المصرف المسؤول.. الالتزام بأهداف التنمية المستدامة

التزم أول وثاني أكبر المصارف السويسرية “يو بي إس” و”كريدي سويس” بالامتثال للمبادئ التوجيهية للأمم المتحدة فيما يتعلق بـ”المصرف المسؤول”، إذ تتطلب هذه المبادئ من القطاع المصرفي أن يتماشى مع أهداف المنظمة الأممية في مجال التنمية المستدامة واتفاقية باريس للمناخ الموقعة في 2015.
وقدم برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يو إن إي بي) هذه المبادئ التوجيهية في باريس في 26 و27 تشرين الثاني (نوفمبر)، وسيقام حفل التوقيع الرسمي في أيلول (سبتمبر) 2019 بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، وسيتم تنفيذ المبادئ على مراحل.
وتم تطوير هذه المبادئ من قبل 30 مصرفا فى جميع أنحاء العالم، وفقا لما ذكره “كريدي سويس” فى بيان أمس، وقد حظيت المؤسسات المالية بدعم مبادرة الأمم المتحدة للتمويل البيئي، وتوفر هذه المبادئ التوجيهية إطارا شاملا للمساءلة عن الاستدامة في جميع مجالات النشاط المصرفي.
ويقول “كريدي سويس” إنه من أوائل المؤسسات المصرفية التي وقعت على المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة، وسيضع المصرف، صاحب شعار الشراعين، توقيعه رسميا على الوثيقة خلال أيلول (سبتمبر) في الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.
وأوضح المصرف السويسري في بيان بتوقيع رئيسه تيجان ثيام: “نحن ملتزمون بتنمية أنشطتنا طويلة الأجل والمساهمة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة في مجال التنمية المستدامة. ونحن نريد أن نسهم في الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون وقادر على التكيف مع تغير المناخ”.
وأشار سيرجيو إرموتي، رئيس مصرف “يو بي إس”، في تغريدة على تويتر أمس إلى أنه وقع على المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة لقيام قطاع مصرفي مسؤول، ما يوفر “إطارا واضحا للقضايا الاجتماعية والبيئية”.
وتستند مبادئ الأمم المتحدة إلى ستة مجالات رئيسة تُلزم المصارف وهي؛ إدماج المبادئ الأممية للتنمية المستدامة في جميع أنشطة المصرف وترسيخها في جميع قطاعاته، وتحسين الأثر الإيجابي لأنشطة المصرف اليومية على المجتمع للحد من تأثيره السلبي في المناخ، وتقديم المصرف مجموعة واسعة من فرص الاستثمار المسؤولة اجتماعيا من شأنها أن تعزز الرخاء المشترك للأجيال المقبلة، والتشاور المفتوح والشفاف في التنمية المستدامة مع جميع الجهات المعنية بالحفاظ على البيئة وحمايتها، وتنفيذ المبادئ من خلال الحوكمة والأهداف والثقافة المصرفية المسؤولة.
وأهداف التنمية المستدامة، والمعروفة كذلك باسم الأهداف العالمية، هي دعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار.
وتستند هذه الأهداف السبعة عشر إلى ما تم إحرازه من نجاحات في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية (2000-2015)، كما تشمل كذلك مجالات جديدة مثل تغير المناخ، وعدم المساواة الاقتصادية، وتعزيز الابتكار، والاستهلاك المستدام، والسلام، والعدالة، ضمن أولويات أخرى.
وتعد تلك الأهداف مترابطة – وغالبا ما يكمن مفتاح النجاح في تحقيق هدف بعينه في معالجة قضايا ترتبط بشكل وثيق بأهداف أخرى.
وتقتضي أهداف التنمية المستدامة العمل بروح الشراكة وبشكل عملي حتى يمكن اتخاذ الخيارات الصحيحة لتحسين الحياة، بطريقة مستدامة، للأجيال القادمة.
وهي توفر مبادئ توجيهية وغايات واضحة لجميع البلدان كي تعتمدها وفقا لأولوياتها مع حسبان التحديات البيئية التي يواجهها العالم بأسره، وتمثل أهداف التنمية المستدامة جدول أعمال شامل، وهي تعالج الأسباب الجذرية للفقر وتتوحد معا لإحداث تغيير إيجابي لكل من البشر والكوكب.
وتركز الخطة الاستراتيجية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على عدة مجالات رئيسة، تشمل الحد من الفقر، وتعزيز الحكم الديمقراطي وبناء السلام، ومواجهة آثار تغير المناخ، ومخاطر الكوارث، ومواجهة عدم المساواة الاقتصادية.