توقعات بزيادة استهلاك الكهرباء عالميا

توقع باحثون من الولايات المتحدة أن تتزايد حاجة العالم من التيار الكهربائي خلال الأعوام المقبلة، وذلك في ضوء تزايد معدلات الدخل أيضا في الدول المدارية المعروفة بالدخول المنخفضة أو المتوسطة، حسبما أوضح الباحثون تحت إشراف لوكاس دافيس، من جامعة كاليفورنيا بمدينة بريكلي الأمريكية.
وبحسب “الألمانية”، قام الباحثون بحساب مقدار التبريد المطلوب في ضوء المناخ السائد في كل منطقة من مناطق العالم.
قال الباحثون في دراستهم التي نشروا نتائجها في العدد الحالي من مجلة “نيتشر ساستينابلتي” المعنية بدراسات الاستدامة، إن الهند هي أكثر دول العالم حاجة إلى التيار الكهربائي بسبب تزايد أعداد السكان وتزايد متوسط درجات الحرارة.
كما توصل خبراء الوكالة الدولية للطاقة إلى نتيجة مؤداها أن أجهزة التكييف والمراوح المستخدمة في تبريد الأبنية، أصبحت مسؤولة بالفعل عن 10 في المائة من استهلاك الطاقة على مستوى العالم.
وتتوقع الوكالة أن يصبح لدى نحو ثلثي منازل العالم أجهزة تكييف بحلول عام 2050، وليس ذلك بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض وحسب، بل بسبب تزايد الرخاء في المناطق الدافئة في العالم.
وحذر خبراء الوكالة من أن تزايد أعداد الأجهزة في الأبنية السكنية والإدارية سيكون خلال العقود الثلاثة المقبلة أحد العوامل الرئيسة وراء تزايد الاستهلاك العالمي للطاقة.
وفقا للمؤشر الأوروبي الدولي فإن مبيعات أجهزة التكييف ارتفعت خلال الأعوام الخمسة الماضية في تايلاند بنسبة 60 في المائة، وفي إندونيسيا بنسبة 129 في المائة، بل وارتفعت في فيتنام بنسبة 159 في المائة.
وذكر الباحثون أن هذه البيانات تبشر بأخبار سارة من ناحية، حيث إن المكيفات تخفف الضغوط عن السكان في الأيام الحارة وتزيد راحة البشر ما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، ومن ناحية أخرى فإن تزايد استهلاك التيار الكهربائي المغذي لهذه الأجهزة يمثل عبئا على البيئة أيضا، حيث إن الكهرباء لا تزال تولد باستخدام الوقود التقليدي، والذي ينتج عنه بالطبع كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون الاحتباسي الذي يلوث الغلاف الجوي.
قام الباحثون بتقدير ما يعرف بأيام درجات التبريد في 219 دولة و1692 مدينة على مستوى العالم، مستخدمين في ذلك حساب درجات الحرارة اليومية لأكثر من 14 ألف و500 محطة أرصاد، على مدى عشرة أعوام.
اعتبر الباحثون جميع الأيام التي تسود فيها درجات حرارة متوسطة، أكثر من 18.3 درجة مئوية، أيام التبريد.
وتوصل الباحثون لمقدار حاجة السكان في مدينة أو دولة ما بحساب احتياج كل شخص من سكان هذه المنطقة من الطاقة لتبريد المكان.
وبناء على ذلك وجد الباحثون أن الهند ستكون أكثر دول العالم حاجة للطاقة، حيث إن حاجتها من الطاقة ستبلغ نحو 28 في المائة من حاجة العالم من الطاقة، تليها الصين 10 في المائة ثم إندونيسيا 6 في المائة ونيجريا 5 في المائة.
وعلى ذلك فإن هذه الدول الأربع تحتاج نحو نصف ما يحتاجه العالم كله من الطاقة لتكييف أبنيتها. وكانت مدينة مومباي (الهند) التي يعيش بها نحو 21 مليون نسمة، على رأس مدن العالم التي تنبأ الباحثون بأنها ستكون أكثر استهلاكا للطاقة في تبريد المباني، حيث ستستهلك وحدها نحو ربع ما تستهلكه الولايات الأمريكية مجتمعة.