انهزام الإسلام السياسي والطائفية في العراق ولبنان

لندن (بى بى سى ) – ناقشت صحف عربية استمرار وتيرة الاحتجاجات في العراق ولبنان، وسط ما أطلق عليه بعض الكتاب “تراجعا” لنداءات الطائفية و”هزيمة” للإسلام السياسي، فيما انتقد آخرون نظم المحاصصة في البلدين.

تحت عنوان “العراق ولبنان.. تجاوز الطائفية”، يكتب محمد عبد الملك في صحيفة “الأيام” البحرينية: “ما حدث في لبنان والعراق، يعد هزيمة فادحة للطائفية والطائفيين، وللإسلام السياسي عموما في البلدان العربية، بعد أن واجه هزائم متعددة في مصر والسودان والجزائر، والآن في العراق ولبنان”.

ويضيف: “وفي المشهد العربي العام نحن أمام تحول، في انعطافة تاريخية في اتجاه سكة النجاةوالمتتبع للشأن العراقي واللبناني، سيكون قد لاحظ في السنوات الأخيرة، قبل الانتفاضتين، ارتفاع أصوات فاضلة نادت بنظام سياسي عابر للطوائف، بالحتم فهذه الأصوات كانت تعرف حجم الأضرار التي يعاني منها الشعبان، والغريب أن هذه الأصوات ظهرت من داخل الأحزاب الطائفية ذاتها، فهو إذن تأكيد بإخفاق التقسيم الطائفي”.

ويكتب في صحيفة “العربي الجديد” اللندنية: “ما يحدث في لبنان والعراق غير مسبوق بكل المقاييس. فخلال أسابيع قليلة، تحولت من عواصم عربية (مع دمشق وصنعاء) تحيك خيوط سلطتها طهران، إلى عواصم تهدد نفوذ الملالي الإقليمي.

يقول نصيف الجبوري في “رأي اليوم” اللندنية عن العراق: “هذا البلد العظيم أريد له أن يكون صغيراً، عندما سلطوا عليه رجالا صغارا لا هوية لهم، ويخدمون دولاً أجنبية فيما وراء الحدود.

فقد ابتلي بقيادات عسكرية ديكتاتورية طائفية متزمتة، لا تحمل من حب الوطن سوى الاسم المجرد، الذي لا يغني ولا يسمن من جوع”.

ويضيف: “لا يمكن أن يعود العراق للعراقيين، دون إيقاف العمل بالدستور تمهيداً لالغائه. ذلك الذي حول العراقيين من مواطنين أصلاء إلى أتباع، وعبيد لطوائف وأعراق ممزقة للوطن الواحد. تلك الوثيقة التي كتبها الأغراب الطائفيون والانفصاليون، والتي لا تنتمي لحضارة وتاريخ ومجتمع العراق”.

وينتقد سعد الله مزرعاني الصيغة الطائفية في لبنان، ويكتب في “الأخبار” اللبنانية: “تسوية الطائف، بعد حرب أهلية دامت 15 سنة، تعطّلت بسبب تمسّك المستفيدين والطامحين، وبرعاية خارجية دائماً”.

ويضيف: “التراكم النضالي التقدمي في سبيل التغيير الذي ظلّت خميرته موجودة، ولو خافتة وضعيفة، تحوَّل مع اشتداد الأزمة وتحدياتها الشاملة، إلى تحفيز صحوة واسعة في الأذهان والعقول والهمم. هذا ما حصل، منذ أكثر من خمسة أسابيع، في انتفاضة أدهشت الجميع وأربكت أطراف السلطة”.

وعن العراق، يكتب محمد خليفة في “الخليج” الإماراتية: “وضعت التظاهرات الضخمة، التي شهدتها مختلف مدن العراق باستثناء مدن الإقليم الكردي، النظام العراقي القائم على المحاصصة الطائفية في موقف لا يُحسد عليه، إذ لأول مرة تتفق قوى الشعب العراقي على اختلافها، منذ الغزو الأمريكي عام 2003، على مطلب واحد هو القضاء على الفساد والنهوض بالعراق نحو غد أفضل. فقد أثبت النظام الحالي فشله في بناء عراق المستقبل، لأنه قائم على المحسوبية والمحاصصة، وإرضاء النخب السياسية على حساب مصالح عموم الشعب”.

ويتساءل الكاتب: “وعلى الرغم من أن الحركة الاحتجاجية تجاوزت حاجز الطوائف، بسبب الهموم المشتركة لجميع أطياف الشعب العراقي، فإنه يبقى السؤال هو: هل ستستجيب النخب الحاكمة من الأحزاب والتجمعات السياسية لنداء الناس؟ وهل يشهد العراق ولادة دولة جديدة؟”

ويكتب غسان صليبي في صحيفة “النهار” اللبنانية عما وصفه بالانتفاضة اللبنانية: “الانتفاضة شهدت صعود الفرد، الشاب والشابة خصوصاً، المنعتق من العائلة والطائفة والحزب، وجميعها عندنا مؤسسات تؤهّل الفرد للتبعية لقوى الخارج”.

ويضيف: “الانقسامات الطائفية هي الأساس، الذي تبنى عليه تبعية الأفراد المواطنين للأحزاب الطائفية، التابعة بدورها للخارج. هنا أيضاً لا تنطبق هذه ̕الوحدة̔ في الانتفاضة على الشعب كله، بل تبقى خارجها كتل شعبية من منابع طائفية مختلفة، أكبرها حجماً على ما يبدو الكتلة الشيعية، التي تعبّر أكثر من غيرها عن معارضتها للانتفاضة أو عن حذرها منها”.