برلين أول ولاية ألمانية تعلن «طوارئ مناخية»

أعلن مجلس الشيوخ في ولاية برلين “حالة طوارئ مناخية”، لتكون بذلك أول ولاية ألمانية تعلن ذلك.
وبحسب “الألمانية”، اتخذ، أمس، قرار لزيادة المساعي الرامية إلى حماية المناخ في ولاية برلين، بعدما تم تأجيل الموضوع قبل أسبوع بسبب أمور معلقة.
وقال عمدة برلين ميشائل مولر بعد اجتماع مجلس الشيوخ، أمس، “قررنا أن نسعى إلى تجاوز أهدافنا الحالية التي تنص على خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 85 في المائة، مقارنة بالمستويات التي كان عليها في 1990 إننا نسعى إلى تحقيق نسبة أكبر من 85 في المائة”. ولكن لم ينص قرار مجلس الشيوخ الذي تم التوصل إليه، أمس، إلى نسبة مئوية محددة جديدة. وتتبع برلين بهذا القرار محليات متعددة على مستوى العالم.
إلى ذلك، طالبت كتلة “الخضر” في البرلمان الأوروبي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بدعم واضح لتشديد أهداف حماية المناخ للاتحاد الأوروبي لعام 2030.
وقال النائب الأوروبي سفين جيجولد لـ”الألمانية”، إن خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 55 في المائة مقارنة بعام 1990 هو الحد الأدنى، مضيفا “الحكومة الألمانية تتملص من أهداف حماية المناخ الأوروبية لعام 2030”.
وكانت ميركل دعت مطلع هذا الأسبوع إلى هدف جعل أوروبا محايدة مناخيا بحلول عام 2050. هذا يعني أن الاتحاد الأوروبي سيتعين عليه حتى ذلك الحين تجنب جميع أنواع الانبعاثات أو تخزينها. وتعتزم رئيسة المفوضية الأوروبية الجديدة أورزولا فون دير لاين طرح خطة اليوم لحماية المناخ يطلق عليها اسم “الاتفاق الأخضر”.
وذكر جيجولد أن الهدف قصير المدى يمثل أهمية أكبر، وقال، “من يرد أن يكون محايدا مناخيا بحلول عام 2050، يتعين عليه خفض الانبعاثات الكربونية اليوم. حماية المناخ لا ينبغي إرجاؤها لمدة طويلة”، مطالبا ميركل بالإسهام بشكل واضح في أهداف حماية المناخ قصيرة المدى التي تطرحها “فون دير لاين”. تجدر الإشارة إلى أن السياسية الألمانية “فون دير لاين” تدعو إلى تشديد أهداف الاتحاد الأوروبي لحماية المناخ لعام 2030 بخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة تراوح بين 50 إلى 55 في المائة. وينص الهدف الحالي على الخفض بنسبة 40 في المائة. وإذا تم رفع هذا الهدف، سيتعين على ألمانيا أيضا بذل جهود إضافية في هذا المجال.
وقال جيجولد، “بتشديد أهداف المناخ للاتحاد الأوروبي، ستكون حزمة إجراءات حماية المناخ غير الكافية للحكومة الألمانية في نهاية المطاف مجرد أوراق مهملة”.
من جهة أخرى، قالت مجموعة من المنظمات المدافعة عن البيئة أمس، إن العالم قد يكون قد وصل إلى نقطة تحول بالنسبة للانبعاثات الكربونية، وجاء هذا الإعلان مع إصدار هذه المنظمات المؤشر السنوي لرصد جهود الدول في مواجهة التغير المناخي. وأوضحت أورسولا هاجن أحد كتاب المؤشر أن “المؤشر الجديد بشأن أداء الدول في مواجهة التغير المناخي، أشار إلى علامات حول ظهور تحول عالمي فيما يتعلق بالانبعاثات الكربونية”، وعد المؤشر كل من منظمة “جيرمانووتش”، ومعهد المناخ الجديد، وشبكة العمل البيئي وهي منظمات غير حكومية معنية بالسياسات البيئية.
وأضافت “إننا نرى فرصا لوقف تزايد الانبعاثات على الصعيد العالمي، غير أن كثيرا من العمل سيكون مرهونا بحدوث مزيد من التطورات في الصين، وبنتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، حيث إن كلا الدولتين تقفان في مفترق طرق”.
وتقدمت ألمانيا بمعدل أربعة مواقع لتحتل المرتبة رقم 23 في المؤشر، بفضل خططها بالتخلص على مراحل من استخدام الفحم في توليد الطاقة، وطرحها صيغا جديدة لحماية المناخ والدفاع عنها دوليا، لكن معدلات الانبعاثات الكربونية الصادرة عنها وكذلك استخداماتها للطاقة لكل فرد من مواطنيها لا تزال “عالية نسبيا”، ولا تتناقص بالمعدلات السريعة الكافية.
وتم تقديم المؤشر في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الذي تستضيفه العاصمة الإسبانية مدريد. كما أعلنت وزيرة البيئة الإسبانية سفنخا شولتز أن ألمانيا تزيد من مساعداتها المالية لمساعدة الدول النامية على التكيف مع التغير المناخي، حيث أضافت 30 مليون يورو أخرى (33 مليون دولار).
وأشارت شولتز إلى أن الدول النامية أبرزت مرارا أهمية الحصول على التمويل اللازم لتحقيق هذا التكيف.