تحت شعار(المرأة وحوار الحضارات) بمقر البرلمان الدنماركي

عقدت منظمة همسة سماء الثقافة الدولية بالدنمارك أعمال مؤتمرها الدولي الأول مؤخراً تحت شعار (المرأة وحوار الحضارات) وذلك بمقر البرلمان الدنماركي في مدينة كوبنهاجن، بحضور 150 مشارك يمثلون 16 دولة من مختلف أنحاء العالم وعدد كبير من المهتمين.

واستعرض المشاركون  13 ورقة عملا ، للخروج برؤية مستقبلية لتحقيق التواصل الايجابي المنشود بين  نساء العالم أجمع في المجالات كافة ويهدف المؤتمر إلى تقريب وجهات النظر ما بين المرأة الغربية والعربية في المجتمع الغربي بعد أن اتسعت الفجوة الحضارية والثقافية بين دول العالم وتشجيع أشكال التبادل الثقافي والفكري كافة من خلال القواسم المشتركة  في شتى المجالات وعلى رأسها مجال الحقوق والقانون والأحوال الشخصية والتعريف بالمرأة العربية ودورها في المجتمع أمام رصيفتها الغربية في الجوانب (الاقتصادية ، التربوية ، الثقافية ) وغيرها، كما تم خلال المؤتمر تكريم المشاركين من قبل القائمين على المؤتمر.

ألقى المهندس عبد الحفيظ إغبارية كلمة في بدء الاحتفال أشاد فيها بمملكة الدنمارك كدولة ديمقراطية اتاحت للجميع ممارسة حياتهم بحرية، وثمن جهود البرلمان الدنماركي الذي يستضيف لأول مرة ملتقى خاص بالمرأة العربية وأشار إلى التعاون الفاعل الذي وجدته المنظمة من وزارة الخارجية الدنماركية والسفارات بالخارج.

وأكدت الدكتورة فاطمة أبو واصل إغبارية، رئيسة منظمة همسة سماء الثقافة الدولية بالدنمارك خلال كلمتها أن الدور الاجتماعي والثقافي للمرأة  يرجع إلى إيماننا بالبيئة التي يعيش فيها الطفل في السنوات الأولى من عمره وعلى نموه مستقبلاً، فالمرأة تلعب دوراً رئيساً في تنمية  الموارد البشرية الصغيرة، فالأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى لتربية الطفل وتنشئته، فيها يوضع حجر الأساس التربوي، حيث يكون الطفل عجينة طيعة يتقبل التوجيه ويتعود ويلتقط ما يدور حوله من صور وعادات وتقاليد شعرية.

وأوضحت د. رشا فيضي رئيسة مؤسسة ساند الدولية أن (الزواج المبكر) هو اقتران غير رسمي قبل بلوغ سن 18 عاماً وهو يُعد انتهاكاً لحقوق الإنسان بوجه عام، وأن الفتيات يتضررن منه بشكل أكبر، وفقاً للتعريف الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) التي تشير إلى أن 700 مليون سيدة حول العالم تزوجن قبل هذا العمر.

وشرحت أن الأوضاع العربية المشتعلة، تبرز الصورة المؤلمة للمرأة العربية التي تتحمل معاناة مضاعفة في تلك الأجواء الدموية إضافة إلى آلام التشريد والتهجير وفقدان العائل والعائلة ومخاطر القتل أو الإصابة في ظروف رعاية صحية متردية، هناك أعباء التحول إلى عائل الأسرة الوحيد وآلام التعرض للخطف والاعتداءات البدنية والجنسية وغيرها.

وعدد فتحي أبو الطبول ،إنجازات المرأة العربية بالإحصاءات والأرقام، مؤكدا أنه على مدار الاعوام الماضية، حصلت المرأة في عدد من البلدان العربية على مكاسب عديدة، بعضها غير مسبوق وذلك رغم التحديات المختلفة التي تواجهها في المجتمعات العربية وتعكس هذه المكاسب، في معظمها، تغييرات هيكلية تبنّتها بعض الدول العربية من أجل تمكين المرأة ومن أجل خلْق مجتمع يحقق التوازن بين الرجل والمرأة.

من جهته ألقى السفير حبيب الصدر سفير جمهورية العراق لدى مملكة الدنمارك، كلمة أكد خلالها أنه عندما تهاجر المرأة العربية إلى الغرب تجد نفسها أمام قيم وعادات تختلف عما نشأت عليه في مجتمعها العربي وتجد أن عليها  الحفاظ على الارث الثقافي الذي تمليه عليها النشأة العربية مع الاحتفاظ بقدر من الخصوصية الثقافية والاجتماعية وقدم الشكر إلى منظمة همسة سماء الثقافة على تنظيم المؤتمر.

وخلال المؤتمر شاركت الأديبة والشاعرة الدكتورة سميرة الغالي، أستاذة جامعية في جامعة أبوظبي، بفقرة شعرية نالت استحسان جميع المشاركين.

وخلال الجلسة الأولى للمؤتمر استعرضت فريدة عبدالله قمبر العوضي رئيسة مجلس سيدات أعمال الإمارات خلال ورقتها التي قدمتها جهود إن المرأة الإماراتية استطاعت في وقت قياسي الوصول إلى مكانة مرموقة بفضل جھود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الإتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، (أم الإمارات) وقد تمكنت المرأة الإماراتية من تحقيق إنجازات غير مسبوقة في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية والتنموية وسواها، حيث أصبحت شريكاً رئيسياً في تطور المجتمع.

