خبراءسياسيين:تصريحات البرهان صفحة جديدة في السياسة السودانية

أكد الخبير والمحلل السياسي الأستاذ محيي الدين محمد محيي الدين أن تصريحات الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي التي أدلى بها أمس عقب الاتفاق بين المجلس وقوى إعلان الحرية والتغيير على كل بنود الوثيقة الدستورية، ودعا فيها كل أبناء السودان في الخارج للعودة والمشاركة في بناء السودان الجديد وفق قيم الحرية والعدالة وأنه لن يكون هناك إقصاء لأحد أكد أنها تمثل صفحة جديدة في تاريخ الحياة والممارسة السياسية السودانية، مبيناً أن المرحلة الجديدة التي يمر بها الوطن عقب توقيع الاتفاق الأخير هي مرحلة بناء وبداية تحول حقيقي ليس فقط لنظام ديمقراطي جديد؛ بل مرحلة يتعافى فيها السودان من المرارات والضغائن وأمراض الاقتصاد والاختلال البنيوي.

وقال محيي الدين في الاستطلاع الذي أجرته وكالة السودان للأنباء مع عدد من الخبراء والمحللين السياسيين حول التصريحات الأخيرة للبرهان إن المجلس العسكري وبشهادة المفاوضين من الحرية والتغيير تعامل في التفاوض بحس وروح وطنية عالية ملؤها الحرص على الوطن واستدامة الأمن والاستقرار والمحافظة على وحدة السودان وتحقيق السلام والعبور الآمن بالسودان من هذه المرحلة الحرجة من تاريخه، موضحاً أن المجلس العسكري قدم العديد من التنازلات من أجل الوطن.

ودعا محيي الدين المجلس العسكري والحرية والتغيير للإقبال على بعضهما كشركاء غير متشاكسين، وأن يعملوا على تعزيز الثقة فيما بينهما، كما دعا أيضاً كل الأحزاب السودانية أن تعمل على تأسيس بنياتها وهياكلها على أسس المفاهيم الديمقراطية وأن تفتح المجال أمام الشباب الذي فجر الثورة وقادها حتى انتصرت وفتح حوار شفاف حول قضايا السياسة والاقتصاد والسلام لتلافي المشكلات التي أقعدت بالسودان.

ومن جانبه؛ وصف الأستاذ عبدالعزيز النور الأمين العام لحزب الوطن تصريحات البرهان بالصادقة والصادرة من رجل وطني غيور مباركاً الاتفاق الذي تم بين العسكري والحرية والتغيير، مشدداً على ضرورة استصحاب كل القوى السياسية في هذا الاتفاق حتى يكون شاملا ومفتوحاً لكل الأحزاب السياسية خاصة الأحزاب التي شاركت في صناعة الثورة وحمايتها، منوهاً إلى أن الجبهة الوطنية للتغيير التي ينتمي إليها حزب الوطن وعدد من الأحزاب خرجت من حكومة الرئيس المخلوع قبل الثورة ودعت لإسقاطه ولابد أن يستصحبوا في المرحلة القادمة.

على صعيد متصل شدد الدكتور حسين كرشوم الخبير الاستراتيجي على ضرورة مشاركة كل الأحزاب والقوى السياسية في بناء السودان حتى لو لم تكن مشاركة في الحكومة يمكن أن تشارك بإبداء الرأي وأن الحياة السياسية الديمقراطية قوامها الأحزاب موضحاً أنه لامجال لأحد أن يقف موقف المتفرج في معركة بناء السودان الجديد، داعياً الأحزاب التي لم تشارك في التفاوض للقيام بواجب مراقبة تنفيذ بنود الاتفاق.

وأضاف كرشوم أنه يجب مراجعة السياسات الاقتصادية الخاطئة لأن الشعب السوداني ينتظر انفراجاً اقتصادياً عقب تشكيل الحكومة الانتقالية وبناء علاقات السودان الخارجية على أساس المصلحة الوطنية بعيداً عن الأيدلوجيات والمحاور، منوهاً لإلحاق الحركات المسلحة بالاتفاق لتحقيق السلام الشامل.

وأكد البروفيسور إبراهيم محمد آدم الخبير السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة بحري أن التحدي القادم هو تحدي بناء السودان وأنه تحد كبير يحتاج لتضافر جهود السودانيين داخل وخارج الوطن، منوهاً لإنشاء مشروعات لمساهمة السودانيين بالخارج في البناء عبر التحويلات المالية المباشرة كمشاريع البناء في الشقيقة مصر.

وأشار البروفيسور إبراهيم الى ضرورة أن تعمل الحكومة القادمة على رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للإرهاب، موضحاً أن بقاء السودان في هذه اللائحة يفرض عليه حصاراً اقتصادياً واسعاً.