المتظاهرون السودانيون يعودون للشارع والمعارضة تلغي المفاوضات مع «العسكري»

الأنباء الكويتية – بمظاهرات غاضبة ودعوات للمحاسبة، خرج السودانيون امس، في العاصمة الخرطوم وعدد من مدن البلاد، تنديدا بأحداث مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان التي أسفرت عن سقوط 8 قتلى وعشرات الجرحى.

وفي أول تعليق له على الأحداث، قال رئيس المجلس العسكري الحاكم عبدالفتاح البرهان، ان ما حدث في الأبيض أمر مؤسف وحزين، ومقتل المواطنين السلميين غير مقبول ومرفوض. وأضاف أنها جريمة مرفوضة تستوجب المحاسبة الفورية والرادعة.

وخرجت مظاهرات طلابية في مدينة أم درمان غربي الخرطوم، مع بداية اليوم الدراسي، وقال شهود عيان إن المئات من طلاب المدارس، تظاهروا رافعين شعارات تندد بمقتل الطلاب في مدينة الأبيض، وردد المتظاهرون شعارات تطالب بالعدالة والقصاص من قتلة الطلاب.

كما تظاهر المئات من طلاب جامعتي كرري والأحفاد وسط مدينة أم درمان، تنديدا بأحداث مدينة الأبيض، والمطالبة بالعدالة والسلطة المدنية.

وتشابهت الهتافات في كل التظاهرات، حيث ردد المتظاهرون شعارات من قبيل: حرم (قسما) حرم نجيب الدم حتى لو مدنية، والدم قصاد الدم، ومدنية أيوا (نعم) عسكرية لا لا، وقتل طالب قتل أمة.

وعلى الصعيد السياسي، أعلن قياديان في حركة الاحتجاج في السودان إلغاء المفاوضات التي كانت مقررة مع العسكريين امس، بسبب تواجد الفريق التفاوضي للحركة في مدينة الأبيض.

وكان من المفترض أن يبحث الطرفان امس، مسائل متعلقة بتشكيل حكومة مدنية في المرحلة الانتقالية.

وقال القيادي والمفاوض في حركة الاحتجاج طه عثمان لوكالة فرانس برس «لن تعقد جلسة مفاوضات مع المجلس العسكري لأن الفريق التفاوضي موجود في الأبيض حاليا».

وأكد ذلك أيضا المفاوض في الحركة ساطع الحاج الذي قال إن الوفد بعد عودته للخرطوم سيتم تحديد موعد جديد للتفاوض بين الطرفين.

ووجه المتظاهرون أصابع الاتهام لقوات الدعم السريع شبه العسكرية التي يقودها الفريق محمد حمدان دقلو الشهير بـ«حميدتي» بإطلاق النار على خمسة مراهقين وقتلهم.

وأكد تجمع المهنيين السودانيين الذي يعد الركيزة الأساسية في تجمع قوى الحرية والتغيير، «إطلاق الذخيرة الحية على موكب طالبات وطلاب المدارس» في الأبيض.

ودعا أنصاره «للخروج للشوارع في مواكب تنديدا بمجزرة الأبيض ومطالبة بتقديم الجناة للعدالة ونقل مقاليد الحكم لسلطة انتقالية مدنية».