم وللسودان التوقيع بالأحرف الأولى على الوثيقة السياسية الخاصة بقضايا الحكم والسلطات والصلاحيات في المنطقتين… فى نظركم   الضرورة التى تحتم الرجوع الى نظام الاقاليم وما الخطوات التى يجب إتباعها منذ الآن لتهيئة المناخ المناسب لتطبيق هذا الاتفاق؟

-دكتور جبريل: الوثيقة التى تم توقيعها مؤخرا خاصة بورقة تقسيم السلطة وفى رأيي أن أي تقدم يتم إحرازه فى المفاوضات  يشجع الاطراف للمضي قدما وهذا ما يتوقعه الشعب السوداني  ونحن متفاؤلون بأن السلام أصبح قريبا ان شاء الله. الاقاليم لها ميزاتها الخاصة بها منذ مئات السنين و يشعر الناس بالانتماء اليها. القصد من العودة اليها هو إعطاء اهل الاقاليم الفرصة لادارة شأنهم وايضا إتاحة الفرصة للتنافس في تحقيق اعلى معدلات التنمية  ويمكن كذلك المركز من ادارة البلاد بطريقة سلسة وليس المقصود أبداً أي شكل من أشكال الانفصال بل هو إتجاه لتحقيق ترتيب إداري فاعل والتأكيد كذلك للأهل فى الولايات ان ذلك لا يعني ذهاب ما تحقق لهم من مكاسب ونحن نطمئنهم ان قرار الابقاء على الولايات اوالاكتفاء بالحكم ألاقليمي المحلي شأن يخص اهل الاقليم وهم الذين يقررون فيه. ونرى ان امر زيادة الاقاليم أونقصانها  يرجع الى “المجلس التشريعي” فهو الذي يقرر للمستويات الأدنى من الحكم والامر بأيديهم ولا يحتاجون ان يختلفوا عليه.

س: كيف ترون مسألة تطبيق ” التعويضات” فى ظل الظروف الاقتصادية الحرجة التي تمر بها البلاد؟

-دكتور جبريل: أهل دارفور تضرروا كثيرا بالحرب  وفقدوا الكثير من  الارض والممتلكات ومن الطبيعي ان يكون “جبر الضرر” جزء من معالجة إفرازات الحرب ويجب ان نقر بمبدأ ضرورة تعويض المتضررين  وجبر الضرر والمهم هنا أن يتم إقرار المبدأ ثم يتم الاتفاق  على تدبيره عبر جهد مشترك  وطني وأقليمي ودولي . لكن من المهم إقرار المبدأ حتى يشعر الضحايا انهم قد أُنصفوا ولو أخلصنا النية فإن بلادنا غنية بالموارد التي تكفي  حاجة المتضررين.

س:الترتيبات الأمنية مرحلة مهمة برأيكم ما الاجراءات التي تؤدي الى إنجاحها؟

-دكتور جبريل: الترتيبات الامنية مسألة معقدة ولكن المريح فى الامر أننا جميعا نتفق ان يكون هناك جيش وطني واحد فى السودان مهني ومتفرغ لمهامه ومحايد تجاه كل المواطنين وليس من مهامه توجيه السلاح الى صدور المواطنين. كذلك نحتاج الى جهاز أمن مٌتخصص مهني يتفرغ لجمع المعلومات الضرورية لحفظ الامن ولا يتدخل فى الشأن السياسي الداخلي. إيضا كذلك نحن فى حاجة الى جهازِشُرطي مُتخصص مهني لا ينتمي الى حزب اوجهة. هذه الأجهزة النظامية يجب ان تكون ” مرآة عاكسة” لكل المكونات الوطنية. لذلك هي في حاجة الى إعادة تشكيل او إعادة هيكلة وهذا ما نسعى له عبر الترتيبات الامنية. وعليها ان تُستوعب نسبة كبيرة من جيوش الحركات المسلحة في هذ الاجهزة وهذا سيساعد في إعادة التشكيل وبالتالي لابد أن يفُسح المجال لترتيب ما تم الاتفاق عليه.

س : كيف تنظر الحركة لمتطلبات إنجاح الفترة الانتقالية بعد المطالبة بتمديدها لأربع سنوات؟

-دكتور جبريل:المعضلة الاساسية والاكبر التي تواجه الحكومة الانتقالية الآن هى ” الضائقة الاقتصادية”والتى يعاني منها الشعب السوداني بشدة.  والمخرج من هذه الضائقة هو رفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للارهاب وهذا المجهود يجب ان يكون مشتركاً من كافة القوى السياسية فى السودان  . والمجتمع الغربي فى حاجة الى أن يطمئن ان السودان ماض  في طريق التحول  الديمقراطي وانه على استعداد لبناء علاقات إقليمية ودولية  جديدة. بعدها أعتقد ان هذه الضائقة يٌمكن ان تحل  بقليل من العون الخارجي وبجهد أكبر من حٌسن إدارة الموارد في الداخل. ايضا دول الجوار ودول الاقليم  والاتحاد الافريقي لهم دور اساسى  في رفع العقوبات وكذلك للجامعة العربية. ايضا اهلنا في الخليج لهم علاقات خاصة بأمريكا ويمكنهم ان يلعبوا دوراً مؤثراً. نحن فى حاجة الى دعم الاشقاء  في المحيط ألاقليمي والدولي لرفع هذه العقوبات ونحتاج ايضا الى إستنهاض رأس المال السوداني الموجود فى الخارج( المغتربين ورجال الاعمال السودانيين) ان يأتي ويُساهم ونقول لقد جاء دورهم في علاج الوضع ألاقتصادي في البلاد وبالمقابل يتطلب ذلك توفير الضمانات الكافية والاغراءات المٌجزية  من قبل الحكومة تجاههم .