 وأضافت : باتت المرأة  موجودة وبفاعلية في مختلف المجالات، فهي تحظى بتمثيل كبير في الحكومة الإتحادية وتتولى العديد من المناصب الإدارية العليا في الدولة وتتقلد مناصب دبلوماسية رفيعة وتمثل الدولة في هيئات ومؤتمرات عالمية متعددة وتنخرط في مشاريع تنموية مختلفة، وصولاً إلى توليها منصب رئيس المجلس الوطني الإتحادي في سابقة أولى من نوعها عربياً ومن ثم تمثيلها بشكل متساوٍ مع شريكها الرجل في أحد أهم مؤسسات الإتحاد وأركانه، ما يعكس المستوى المتقدم الذي وصلت إليه المرأة في الإمارات وفي الوقت نفسه مدى حرص القيادة الرشيدة على تمكين المرأة وفتح الأبواب أمامها لخدمة هذا الوطن في مختلف القطاعات.

وخلال جلسة العمل الثانية، تطرقت منى عبد الله إسحق، عضو حزب العمال البريطاني ، المدير التنفيذي لشركة شامان ذات الهدف المجتمعي في بريطانيا، خلال ورقة العمل التي قدمتها  تحت عنوان (دور المرأة السودانية في الحفاظ على الهوية الوطنية بالداخل وبالمهجر) بريطانيا و السودان نموذج، استعرضت خلالها مفهوم الهوية وفلسفة الهوية الشخصية ومفهوم الهوية الوطنية وعناصرها وقالت : نموذج السودان وبريطانيا – أنا منتج سوداني، رأى حزب العمال البريطاني، فيه رمزية للأقلية التي يمكن أن تفيد المجتمع  وكنداكات الثورة السودانية ، أو ما قامت به خلال المطالبة بالحرية للوطن وعدالة الفرص وسلمية الثورة ، يوضح دور المرأة السودانية ومساحة الحرية التي أتاحها المجتمع لها عبر التاريخ.

وعددت رشا التركي من المملكة العربية السعودية إنجازات المرأة السعودية في مجال السياسة وعرضت قصص نجاح للكوادر النسائية السعودية، حملت جميعها الارتقاء بالمساواة بين الجنسين وتعزيز مشاركة المرأة في بيئات الأعمال وتبني نهج استشرافي وتشجيع التغيير الإيجابي.

وتطرقت دكتورة مونيكا ميرقيو من ألمانيا، إلى تجربتها كأم، مؤكدة أن المرأة العربية لها دور هام في العمل الاجتماعي وأن المرأة العربية في المهجر أثبتت مقدراتها ولها إنجازاتها التي يشار اليها بالبنان .

وأوضحت ابتسام أبو واصل ، خلال ورقتها عن ظاهرة (الزواج المبكر) أنه وفقًا لقانون حقوق الطفل لليونيسف ، أن الزواج المبكر هو زواج لأي إنسان يقل عمره عن 18 عامًا وعلى الرغم من أن النساء قد وصلن إلى مناصب عليا ودرجات تعليمية أعلى ، فإن النساء ما زلن يصنفن باسم التقاليد والأديان والرجال الشرقيين.

وأوضحت: ازدادت الأضرار في جميع المجتمعات وخاصة في مجتمعنا العربي وبدأ الجميع في اتباع التقاليد التي اعتقدوا أنها كانت على حق وهنا لابد من إيجاد الحلول الناجعة لحل هذه الظاهرة الاجتماعية التي تهدد مجتمعاتنا.

من جهتها أشارت تمارا عمر- من أمريكا، إلى أهمية دور النساء المهاجرات وأكدت أن هناك تجارب ناجحة في هذا السياق  ويجب أن تؤطر بين الجانبين .

وتحدثت فاطمة كمون عن أن النساء التونسيات يعملن في مجالات مختلفة، تتوزع بين عوالم السياسة والمال والأعمال والنشاط السياسي والجمعيات وأشارت إلى مجال المبادرة الواسع والمفتوح أمام المرأة التونسية، خصوصاً أن تونس تعد من أول الدول العربية التي أقرت مبدأ تحرير المرأة وتساوي الفرص بينها وبين الرجل.

وشرحت ندى نعناعة من الدنمارك، مسيرة عملها كمتطوعة لمساعدة اللاجئين وعائلاتهم وبينت أن الجمعية تقوم بتقديم الخدمات الاجتماعية و الدعم النفسي و تعليم اللغة الأم و إقامة الأنشطة الثقافية والاجتماعية وتساعدهم على الاندماج و التعايش بالمجتمع الدانماركي .

وخلال جلسة العمل الأخيرة للمؤتمر استعرضت هبة الخصاونة جمعية الشمال للتنمية بالأردن إنجازات الجمعية وقالت تم تنفيذ العديد من المشاريع الانتاجية المنزلية الصغيرة  لمئات السيدات ،بعد استكمالهن دورات للتدريب المهني عقدت في ضمن برنامج التمكين الاقتصادي للمرأة، ولفتت إلى أن السيدات المستفيدات من البرنامج يتلقين مساعدات تتمثل بتوفير كامل المواد الأولية والانتاجية لمشاريعهن المنزلية كصناعة الالبان والاجبان والصابون وغيرها.

وشرحت نادية ظاهر من المملكة المغربية ، أنه ما بين الحفاظ على هويتها وأصالتها والسعي قدما إلى إثبات وجودها، تسعى المرأة المغربية للحفاظ على مكتسباتها التي تحصلت عليها بفضل جهودها المضنية وكفاحها المستمر لبلوغ مرادها وهدم الصورة النمطية في مجتمع ذكوري تسيطر على أفكاره نظرة دونية لها وإلى منجزاتها.

 وأشادت موزهان غيريلي من الدنمارك، بجهود المرأة العربية، مشيرة إلى أهمية التعاون بين الجانبين العربي والغربي.