س- ما موقفكم من ترتيبات تعيين الولاة؟

-دكتور جبريل: نحن جزء من الجبهة الثورية وموقفنا واضح ومٌعلن  حيث قلنا اننا ملتزمون  بإعلان جوبا  الذي أخر  تعيين الولاة وتشكيل المجلس والتشريعي الى ما بعد تحقيق السلام ونرى ان تعيين الولاة مهم ولكن تحقيق السلام أهم . وتعيين الولاة بالطريقة التي تم بها التمكين المٌعاكس  سيكون مٌضرا للسودان واستقراره.

س: ماذا عن الخطط والترتيبات التي جهزتها الحركة  فيما يخص أوضاع اللاجئين فى دول الجوار  والنازحين في المعسكرات من ابناء الاقليم؟

-دكتور جبريل: نحن فى حركة العدل والمساواة السودانية  على إتصال دائم بالنازحين واللاجئين  ولدينا أمانة مٌختصة في المكتب التنفيذي ليرعى شئونهم . قمنا قبل فترة قليلة بجولة على معسكرات السودانين  اللاجئين  في شرق تشاد وقد شارك وفد من الحركة  في عقد مؤتمر النازحين  في مدينة الفاشر  في فبراير الماضي بعد ان طافوا فى معظم معسكرات اللاجئين . كما استقبلنا  وفداَ من النازحين والادارة الاهلية والمرأة وتنظيمات المجتمع المدنى  في مدينة جوبا  والتقوا  بلجنة الوساطة  والمجتمع الدولي بجانب لقاءاتهم بالحركات المسلحة  وقدموا مرئياتهم  للسلام القادم إنى شاء الله ومطالبهم التي كانت متطابقة تماما مع مطالب الحركات المسلحة  وكان من أهم توجيهات المؤتمر المطالبة بالتعويضات ، اشراك النازحين  واللاجئين فى عملية السلام  والمطالبة بعودة الحواكير (أراضي القبائل التاريخية) الى أصحابها.

س- لديكم فى الداخل بعض المعتقلين من عضوية الحركة… ماذا تم بشأن الافراج عنهم؟

-دكتور جبريل: تم تكوين لجنة مشتركة مع السلطة الانتقالية  وقد بذلت جهدا مٌقدرا فى اطلاق سراح بعض الاسرى  وما تزال الجهود مستمرة لاطلاق المزيد منهم.  والبحث عن المفقودين  ( وهم اعداد كبيرة) خاصة الذين لا نعرف اماكنهم  الا ان كل الدلائل تٌثبت أنه قد تم أسرهم  ولكننا لم نعرف شيئاً بعد الاسر.

س : تم إصدار قرار ان يتم بموجبه  تعيين ابناء ولايات دارفوربنسبة  20%  في كافة مؤسسات الخدمة المدنية ..كيف تنظرون لذلك  وما الايجابيات والسلبيات  من تطبيق القرار؟

-دكتور جبريل: الاصل ان يتحقق العدل عفوا دون تجهيزات من هذه الشاكلة  ولكن عند تعذر تحقيق العدل  عفوا  كان لابد من بذل الجهد  لتحقيقه بإجراءات  وترتيبات من شاكلة تمثيل الاقاليم  فى الخدمة المدنية.  وربما ايضا فى الخدمة النظامية بنسب محددة تمثل الوزن السكاني لهذه الاقاليم الى ان يعالج  الخلل ثم يترك الامر بعد ذلك  لمعايير الكفاءة والاهلية.  وما لجأنا اليه هو السعي لوضع معايير عادلة لتقاسم السلطة في السودان  بين الاقاليم ولا نريد للاقاليم  ان ” تتظالم”  فلنقسم ما عندنا من فرص عمل بالسوية  وفق معايير متفق عليها وهذا لا يعني التغاضي  عن الكفاءة فالذين يأتون من كل اقليم  يخضعون لذات  معيار الكفاءة . وارجو ان ألفت إنتباه القارئ الى ان النسبة المذكورة ( 20%) هى أقل بكثير من نسبة سكان دارفور الى جملة سكان السودان  ولكن هذا اجراء مؤقت  الي حين دراسة الخلل فى الخددمة المدنية عموما  ومعالجته بصورة شاملة  عبر المفوضية القومية للخدمة المدنية ( لجنة الاختيار) .

س: ختاما كيف تسير المفاوضات الآن وهل من بٌشريات للشعب السوداني؟

-دكتور جبريل:: المفاوضات فيها تعقيدات هنا وهناك وما اٌريد أن أٌطمئن عليه السودانيين هو ان الارادة السياسية  متوفرة لدى جميع الاطراف لحلحلة الاشكالات التي تعترض سبيل السلام  وما دامت الارادة موجودة فالسلام قادم ان شاء الله وارجو ان يكون قريبا.